- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حادثة منى..الحجيج ارتدوا لباس إحرامهم أكفانا..فارتقوا شهداء..
حجم النص
بقلم:منال ظاهر من منا لم يشاهد رائحة الموت بالعين المجردة ولم يبكي لدماء استبيحت في أطهر بقاع الأرض وأقدسها حرمة فلم يأمن الحجاج في البيت الحرام وهو البيت الموصوف بنص القرآن:" من دخله كان آمنا.." تجتر الأيام ذاتها إلى نشأة السعودية مملكة وهابية تستمد دساتيرها من محمد عبد الوهاب مؤسس المذهب وعقائده اللانسانية، فكانت أول دولة تخترق الأعراف والسنن باسم الدين والشريعة وتتخلى عنها لتطبق الفكر الوهابي القائم على تكفير الآخر ورفضه واعتباره خارج عن الدين الاسلامي. استولى آل سعود على البيت الحرام فعاثوا فيه فسادا فتارة يهدمون آثارا وأخرى يبنون جسورا تماما كما استولى اليهود على بيت المقدس عام 48 فكان" الملك فيصل " أول من وقع على وثيقة "بناء كيان غاصب ليهود العالم على أرض فلسطين" والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير كل يبحث عن عرشه ومملكته وكرسيه. ومن سلف إلى خلف توارث حكام السعودية عقائد تصور الحياة بدعة يقام الحد على من يتخطاها فسنوا القوانين ووضعوا الأنظمة الجائرة بحق الانسان المكرم من ربه فكانت المجزرة تلو الأخرى بدم بارد يؤكد حقدا دفينا ينبذه الدين المحمدي الأصيل. من يتابع عن كثب يرى المشاهد الدموية القاسية عام 87 حين ارتكبت قوات الأمن السعودية مجزرة أودت بحياة مئات الإيرانيين الذين خرجوا بمسيرات البراءة من المشركين ونداءات الموت لأميركا -الموت لإسرائيل فكان أزيز الرصاص يخترق صوت الملبين لله تلبية لواشنطن وتل أبيب. تتالت المواسم والسنين وتتالت انتهاكات آل سعود لحرمة المكان والانسان فلا الحجر سلم ولا البشر وخط بالقرطاس والقلم قتل النفوس المحترمة وإن كانت بين الركن والمقام. وفي موسم التقرب إلى الله من هذا العام وعشية بدء توافد المسلمين من مختلف بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لآداء فريضة الحج ومناسكه الشريفة وأثناء انشغال الوافدين بصلاة العصر في يوم جمعة"" تسقط إحدى الرافعات "المستخدمة في توسيع الحرم الشريف " فتودي بالعشرات من المصلين والطائفين في البيت العتيق. من يتابع بدقة تواتر الأحداث يرى جثثا مكدسة جراء تدافع الحجاج لرمي الجمرات في منى وارتقائهم إلى باريهم طاهرين مطهرين من كل دنس أو خطيئة. أشلاء وضحايا مطروحة في كل مكان وبكاء ونحيب تخرقه صفارات سيارات الاسعاف أو طوافات عجزت عن حماية الحجاج الذين قصدوا الشيطان ليرجموه فكانت شياطين آل سعود بانتظارهم فأطبقت عليهم أطراف الأرض وآفاق السماء.. الأمر يطرح تساؤلات لا لبس فيها عن ضعف قدرة السلطات السعودية في إدارة شؤون الحج وتؤكد سوء التنظيم والتحضير للاستحقاق الالهي السنوي ما يهدد بسقوط المزيد من الأبرياء دون ذنب أو جرم. كما ويطرح على بساط البحث أهمية العمل على تولي منظمة التعاون الاسلامي مهمة حفظ الأمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة؟! ومطالبة مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية باسترداد حق المسلمين في زيارة البقيع والمراقد الشريفة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) فيه وهم من هدم الوهابيون قبورهم الطاهرة تماما كما يهدم التكفريون اليوم المساجد والأضرحة والمزرات المقدسة دون حسيب أو رقيب ما يشير إلى أن الوهابيين والتكفيريين وجهان لعملة واحدة وكلاهما يستحق العقاب والاجتثاث من الجذور. ففي منى وقعت الواقعة وسقط الحجيج بلباس إحرامهم الذي ارتدوه أكفانا فكان موعدهم مع الموت فارتقوا شهداء، والسنون الآتية لن تبشر بخير ما دام بيت الله يحكمه أعداء الله.
أقرأ ايضاً
- حادثة "كروكوس سيتي" أليست رسالة دولية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"
- حادثة الغدير تحديد لمسار الأمة
- حادثة ديالى.. غموض أسدل الليل أسرارها !