- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الآثار بين نهبين الامريكي والداعشي
حجم النص
بقلم:سلام سعود الزبيدي منهج التدمير للارث العراقي الحضاري بدأت فصوله منذ دخول الاحتلال الامريكي, عندما مارس سياسة النهب والسلب والتدمير للاثار العراقية والمتحاف, اذ عمد الاحتلال الى تشريع الابواب للسراق والمهربين الذين وقعوا نهباً للآثار وتهريباً الى خارج البلاد. في حين كان للاحتلال الحظ الاوفر من تلك السرقات حيث حصل على الاثار النفيسة التي كان يحلم في سرقتها. ووصول النسخة الاصلية من "التوراة" الى "اسرائيل" التي ارسلها العراق للترميم, وهو اوضح صورة لسرقة الاحتلال لاثار العراق الثمينة التي يعود عمرها الى آلاف السنيين. وبعد ان ذهبت تلك الاثار نهباً ووزعت على متحاف الدول الغربية, حتى باتت تلك المتاحف تغص بالاثار التي تعود في موطنها الاصلي الى العراق, تاتي اليوم العصابات الاجرامية "داعش" لتكمل ما بدأه الاحتلال, وتسرق ما تم استرجاعه بعد استقرار النسبي للدولة العراقية ابان عام 2008 المنصرم. و الاسلوب التخريبي سواء كان بايادي امريكية مباشرة , او عن طريق داعش فهو يجتمع بهدف واحد هو تدمير الارث الحضاري للبلد, حيث اخذ تنظيم داعش يمول زبانيته مما يحصل عليه من تلك الاثار بالاضافة الى اثار تدمر في سوريا. وتشير منظمة "اليونسكو" التابعة الى الامم المتحدة بأن خمس المواقع الأثرية من بين 10 آلاف موقع رسمي معروف على مستوى العالم في العراق وقعت تحت سيطرة داعش وتم نهبها بشكل كبير, مايعني بان العراق قد جفف من "الاثار" كما جفف من النفط ومن جميع مايملك. اذا ان تنظيم "داعش" لم يسيطر على المناطق النفطية فقط , ولم يأتي لتحقيق اغراض سياسية واستراتيجية تخدم المصالح الغربية فقط, بل جاء وهو يحمل "معاول" الجهل لكي يهدم ما تبقى من حضارة وتاريخ, ليبيعه في نخاسة الثقافة, كما باع النساء في نخاسة الجهل. فسياسة "الهدم الثقافي" هي جزء من استراتيجية تلك العصابات الاجرامية "داعش", بالاضافة الى سياسة الرعب والقتل, والاساءة المتواصلة الى الدين الاسلامي عبر الممارسات الدموية التي تلصق كذباً وزوراً بتعاليم الاسلام الحنيف. ويتوهم من يتصور بان داعش حركة اولدتها الصدفة, وانشأتها العقول المتعفنة التي تقودها اليوم, انما هو كيان انشاته وانفقت عليه الاستخبارات الدولية والاقليمية ملايين الدولارات, لتحقيق اغراض تخريبة تستهدف التاريخ والحضارة والدين والانسان معاً.. بحجر واحد.
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- مسرحية العقوبات الامريكية على كتيبة صهيوني
- خروج القوات الامريكية من العراق