حجم النص
بقلم /مسلم ألركابي يبدو أننا أصبحنا على مرمى حجر من تحقيق حلم رفع الحظر عن ملاعبنا ,وعودة منتخباتنا الوطنية وهي تلعب أمام جماهيرها المتعطشة والمتلهفة لتحقيق ذلك الحلم ,وليس غريبا أن نقول انه حلم ,فقد صُدمنا مراراً وتكراراً وباتت خيباتنا كبيرة جراء الجهود التي ضاعت سدى خلال السنوات الماضية , واليوم ونحن نلمس جدية العمل والهمة العالية من الجميع وبالأخص وزارة الشباب والرياضة ممثلةً بالسيد عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة والذي اخذ على عاتقه المهمة الكبرى وهي مسألة رفع الحظر عن الملاعب العراقية , فنحن اليوم على موعد مع حدث رياضي ليس كباقي الأحداث ,حدث ربما يغير اتجاهات ومسارات بوصلة الرياضة العراقية بشكل عام والكرة العراقية بشكل خاص , انه حدث التحدي واثبات الوجود من أننا نستطيع أن نرفع الحظر عن ملاعبنا بعد أن جعل الاتحاد الدولي (الفيفا) الكرة في ملعبنا وإعطانا فرصة ربما لا تعوض بان نخوض مباراة دولية (اختباريه) بكل معنى الكلمة وهي التي تجعلنا ناجحين بأذن الله في هذا الاختبار أو (فاشلين) لا سامح الله ,الهمة عالية والجهود تتواصل والكل يترقب الحدث الأبرز وهو مباراة رفع الحظر بين العراق وسوريا والتي سيحتضنها ملعب جذع النخلة في البصرة الفيحاء ,ومن هنا نؤكد على إن الجميع يتحمل المسؤولية في إنجاح هذا الحدث الكبير ,وبالأخص الإعلام الرياضي والذي يضطلع اليوم بالدور البارز في رسم مسارات نجاح هذا الحدث الرياضي , ولذلك نرى أن علينا أن نستفيد من دروس الماضي البعيد والقريب ونحسب كل شيء بدقة متناهية كي لا نقع في المحظور ,نحن متأكدين من إن وزارة الشباب والرياضة ومعها الجهات الساندة قد استوعبت دروس الماضي القريب والبعيد وتعلمت من تلك التجارب واستفادت من تلك الأخطاء ,فأمور الملعب وتجهيزه بكل النواحي الفنية واللوجستية من كهرباء وإنارة ومقاعد ودخول الجمهور وخروجه قد أعطتها الوزارة الأولوية الكبرى في عملها ,فقد أكدت الوزارة أكثر من مرة بان موضوعة الكهرباء قد انتهت والى الأبد في ملعب جذع النخلة وكذلك مسألة الإنارة وقد سعت الوزارة بان تكون أرضية الملعب بأبهى صورة , وهنا نود أن نقول إننا علينا أن لا نستعيب من الاستعانة بجهود الآخرين الذين لهم تجارب مماثلة بمثل هكذا مباريات , فما الضير بان تستعين وزارة الشباب والرياضة بإحدى الشركات المتخصصة بهذا المجال , ونحن على يقين بان هذه الفكرة ربما راودت السيد عبد الحسين عبطان فالحدث والهدف يستحق كل ذلك طالما نحن نسعى لرفع الحظر عن ملاعبنا وان نكون بمستوى التحدي ,وتبقى مسألة مهمة وجوهرية وهي مسألة الجمهور وهي قضية تشغل بال الكثيرين بل لا نغالي حينما نقول ربما ينتابنا القلق و الخوف والتوجس من موضوعة الجمهور ,فنحن أدرى بوضعية جماهيرنا وكم هي شغوفة ومحبة وعاشقة لمنتخباتنا الوطنية بل إننا نستشعر محرومية هذه الجماهير الوفية ومدى تعطشها ولهفتها لرؤية منتخباتها وهي تلعب أمامها وعلى ملاعبها انه حق مشروع , وذلك علينا أن تعامل بمهنية عالية جدا مع مسألة الجمهور وضبطه في مدرجات الملعب من خلال الحملات التثقيفية المستمرة ومن خلال وسائل الإعلام ونعتقد إن لشبكة الإعلام العراقي الدور البارز في هذا المجال فهي تتمكن أن تساهم بشر ثقافة التشجيع الحضاري من خلال بث الإعلانات والشعارات عبر الفضائيات وكذلك اللافتات التي يمكن أن ترفع في شوارع البصرة الفيحاء ,إضافة إلى دور الإعلام الرياضي بكل صنوفه والي سيجند طاقاته لهذه المهمة الوطنية , وهنا نود أن نؤكد على إن الوزارة بإمكانها أن تطالب الجماهير الرياضية بضرورة التحلي بالروح الرياضية العالية والابتعاد عن الهتافات التي تسيء للجميع وضرورة أن يهتف الجميع للوطن والعراق مع التأكيد على الجماهير بضرورة أن تحمل الأعلام العراقية فقط لكي ترسم لوحة عراقية زاهية في مدرجات الملعب لوحة تقول هذا هو العراق بعربه وكرده وتركمانه ومسلميه ومسيحييه ,بعد تردد بصوت واحد هادر لبيك يا عراق ,وهنا نود ان نقترح على اللجنة المنظمة بان تبادر من الآن بتوجيه الجمهور بعدم رفع أي علم في مدرجات الملعب باستثناء العلم العراقي , فنحن نعرف إن قضية الأقاليم اليوم تجد لها سوقا رائجة وهي مسألة دستورية كفلها الدستور العراقي ونحن نعلم ان من يروج لموضوعة إقليم البصرة وهذا هو حق دستوري وان هناك علم خاص بإقليم البصرة لا نود أن نشاهده في مدرجات ملعب جذع النخلة في مباراة رفع الحظر , ولذلك نتمنى على جماهيرنا الحبيبة في بصرة الخير والعطاء أن تثبت للجميع عراقيتها وهي أهل لذلك وان لا ترفع اي علم باستثناء علم العراق , وهذه مسؤولية وطنية وتاريخية كبيرة ملقاة اليوم على عاتق أبناء البصرة الفيحاء وهم بحق رجال المهمات الصعبة والذين أثبتت السنوات والأيام صدق انتمائهم لعراقهم الحبيب , لذلك علينا ان نكون عراقيين بكل معنى الكلمة ونعبر عن عراقيتنا وانتمائنا للوطن من خلال تقديم لوحة عراقية وطنية جميلة اسمها العراق وليس لنا سوى العراق عراق , وكان الله والعراق من وراء القصد. مسلم ألركابي [email protected]