سعادة الأستاذ الدكتور لويس صليبا أستاذ في جامعة السوربون الفرنسية برتبة بروفيسور . باحث ذو شأو عال في فلسفة الاديان وله العديد من المؤلفات التي تعنى بالجانب العقائدي للاديان السماوية الثلاث (الاسلام والمسيحية والإسلام ) ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : معراج محمد، وتوما الاكويني والإسلام . فضلا عن تحقيقه لجملة من المخطوطات الدينية القديمة . بلغت مؤلفات الدكتور لويس صليبا حوالي أربعين مؤلفا حتى الآن . يجيد اللغتين الفرنسية والانكليزية بطلاقة وتلقائية شديدتين لكنه يتحدث اللغة العربية الفصحى كأفضل ما يكون عليه المتحدث البارع بل الخطيب اللامع . اقتنصت وكالة نون الخبرية فرصة وجوده في مهرجان ربيع الشهادة الثامن في كربلاء المقدسة وأجرت معه هذا اللقاء السريع.
• في ظل الأجندة الإعلامية الدولية التي تهول من الأوضاع الأمنية في العراق كيف كانت آلية اتخاذ قرار السفر إلى العراق ؟
- ترددت كثيرا قبل اتخاذ قرار السفر الى العراق ولكنني وجدت بونا شاسعا بين ما يقال في الاعلام وما هو موجود على الارض فعلا
• ما هي العوامل التي جعلت من الدكتور لويس صليبا باحثا في الأديان؟
- اخترت التخصص في ميدان البحث الديني لاسيما في الإسلام بحكم ثقافتي الإسلامية . فانا كاتب إسلامي وان لم أكن كاتبا مسلما. هناك شيء آخر لقد اصبت بخيبة أمل كبيرة نتيجة ما آل إليه الحوار المسيحي الإسلامي، ولهذا فقد فكرت في فتح حوار بين المسيحية والإمامية وهذا الحوار لا يمثل معرقلا للحوار العام بين المسيحية والإسلام بقدر ما يمثل خطوة متقدمة باتجاه هذا الحوار. الحوار المسيحي الإمامي لم يبدأ بعد ولكنه حينما يبدأ فانه سيحرق الكثير من المراحل الزمنية.
• لماذا تأثر العديد من الباحثين المسيحيين من أمثال ميخائيل نعيمة وبولص سلامة وجورج قرداغ وسليمان كتاني بشخصية الإمام علي عليه السلام دون سواه من الشخصيات الإسلامية .
- ليس هؤلاء وحدهم. حتى الناسك والراهب المسيحي يستوحي من شخصية الإمام علي عليه السلام معاني انسانية . الأمر غير محصور بما ذكرته من أسماء قد يكون بعضها شديد التدين . شبلي شميل هذا رجل مسيحي يعتبر نفسه خارج الأديان لكنه يقدس شخصية الامام عليه السلام . وأتصور أن هناك جذورا تاريخية تعد أسبابا رئيسية في هذه العلاقة الحميمة التي تربط المجتمع المسيحي بالإمام علي عليه السلام . علاقة الإمام علي عليه السلام الايجابية مع نصارى نجران قد تكون لها دخل في بناء أواصر المحبة في نفوس المسيحيين تجاه هذه الشخصية الإنسانية .
• ما هي نظرة الدكتور لويس صليبا لمن يمارسون الإرهاب باسم الاسلام ؟
- هناك من يعيش في الماضي ويمارس رجعية فكرية تجعله يعتنق فتاوى التكفير التي كانت نتيجة ظروف لم تعد موجودة . المسيحية كانت قد اعترفت رسميا بالمسلمين بوصفهم مؤمنين حدث ذلك منذ وقت طويل فما معنى أن يتذرع بعضهم بفتاوى ابن تيمية لقتل المسيحيين؟ الإرهابيون لديهم القليل من المعرفة الدينية ولأنهم يمتلكون هذا القدر الضئيل من المعرفة فقد مارسوا الإرهاب. هم بهذا يجسدون المثل الانكليزي القائل : القليل من المعرفة يمثل خطرا هائلا .
• بالمناسبة تكلمت كثيرا عن ما تسميه بمعضلة تسمية المسيحيين من قبل المسلمين إلى أين توصلت في هذا البحث ؟
- إننا منذ ستين عاما ندور في هذه الحلقة هناك من يعتبرنا كتابيين وهناك من يعتبرنا مشركين ولكن المسيحية من جهتها حسمت هذا الموضوع فيما يخص النظرة للمسلمين . فالمسلمون هم مؤمنون من وجهة نظر المسيحية ولكن الإسلام لم يحسم هذه المعضلة بعد. فنحن كتابيون تارة ونحن مشركون تارة أخرى ولابد من حسم هذا الموضوع لكي يسير الحوار بين المسيحية والإسلام بشكل متوازن ولكي لا يصل المتحاورون إلى طريق مسدود .
حاوره /لطيف القصاب
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب