- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
التأهيل الصناعي .. منفذ للفساد المالي
التأهيل هي عملية إعادة مصنع ما الى العمل بعد أن يتم إجراء عملية صيانة له وتبديل للكثير من المكائن وتصليح ما عطل منها أو قد تدمر بفعل القصف الصاروخي أو \"القصف الحوسمي\" الذي طال قبل سبع سنوات جميع شركتنا ومنشاتنا الصناعية دون رحمة وكأنه وباء أجتاح الوطن أبان الفترة الماضية ليحيل تلك الشركات والمنشأة الصناعية المنتجة الى تراب .
واليوم تطالعنا النشرات الأخبارية عن الأحتفاليات التي تقام عند تأهيل مصنع ما من تلك المصانع وإعادتها للعمل .. وكان آخرها ، على ما أعتقد ، الصناعات المطاطية في الديوانية وكما عرضته قناة الحرة بنشرتها المسائية ليوم 27/11/2010 .
التأهيل أيها السادة عملية دأب الصناعيون على تطبيقها في الفترات السابقة بسبب الحصار والذي كان يعيق إمكانية بناء مصنع جديدة مع عدم وجود خطة أستثمارية واسعة المدى أو عدم وجود الأمكانات المادية التي تدعم تلك الخطط .. أما اليوم فهناك سؤال يتبادر إلى
أذهاننا : مافائدة تأهيل مصنع قديم تم تصنيع مكائنه في عام 1970 ـ 1980 أي قبل ثلاثون أو عشرون عاماً ؟ وما الجدوى الأقتصادية من هذا التأهيل ؟ وما مقدار المبالغ التي تصرف على هذا التأهيل ؟ أليس من الأفضل أن تباع مكائن هذا المصنع الى القطاع الخاص وأن تقوم الدولة بنقل تكنولوجيا مصنع حديث ؟
نرى أن كل عملية تأهيل لا تمثل سوى منفذ للفساد ولأمتصاص المبالغ الأستثمارية الأنفجارية من قبل ذوي النفوس الضعيفة يرافقها ضعف إداري كبير في إدارة الحركة الصناعية وحركة حركة المبالغ الأستثمارية في شركاتنا ونتائج ذلك إننا لغاية الآن ، وبعد ثمان سنوات ، لم نرى علبة معجون طماطة واحدة في السوق العراقي فأذا كانت سياستنا الأقتصادية ناجحة فللنجاح نتائج ليست ببعيدة المدى وهي لغاية الآن حتى ليست بالأفق المنظور ، على سبيل المثال بناء مصنع كبير جداً لعصير الطماطم يتكلف سنتان كفترة زمنية متظمنه التدريب الكامل وأنتاج الدفعات الأولية ، أين هذا المصنع والمنتجات الإيرانية والسعودية والتركية تغزوا الأسواق العراقية لغاية الآن وأين مكان المنتجات العراقية بين تلك الرفوف الكبيرة من منتجات البلدان المجاورة والتي تملأها وقد تتفوق عليها في كل شيء حتى في طريقة الأعلان عنها والتعليب والتغليف .
التأهيل ليس سوى مضيعة للوقت وباب للفساد الذي يشارك به كل من يوافق عليه ويدخل فيه .. فمبالغ التأهيل قد تصبح يوماً أكبر من كلف استيراد مصانع جديدة وحديثة .. والشعب يحتاج إلى صناعات حديثة يواكب بها الفنيون والمهندسون حركة التطور العالمية التي شهدتها كافة أنواع الصناعات الإنتاجية . وبمعنى آخر علينا أن نبدأ بجدية بالمساهمة في تطوير كفاءآتنا الصناعية وأن نبتعد عن محيط المجتمع المستهلك ونقترب من المجتمع المنتج وأن نرفد المسيرة التنموية في القطر بصناعات حديثة .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!