× لقطة عامة
سيل بشري جارف على امتداد البصر تراه يزحف باتجاه كربلاء المقدسة من ثلاث شعب بدأ قبل الزيارة بعشرة أيام لينتهي في العشرين من صفر موعد الزيارة .
نهر بشري يتدفق بقوة لم يتوقف ساعة أو حتى لحظة واحدة طوال تلك الأيام العشرة .. في النهار وحتى في سكون الليل ، ومجراه ينحدر بانسيابية رائعة اتجاه المدينة المقدسة مدينة الإمام الحسين عليه السلام ، القادمون من النجف والحلة والبصرة والديوانية والكوت وديالى وبغداد ، ومن محافظات العراق جميعاً الشمالية والجنوبية، الشرقية منها والغربية ، رجال وشيوخ ونساء وشباب وأطفال ومعاقون يدفعون بقلوبهم قبل أقدامهم وهم يرتحلون من أقصى البلاد إلى أقصاها سعياً الى مدينة أبي الشهداء سيراً على الأقدام في كرنفال ولائي مقدس قل مثيله في العالم لإحياء ذكرى أربعينية انتصار الدم على السيف في واقعة ألطف العظيمة ، يوم قال الحسين عليه السلام ( لا ) لطاغوت آل سفيان .
× منظر جانبي
تشاهد وأنت تدخل المدينة وعلى طول الطريق المؤدي الى مركزها ومن جانبي الطريق وقد رفعت الرايات الملونة الخضر والزرق والحمر والسود، رايات الحق التي رفع لواءها الإمام عليه السلام في معركة الإباء والنبل ، وقد نصبت السرادق الكبيرة التي يتوفر فيها ما يحتاجه الزائر من مأكل ومشرب وفراش لينعم بالراحة من وعثاء سفر طويل ربما لأكثر من عشرة أيام للذي قدم من مدينة البصرة مثلاً واقل بالنسبة للمدن القريبة . ويحرص القائمون على هذه السرادق ان يكون هناك مجموعة من الرجال والشباب للسهر على راحة الزائرين وكذلك مجموعة من النساء يسهرن على راحة الزائرات من النساء، ويبهجك منظر ربما لم تشاهده من قبل أو غاب عن نظرنا ألا وهو منظر النساء وهن يقمن بعمل العجين وخبزه بتنانير من فخار وضعت في أماكن قريبة من السرادق والخيم المنتشرة على طول الطريق وقد تم توفير الحطب فيها والعجين لاستخدامهما من قبل الجميع لتوفير الخبز الحار مع كل وجبة يتناولها الزائر، في هذه السرادق مجموعة كبيرة من الرجال والنساء والشباب من أهل المدينة يتسابقون لخدمة الزائرين منظمين على شكل وجبات واختصاصات منهم من يعمل الشاي ومنهم من يعد الطعام ومنهم من يستقبلك في الطريق ويدعوك إلى الراحة أو الصلاة أو لتناول وجبة طعام أو النوم وغيرها من الخدمات الأخرى المجانية بتكافل عجيب غريب ودعوة صادقة لخدمة زائري أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
× لقطة كلوز
(أم عباس) امرأة في العقد الخامس من العمر تتوكأ على عصا بيد وعلى حفيدها الشاب اليافع في اليد الأخرى وهي قادمة من مدينة البصرة ويبدو إنها تعاني من مرض القلب والضغط والسكر تقول : بالرغم من تحذير الطبيب لي بعدم الإجهاد إلا إنني لم اعر لهذا التحذير أدنى انتباه وقدمت يدفعني بذلك حب الحسين وآل بيته الأطهار وشفائي من كل هذه الأمراض التي ألمت بي هو ساعة وصولي إلى مرقده الشريف والدخول إلى حضرته والتوسل عنده إلى الله تبارك وتعالى ليشفيني من جميع هذه الأمراض .
× مشهد عرضي
سمع دوي انفجار في حشود القادمين إلى كربلاء من جهة بغداد بالقرب من مدينة المسيب راح ضحيته العديد من الأبرياء نساء وشباب وشيوخ وأطفال .... لماذا ؟!
وسمع دوي انفجار آخر في جمع الزائرين بمركز مدينة كربلاء هذه المرة .. راح ضحيته عدد من الزائرين المؤمنين الأبرياء .. لماذا ؟!
× لقطة عامة
بعد اقل من عشر دقائق بالنسبة للإنفجارين عاد الوضع إلى سابق عهده وكأن شيئا لم يكن بل ازدادت عزيمة الجميع في مواصلة التقدم والمسير باتجاه مرقد الإمام الحسين عليه السلام، يقول أبو محمد من أهالي مدينة بغداد : إن هذه الأعمال الدنيئة لن تثنينا عن المجيء إلى كربلاء وتقديم ولاء الانتماء لرسالة النبوة والفضيلة والإخلاص لدين الله الحق في زيارة أبي الأحرار الحسين عليه السلام ويقاطعه زائر آخر كان يمشي إلى جنبه ماذا لو متنا .. ؟ نحن جئنا إلى كربلاء من اجل الشهادة ولا يرهبنا أعداء الله وأعداء الإنسانية
أقرأ ايضاً
- الولاء الإيماني انتماء عابر للقارات
- سيناريوهات ما بعد مرحلة دخول الخضراء
- حسن الولاء في العمق المعرفي