- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
احذروا ....ما حصل لأبي هناء!!!!
دأب أبو هناء خلال مسيرته الخمسينية على تربية بناته الثلاث على الاخلاق والعفة والموعظة الحسنة وكان الى حد ما يراقب أفعالهن وتصرفاتهن ليس من باب الشك ولكن من باب الحفاظ على عائلته الصغيرة لكي يوصل هذه الامانة الملقاة في عنقه على اكمل وجه وبالتالي تحقيق حلمه بتزويجهن من رجال صالحين وتمشي السلسلة كما يقول ..
أبو هناء المقطوع من شجرة لايتوانى عن فعل أي شيء في سبيل اسعاد عائلته رغم عمله الشاق الذي لايستلم من خلاله سوى مايكفيه لشهر واحد لذلك كان يعمل عملا ثانيا في سبيل سد حاجيات بناته الثلاث حتى لاينظرن بالتالي إلى غيرهن الا ان ذلك كان لايمنعه ورغم انهماكه في عمله بمتابعة امور يعدها مهمة مثل اختيار المدرسة والسؤال على الصديقات المقربات...
تربية ابي هناء لايمكن ان نصفها بعد هذه المقدمة البسيطة بالصارمة مثل ماهو معلن عند البعض من العوائل التي تدعي التحرر حيث انه ورغم تشدده في بعض الامور فقد فكان رجلا انفتاحيا من خلال مناقشة بناته وزوجته بما يسمح وقوانين العوائل المحافظة التي تربى عليها ...
ولكن وبعد مرور الأيام شاء القدر ان يلعب لعبته بابي هناء فانقلب صفو العائلة المعهود منذ سنين الى عاصفة هوجاء عصفت باركان البيت الهادئ وحولته الى ركام تلاشى معه كل تعب السنين التي ولت ،تقدم عمر ابي هناء عدة اعوام بسببها واصبح رجلا شارد الذهن يكلم نفسه اغلب الاحيان ،ولاتكاد ان تقول له شلونك ابا هناء حتى تجري الدموع من عينيه وتسير على خديه جريان نهر صاف ٍ ينبع من قمة جبل عالي ..
الكل يسأل ماذا حل بابي هناء حتى يتحول الى ماتحول عليه ...(شبيك ابو هناء) ..لا إجابة ..خوي ابو هناء تحتاج شي ...لاجواب ..ولكن ماان يمضي حتى تبدأ التقولات والاحاديث ..فتكبر بعد (اضافة البهارات ) قصته يوما بعد يوم اكبر واكبر حتى اصبحت فيلما تراجيديا تتسلسل احداثه كل على هواه ....فما هي حقيقة قصة ابي هناء ..
بعد الثقة الكاملة بكفاءة تربيته من خلال السؤال والاستفسار والنصيحة المذكورة سلفا ،لم يدرك ابو هناء ان احدى صديقات ابنته الكبيرة هناء ابنة الخمسة عشر عاما المقربة اليها والتي كانت ابنة عائلة مرموقة لم تكن ضمن حسابات ابي هناء في السؤال والتمحيص اللذين اتبعهما مع بقية زميلات بناته الثلاث ...فكانت هذه الصديقة المقربة هي المطرقة التي بدات بتحطيم جدران منزل عائلة ابي هناء ،فبدات المسألة بمتابعة مسلسلة تلفزيونية من خلال لقطات متفقة ،وتواصلت بالافلام المقتبسة عن طريق الموبايل ووصلت في النهاية الا ان عرفتها على احد الشبان ومن سوء حظ ابي هناء العاثر كان شابا ذا اخلاق سيئة وووو..الخ
.........الاحداث لم تكن سهلة كما وردت ولكنها كانت متسلسلة بدقة وبسرية بالغتين لم تستطع اعين ابي هناء المتربصة لادق الامور من اكتشافها ،إذ كان الرجل كما اسلفنا يعمل ساعات طويلة من اجل سد متطلبات عائلته ،اما زوجته فكانت امراة بسيطة تحاول قدر الامكان ان تحافظ على بناتها من خلال حثهن على التمسك بالدين والاخلاق الاسلامية ..
ماجعلني اسرد قصة ابي هناء هو مانقلته لي احدى المعلمات عن ما يجري في مدرستها من قيام بعض طالباتها بالتبرج بشكل ملفت للنظر حيث يقمن عند نهاية الدوام بتبديل ملابسهن المدرسية مع التزين بالعطور والمكياج ،عجبت لهذا الحديث وقلت لها بلغة متأففة؟ هل هذا صحيح ..اجابت : (لعد لو تعرف ان مديرة المدرسة اكتشفت ان عشرين طالبة منهن أقمن علاقات مشبوهة مع شباب ،جان شكلت!!!!)..
كلمات قالتها تلك المدرسة عبرت خلالها عن ألمها لما آل اليه واقع بعض التلاميذ والتي تشكل باعتقادي صورة المستقبل الذي لايعدو بعيدا عقب الانفتاح الستالايتي الكبير على دول العالم \"المتحضرة\" والتي بدات قنواتها الفضائية تغزو بيوتاتنا الصغيرة وتنخر باعمدتها كنخر النمل الابيض وصولا الى غايتهم المنشودة وهي تحطيم مجتمعاتنا العربية الاصيلة التي تتعطر بعطر الاسلام الخالد والذي يعد غايتها النهائية من خلال عرض مسلسلات وافلام وبرامج لاتنسجم مع اعرافنا وتقاليدنا بل الادهى من ذلك ان بعضها لبس ثوبا اسلاميا حتى تكون النتائج المتوخاة اسرع وادق ...
لذلك دعنا ايها السادة لانرمي هذه المسالة المهمة والخطيرة وراء ظهورنا ولنعد العدة ولندرس بروية وامعان شديدين الاسباب التي عصفت ببعض المجتمعات العربية والاسلامية ولنصل من خلالها وباسرع وقت الى نتائج وحلول جذرية لنلملم بعض الذي تهدم من مجتمعنا العربي الاسلامي لانقاذ مايمكن انقاذه قبل فوات الاوان حتى لانولول في الاخر ونندب حظنا العاثر ونقول ياريت الذي جرى ماكان ،لان ما حصل لابي هناء يمكن حدوثه في أي بيت من البيوتات....
أقرأ ايضاً
- السوداني في البيت الأبيض
- استرداد العائدات المتحصلة من جرائم الفساد
- ظاهرة الصياح في الممارسات الدينية.. وما يحصل في المراقد المقدسة أنموذجاً