اننا أمام مرحلة جديدة تتطلب منا أن ندعو أبناء وطننا من خلال الجوامع والمساجد ووسائل الاعلام المرئية وغير المرئية إلى تحريم دم المسلم وماله وعرضه. ويتم هذا بالدعوة الخالصة إلى التسامح ليس التسامح من قبيل اعطاء ما نرغب به كالتسامح بين البائع والمشتري وإنما التسامح الذي دعا إليه رسول الله (ص) في فتح مكة و قام به الامام الحسن(ع) في الهدنة مع معاوية. والامام زين العابدين(ع) عندما آوى بني مروان في وقعة الحرة . ان التسامح الذي ندعو إليه مغالبة عواطفنا وقمعها والتخلي عن رغباتنا من اجل الصالح العام . وان نقبل ونحترم من يخالفنا في الرأي ونصفح عمن أساء واخطأ فالقانون هو الكفيل بأخذ الحق (ولا يذهب العرف بين الله والناس) وان نعتمد الحوار العقلاني عندما نختلف في الرأي مع الآخرين.ونرفض نزعة الانتقام المدمرة وروح الحقد البغيضة. بتسامحنا نبني دولة القانون، القانون الذي لا يفرق بين غني وفقير وبين قوي وضعيف . بتسامحنا نبني عراقاً موحداً هذا العراق الذي قدر له أن يكون موقعه الجغرافي متميزاً عن الدول العربية الأخرى التي تحدها البحار ، أما العراق فحدوده مع دول تختلف في جذورها القومية والتاريخ وحتى اللغة . وهذه الدول لها مصالحها و أطماعها و أيديولوجيتها ونحن بين هذا وذاك ضحايا منذ 1958 إلى يومنا هذا حقاً ان هناك شهداء ولكن الأغلبية ضحايا كنا ضحايا أطماع إيديولوجية دولة وأطماع دولة أخرى آن الأوان أن لا نكون ضحايا . حتى أمواتنا لم تسلم مقابرهم ورموزهم من التنكيل والتهديم. أيها العراقي رفقاً بأمواتي . ان مصير العائلة العراقية بين أيدينا. العائلة التي تشردت وجاعت وتيتم أطفالها وهتك أستارها. إني استصرخ ضمير كل مسلم شريف بان تكون هناك دعوة جادة للتسامح. إن التسامح يعني حرية اتحاذ القرار ورفض العبودية لنزعة التطرف والارتقاء والتسامي عن روح القتل وشهوة الدم. أيها العراقيون اني أخاطبكم جميعا فكلنا مدعوون لتحمل المسؤولية في هذه المرحلة التاريخية مرحلة بناء دولة القانون وتفعيل السلطة القضائية لتكون دورنا آمنة وكرامتنا محفوظة وأطفالنا يحلمون أحلاما سعيدة. لقد خسر الجميع ولم يربح سوى الشيطان الذي عبث بعقول ذوي النفوس المريضة وندعو الله ان تضع العدالة ميزانها في بلدنا
أقرأ ايضاً
- سطوة الإعلام الممنهج
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة
- الشرق الاوسط واحتمالية المواجهة المقبلة !!