- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدراما العراقية هل قادرة على مواجهة الإنتاج العربي ؟
ها هو شهر رمضان الفضيل يدق ابوابنا ليهل علينا ببركته وفيوضاته لتمتلئ ايامه ولياليه بعبق الايمان وترتفع الروح متسامية بخفة اجنحة الطير في سماء التطهر من الذنوب واغتسال النفس بماء اليقين والتقرب الى البارئ بالعبادة والصيام والطاعات ولشهر رمضان طقس يميزه عن بقية اشهر السنة في السلوك والجو الروحي ونوعية الاكلات والمشاهدة التلفزيونية وهذا ما يهمنا.
اذ تحرص جميع القنوات التلفزيونية بعمل دورة خاصة في شهر رمضان وعادة تجري القنوات العربية استعدادات مبكرة على العكس من فضائياتنا التي ينتابها الكسل فتسعى الى انتاج اعمال درامية وبرامج وفوازير وتسلية والكاميرا الخفية خصيصا لشهر رمضان الا ان زحمة المسلسلات والبرامج الرمضانية لا تتيح للمشاهد فرصة متابعة جميع الاعمال الجيدة وسط هذه الكثافة من الفضائيات المتناسلة وهذا الامر يفسر انشداد الجمهور لمسلسل نور الذي عرض في وقت كانت اغلب القنوات قد استنفدت مسلسلاتها وبرامجها فبرز مسلسل نور وسط هذا الفراغ وحظي بمشاهدة واسعة على الرغم من انه عرض في رمضان الماضي من دون ان يلتفت اليه احد!
ويبقى الرهان قائما على قنواتنا الفضائية العراقية التي تجاوز تعدادها عشرين قناة هل تستطيع الصمود والمنافسة باعمال عراقية امام الفضائيات العربية؟
والسؤال الاخر الملح هل استوعب القائمون على انتاج البرامج والاعمال الدرامية حاجة المشاهد العراقي وما ينبغي تقديمه خلال شهر رمضان من برامج خفيفة الظل وتسلية وترفيه وبرامج تقدم المعلومة عبر برامج مسابقات من شأنها ان تسهم في فك التشنجات والمتراكمات النفسية السلبية لدى المواطن العراقي.
ودراما عراقية من شأنها ان توفر قدراً عالياً من متعة المشاهدة واحداثاً اجتماعية تجعل المتلقي يغوص في احداثها ويعيد النظر في واقعه الاجتماعي تحث على تماسك العائلة وقيم الخير بين المجتمع وتدفع باتجاه الوحدة الوطنية وحب العراق باجواء تغمرها الرومانسية نتيجة لحاجة الفرد في الظرف الراهن الى شحنة من الرومانسية التي غابت عن افق الواقع المتصحر وجعلت الفرد يعيش في جفاف عاطفي وانساني بفعل تصاعد وتائر الجريمة واعمال العنف والارهاب وحملات التهجير واتساع رقعة اللصوص والحرامية منهم في السلطة ويتخذون صفة رسمية او منهم خارج السلطة ويتخذون صفة مواطن وهذا الواقع اليباب المتيبس ترك اثاره النفسية والاجتماعية التي انعكست في سلوك وتوجهات المجتمع والفرد الامر الذي جعل المواطن يحن ويتلهف باندفاع عاطفي للمسلسلات والاعمال التي يتوفر فيها قدر من الرومانسية والحب الحقيقي واحد اسباب نجاح مسلسل (نور) ومسلسل (سنوات الضياع) على المستوى الجماهيري هي رومانسية احداثهما.
* الممثل العربي في أعمال عراقية*
ومن المؤشرات الجديدة التي اخذت تظهر على الدراما العراقية انها ابتدأت بمنحى اشراك الممثل العربي في الدراما العراقية وهذه الظاهرة ارتسمت ملامحها منذ رمضان الماضي اذ ظهر اكثر من مسلسل عراقي بالاستعانة بممثلين سوريين كما في مسلسل (المواطن G) تأليف فلاح شاكر واخراج حسن حسني ولم تقتصر المشاركة على التمثيل وانما تجاوزت الى عدد من الفنيين مثل المصورين ومصممي الاضاءة وحتى المخرجين.
وخلال رمضان هذا سيعرض على قناة الشرقية مسلسل عراقي بعنوان (نوري سعيد باشا) بطولة الفنان عبدالخالق المختار ويشترك في هذا المسلسل الفنان المصري جميل راتب والفنانة ليلى طاهر.
وقد تحدث ملحق فنون مع عدد من الفنانين عن ظاهرة اشراك الممثلين العرب في الدراما العراقية وهل لها قيمة فنية على مستوى العمل ام لاغراض دعائية؟
فصبت اغلب الاراء على انها لغايات دعائية لان يتخذ العمل صفة عربية ووسيلة الوصول الى المشاهد العربي وبذات الوقت جذب المشاهد العراقي من خلال اشراك ممثلين عرب بينما اشار الممثل والمخرج مهند هادي الى ان مسلسل (المواطن G) كان اختيار الممثلين السوريين فيه موفقاً بسبب هجرة بطل المسلسل حسن حسني الى الشام وانتقال جزء كبير من الاحداث الى سوريا فصار توظيف الممثلين السوريين بشكل صحيح خدم العمل وبذات الوقت عاب الفنان مهند ان اغلب المسلسلات الاخرى كانت غير موفقة في توظيف الممثلين السوريين والعرب بالمكان الصحيح وجاءت هذه المحاولات كنمط تجديدي ومحاولة بائسة لاحداث عامل جذب للمشاهد العراقي وخلاف رأي الفنان مهند هادي يرى المخرج جلال كامل ان الفنيين السوريين ذات مستوى عالٍ من الكفاءة ولديهم خبرة ويمتلكون تقنيات حديثة من شأنها ان تخدم الدراما العراقية والاستفادة منها وتوظيفها بشكل صحيح لتطور الدراما العراقية.
*الإنتاج*
وتبقى عقبة الانتاج احد اهم العقبات التي تعيق تطور الدراما العراقية ويعزو معظم المخرجين العراقيين ضعف الاعمال العراقية بسبب ضعف الميزانية المرصودة لهذه الاعمال وبالتالي تظهر الاعمال هزلية وينتابها النقص في عدة جوانب فضلا عن تدني اجور الممثلين العراقيين مقارنة باجور الممثلين العرب وعلى سبيل المثال لا الحصر في مسلسل سعيد باشا الذي يؤدي فيه الفنان عبدالخالق المختار دور البطولة ولا يتقاضى سوى بضعة الاف من الدولارات بينما الممثلة ليلى طاهر والممثل احمد راتب تقاضيا مئات الالاف من الدولارات علما انهما اشتركا في عمل واحد وبانتاج عراقي.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!