- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل تتعرض الأهوار لحملة إبادة جديدة ؟
بقلم: إنتصار الماهود
منذ ثمانينات القرن الماضي، والأهوار تتعرض لحملة تجفيف لأراضيها، وتهجير قسري وممنهج لسكانها، أدت لنزوح اكثر من 50 ألف عائلة من ساكني الأهوار تحت ذريعة واهية مبهمة، وهي درء خطر الحرب العراقية الإيرانية آنذاك، وبوجود هذا الإجراء المجحف وتطبيقه، لم يتم تعويض تلك العوائل التي تركت أراضيها مرغمة، أو ضمان حقها في عيش كريم، يليق بهم كمواطنين عراقيين أصلاء، بل تكرر الإجحاف والظلم بحقهم، في مطلع تسعينات القرن الماضي بتجفيف وحرق الأهوار وتهجير سكانها، بحجة مشاركتهم بمحاولة قلب نظام البعث أي الإنتفاضة الشعبانية المباركة، وبعد تغيير النظام الحاكم في عام 2003، تنفسنا الصعداء ورجونا أن يحل عهدا جديدا ينصف سومريينا الأصلاء، أبناء القصب والطين والماء، الذين عانوا طوال سنين من الظلم والتهجير، وسيحصلون على حقوقهم كمواطنين من الدرجة الأولى، تحت رعاية الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003 ولغاية يومنا هذا.
لكن ما رجوناه لم يتم.
وما تمنيناه قد يبدو بعيداً جداً جداً.
فلا قانون شرع لحماية حقوقهم، ولا تعويضات منصفة وصلتهم بل وصل الأمر لتعرض مناطقهم لموجات جفاف شديدة وهجرة معظم السكان، دون إيجاد حلول جذرية لهم، فنرى الأهوار تستغيث طلبا للماء بسبب جفافها ونفوق جواميسها وأسماكها، بيوت القصب أصبحت شبه خاوية من سكانها، بعد نزوحهم لمناطق أخرى، فكيف تكون الأهوار أهوارا دون ماء؟! وكيف يعيش القصب في أرض جرداء.
لقد إستبشرنا خيرا بإعلان الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو في العام 2016، وكان من واجب الحكومات في العراق المحافظة على هذه الثروة القومية والتراث المهم، إلا أن تعرض العراق لموجات جفاف، تصاحبه شح كبير بكميات المياه الوافدة من نهري دجلة والفرات، تسبب بإنحسار كبير لمساحات الأهوار والتي تبلغ حوالي 40 الف كم مربع، يسكنها أكثر من 250 ألف نسمة، لم يبق منهم الا أقلية، فمعظم سكانها يعتمدون في معيشتهم، على رعي الجاموس و صيد السمك والعيش وسط الماء، فأحفاد السومريون هؤلاء لا يعرفوا أن يعيشوا بعيدا عن القصب والماء، وهم إمتداد لحضارة عريقة إستوطنت العراق منذ الآف السنين، والأولى أن يتم المحافظة على هذا النوع العرقي الأصيل من أبناء الشعب، إلا أننا وجدنا أن الإجراءات الحكومية خجولة و مرتبكة دون تخطيط مدروس، فلا حلول للمدى الطويل من أجل بناء سدود تحافظ على المياه وتخزنها، ولا رأينا المفاوض العراقي يطالب دول المنبع بحصته العادلة من المياه فكما نرى ان تركيا قد خفضت حصة العراق المائية لأقل من النصف، وهذا بالطبع لا يكفي، وحسب الكثافة السكانية للشرب والاستعمالات الأخرى، فكيف بالزراعة و إنعاش الأهوار؟!، تلك المساحات الشاسعة التي يتم إحياؤها بالمياه وتموت دونها.
هل ستبقى الأهوار تستغيث عطشى طلبا للماء؟ وهي تشاهد أبناؤها يغادرونها دون عودة؟؟ أم سنرى حلولا تنقذها من هذه الكارثة، لقد يأسنا من حلول البشر والأمر متروك لرحمة السماء.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!