بقلم: أياد السماوي
بعد فشل الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 , ترك العراق عشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي هربا من بطش النظام الديكتاتوري المجرم , من بين الهاربين من بطش النظام أحد مساعدي سماحة المرجع الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي قدّس الله نفسه مع إثنين من أبنائه هم الآن أحياء يرزقون في النجف الأشرف الأشرف , إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية .. وعند وصول هذا السيد الجليل إلى إيران سكن في أحد بيوت مدينة العلم في قم .. عام ( 1996 ) كنت قد زرت إيران ونزلت ضيفا كريما في بيت هذا السيد الجليل لمدة شهر بحكم القرابة التي تجمعني مع هذا السيد الجليل رحمه الله في هذا اليوم المبارك .. في أحد الأيام كنت جالسا مع أحد أبناء السيد والذي يعمل الآن موظفا في العتبة العلوية المطّهرة , وكنت أنظر إلى صورة للأمام الخميني رحمه الله معلّقة على الحائط في غرفة الاستقبال .. وعندما لمحني أبن السيد أنظر إلى الصورة , ابتسم وقال هل تريد أن أحكي لك قصّة هذه الصورة المعلّقة على الحائط , فقلت له أكون ممتنا لو تفضلّت .. فقال لي بعد بضعة أشهر من وصولنا إلى قم عام 1991 , وفي أحد الأيام دّق جرس الباب , ولمّا فتحت الباب كان هنالك رجلين قدّما نفسيهما على أنّهم من رئاسة الجمهورية الإيرانية , ويودّون مقابلة سماحة السيد , فسمحت لهم بالدخول لمقابلة السيد .. وفي بداية حديثهم سلّموا على السيد وأخبروه أنّهم مرسلين من قبل رئيس الجمهورية السيد هاشمي رفسنجاني , ويودّون أن ينقلوا لسماحة السيد تحيات رئيس الجمهورية هاشمي رفسنجاني وفي الوقت نفسه يقدّمون اعتذار السيد رفسنجاني عن عدم زيارته لسماحة السيد بسبب مشاغله .. وطلبوا صور لسماحة السيد من إجل إصدار جواز سفر له يتيح له السفر خارج إيران .. فتشّكر منهم سماحة السيد وطلب منهم نقل تحياته لرئيس الجمهورية هاشمي رفسنجاني وتقديم الشكر له على هذه الالتفاتة الكريمة.
وبعد يومين عاد هؤلاء الشخصين إلى بيت السيد ومعهم جواز السفر الإيراني لسماحة السيد , ولكن معهم هذه الصورة المعلّقة للأمام الخميني الراحل رحمه الله , فقام أحدهم وأنزل من ذات المكان صورة لسماحة المرجع الأعلى السيد ابو القاسم الخوئي كانت معلّقة على الحائط .. والتفت أحدهم مخاطبا سماحة السيد ( سيدنا الجليل أنت الآن في إيران وليس في العراق , ولا يجوز تعليق أي صورة غير صورة الأمام الخميني , ويمنع منعا باتا إنزال هذه الصورة ) .. وبعد خمسة سنوات زرت إيران ونزلت في بيت السيد وشاهدت بنفسي صورة الأمام الخميني رحمه الله لا زالت معلّقة على الحائط ولم يجرؤ أحدا على إنزالها .. علما أنّ الصورة المعلّقة السابقة كانت للأمام الخوئي وليس لصدّام حسين , كي ترفع من داخل البيت , تصّوروا معي صورة لمرجع الشيعة الأكبر معلّقة داخل بيت وليست في ساحة عامة , أنزلت عنوّة ومنع من إعادتها مرّة أخرى , فكيف لو تجرّأ أحدا ما وقام بوضع صورة لأي رمز عراقي في ساحة عامة في طهران ؟ أم أنّ العراق خال من أي رمز ؟ .. سؤالي إلى كلّ الفصائل المسلّحة التي تقاتل أمريكا في العراق دفاعا عن إيران , هل يستطيع أحدأ من هذه الفصائل تعليق صورة لسماحة السيد علي السيستاني في أحد ساحات طهران ؟ .. فإذا كان الجواب لا .. فلماذا وضعتم صورة الراحل الخميني والقائد الخامنئي مقابل ضريح الأمام أبو حنيفة في الأعظمية ؟؟؟ والله الذي لا إله إلا هو , لو أن هذه الصورة قد وضعت مقابل ضريح الأمام علي عليه السلام لرفضت ذلك كما رفضت وضعها في الأعظمية .. في الختام شكرا لكلّ من ساهم برفع هذه الصورة المستّفزّة وتجنيب البلد هذا الاحتقان الطائفي .. وأرجو أن تكون القصة التي نقلتها لكم عبرّة ودرسا للجميع.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً