- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من أحرق مستشفى الأمير عبدالإله
حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي
كانت المرة الأولى والأخيرة تلك التي زرت فيها مستشفى التويثة (إبن الخطيب) المخصص للعزل الصحي لمرضى السل والأمراض المعدية، ومنها كورونا الزائر الحديث الذي نفض الغبار عن ذكريات المشافي القديمة، ومنها التويثة المسمى بذلك نسبة الى الجغرافية التي بني فيها، والذي يحمل مسمى إبن الخطيب الذي صار مكانا لإستقبال ضحايا الوباء العابر للحدود، وكان يحمل إسم الأمير عبدالإله الوصي على عرش العراق يوم إفتتاحه العام 1951 وقد بدأت فكرة المشروع عام 1944.
كانت تلك المرة قبيل إندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 وكانت جدتي تعاني من مرض في الجهاز التنفسي، وكانت الخشية من العدوى، ولم تكن تلك الأمراض برغم وجودها تحمل خطورة عالية كما هو الحال في الوقت الراهن حيث تحظى أمراض مثل كورونا بشعبية واسعة، وتصيب أعداد هائلة من البشر، وتقتل الملايين، وهي من نجوم التلفزيون وتويتر وفيسبوك، وتخيف الصغار والكبار، وتعطل حركة الحياة والإقتصاد، وترهق ميزانيات الدول الكبرى، وتنشر الرعب والقلق، وتتطلب إجراءات عاجلة وقاسية من الحكومات التي تداعت لوضع حلول ناجعة للحد من الإنتشار الرهيب للفيروس.
في بغداد أنشأت العديد من المستشفيات لإستقبال المصابين بالفيروس، وتم إستغلال بعض المؤسسات المعطلة لتتحول الى مستشفيات جهزت بمعدات وكوادر وعلاجات طبية، وجرى وضع برامج خاصة لمواجهة تطورات الموقف، وتداعيات الأزمة، وكان مستشفى عبدالإله إبن الخطيب التويثة مخصصا بالفعل لإستقبال مرضى كورونا، وكانت الصدمة حين شبت النيران في أجزاء منه ماأدى الى وفاة العشرات من المقيمين من المصابين والعاملين في المشفى، وتدمير أقسام عدة، وتعرضت ردهة الإنعاش الى دمار كبير، وإذا كان من مسؤول فهو الإهمال واللامبالاة التي تطبع سلوك العراقيين كسياسيين ومسؤولين في قطاعات عدة، ومنها الصحة، وإتكاء البعض على البعض، وضياع الدولة، وتحولها الى مقاطعات، ومكامن نفوذ وهيمنة، وإذا كان من عقوبة ومحاسبة فاالذين يستحقون العقوبة كثر، ولاعزاء للمستضعفين في الأرض.
أقرأ ايضاً
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)