- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ابقوا لنا بصيص الامل .. بأغلاق مداخل المدن !
بقلم: بركات علي حمودي
سيُرفع الحظر نهائياً بحسب معلومات، بسبب ضغوط اجتماعية واقتصادية وسياسية، لكن يبقى الامل فقط باستمرار قطع المدن عن بعضها لان في ذلك سهولة اكثر بحصر الوباء في كل مدينة على حدة، ولهذا نأمل ان لا يُرفع الحظر بين المحافظات لان في ذلك انتحار ( متبادل ) !
فالمشكلة .. ليست بكورونا بحد ذاتها .. كورونا ليست بتلك الخطورة اذا اكتشفت مبكراً وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة بالحجر والتشافي منه برغم عدم وجود دواء له، المشكلة الحقيقية في زيادة اعداد المصابين، فخطورة المرض بسرعة انتشارة و التي تستوجب جميعها العلاج في المستشفيات، بمعنى ان كل مريض بكورونا يحتاج العلاج في المستشفى وعناية خاصة، فأن انتشر المرض وزادت الاعداد بشكل مضاعف فان ذلك يعني دخولنا مرحلة عدم وجود مستشفيات للحالات الاخرى .. والحالات الاخرى هذه كثيراً ما يشكي منها العراقيين كالحوادث المرورية اليومية والحوادث الاخرى، إضافةً للامراض المزمنة والسرطانية والحالات الطارئة كالعمليات المستعجلة وغيرها .. كل هذه الحالات لن تجد لها مكاناً او رعاية في الأيام القادمة بسبب تزايد حالات الاصابة كورونا والتركيز عليها .. اي ان ((الانهيار الصحي)) في العراق قادم لا محالة في بلد يشكو اصلاً من الانهيار الصحي مقدماً منذ سنوات الحصار الاقتصادي في التسعينات.
دول عظمى ومتقدمة على العراق بسنوات ضوئية انهارت مؤسساتها الصحية واصبح المرضى لا مكان لهم في ردهات الانعاش والطبابة، فوجدناهم في الممرات يفترشون البلاط بانتظار نزول البلاء الاخير عليهم ليرحلوا من هذه الدنيا بفيروس لم يكونوا يتوقعونه، فكيف بنا و نحن لم يخطر على بالنا كعراقيين ان نقضي بهكذا وباء .. و نحن الذين تمرسّنا على الموت بالمفخخات والاغتيالات والحروب العبثية .. فعلاً انها سخرية الاقدار !
ولهذا فلم يتبقى لنا حل الا رفع الحظر بسبب الاوضاع الاقتصادية .. بيدَ ان استمرار غلق المدن على بعضها امر لا مناص عنه فهذا الامر سيمنع تدفق الموبوئين بين المدن كما حدث لكربلاء عندما وصلت اليوم الى 50 اصابة بسبب تسيّب حدودها في الايام الاخيرة !
نتمنى ان نجد اذان صاغية في الحكومتين المحلية والمركزية وان نُركز على هذا الموضوع الا وهو غلق حدود المدن والا فأننا الى الهاوية بعدما كنا على ابواب النصر .. ولا داعي ان نقول لماذا وصلنا الى الهاوية !
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً