ماهر ضياء محيي الدين
في سوقها تعرض الفتيات أو الجواري والسبايا عاريات مثل العبيد، ومن يشتريهن بأعلى أو اقل الأسعار وفق شكلهن أو جمالهن وعمرهن، وهذا يكون الحال في أسواق النخاسة.
في بلدنا يوجد سوق أخر مثل سوق النخاسين يتشابه معه في الكثير من التفاصيل وهو سوق السياسيون في بلد دجلة والفرات، لكن الصورة تختلف ففي الأولى تباع النساء من اجل الأموال، وفي السوق الثاني يباع الوطن وأهله من اجل الحصول على المال وصلاح الحال مهما كانت الثمن.
استغلوا الأجساد لتحقيق ربحهم، وفي سوقنا استغلوا خيرات وثروات البلد،وجعلوا الشعارات الدينية وغيرها الشعارات و حسب متطلبات كل مرحلة، ليحققوا غايتهم وأهدافهم وليضمنوا بقائهم في السلطة مدى الدهر.
يتباكون لبكائنا ويحزننا لحزننا ويعطفون علينا في مصائبنا ونوائبنا قلبهم معنا وسيوفهم علينا، وهم السبب الأولى والأخير لكل مشاكلنا وقفوا عاجزين فاشلين أسرى نفوسهم الظالمة لنفسها وأهلها وشعبها ثانية بين العيش في القصور الفاخرة وملذتها والنوم على حريرها، وبين حقوق شعوبهم المظلومة في العيش حياة طيبة في بلد الخيرات والثروات فسوسة الشيطان لهم والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فاختار الجلوس على العروش، وتركونا للذئاب الكواسر ولكلاب الليل السائبه.
دماء شبابنا الإبرار وتضحية أهلهم الأعزاء صارت احدها سلعهم ليصل الحال بهم يضعوا أيديهم بيد من كان يصرخ ويدفع إلى قتلهم وذبحهم ولو بقوا في عروشهم الخاوية سيضحون بأكثر من السابق بكثير ، وغدا لنظرة لقريب.
البشرى لكم يا ساسة فسوقكم الرائج مازال قائم ليومنا هذا وسوق النخاسين لقد ذهب من غير رجعة وللأبد، وبعتم الوطن وأهله بثمن بخس، والكل من أقطارها المعمورة يتفرج ويشترى ويبع بنا ويتمتع بخيراتنا وثرواتنا، وشعبنا واهله بضاعتهم في سوق السياسية والسلطة والنفوذ.