هادي جلو مرعي
النقص ضد الإكتمال فلايلتقيان. ومنهم من يجمل الكلمة فيسمي الناقص بغير المكتمل، كما يسمى الأعرج أحنفا، وكما يسمى الأعور كريم العين، وكما يسمى المعاق بذي الإحتياج الخاص، وهم من وقعت عليهم ظلامة الدنيا، وحرمتهم من نعم تفضل الله عليهم، فصاروا بحاجة الى العناية، والمداراة، وتطييب الخواطر، وتهدئة النفوس.
تتقاذف عبد المهدي امواج عاتية لايهتدي معها الى شاطيء في ظل نفاق الكتل السياسية التي يدعي بعضها دعمه الكامل وتفويضه لإختيار من يريد من وزراء يصل بهم الى الشكل المنتظر من حكومته، في حين تعمل كتل اخرى على محاولة الحصول على وزارات في الحكومة المقبلة حتى وإن كان ذلك في الخفاء لا العلن تجنبا للنقد الذي قد تواجهه من منافسين، أو فعاليات شعبية وناشطين محليين يعترضون على اداء مؤسسات الدولة.
في الواقع فإن كتلا سياسية تمارس لعبة خطرة فهي تفوض عبد المهدي، وتترك له الخيار كاملا في تحديد الأشخاص المناسبين لتسلم مسؤولية وزارات حكومته لكنها بالمقابل قد تعرضه الى ورطة مع شعور متعاظم لدى قوى أخرى إنها مستهدفة، وإنها قد تواجه ملاحقات قانونية من قبل الصاعدين الجدد الذين يريدون فتح ملفات فساد، ومحاسبة مسؤولين كبار تسلموا مناصب عليا خلال السنوات التي مرت، ويشتبه أنهم جزء من مشكلة الفساد التي تعصف بالبلاد.
كان العرف أن الكتل السياسية تريد الحصول على وزارات الدولة لأنها تضمن موارد مالية كبيرة، لكن الواضح أن الفكرة تغيرت، فالمطلوب في المرحلة الراهنة هو الحماية، وليس المال وحسب خاصة وإن جهة ما على سبيل المثال تضغط على الحكومة المقبلة لفتح ملفات فساد تتهم بها كتل تقليدية، وهذه الكتل تريد الوزارات لتتقوى بها أيضا في مواجهة هذا الخطر، وكأنه خطر وجودي..
عبد المهدي يقاوم الضغوط، ويحاول التوفيق لكنه قد يكون بلارفيق...
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟