أثير الشرع
مع تصاعد حدة التوترات والإنقسامات والإختلافات، والفشل لتشكيل كتلة برلمانية، تتكون من نواب مؤهلين لقيادة المرحلة المقبلة، يبدو أن المشهد السياسي العراقي وربما ما يحيط بالعراق، قاب قوسين أو أدنى الى تغيير ديموغرافي، ولا نستبعد قلب المعادلة وتفتيت العراق الى دويلات أو أقاليم.
إن فلسفة وحدة "التراب العراقي " ستتبدد قريباً وستتغير بالمطالبة بالإنفصال من قبل المحافظات ذات المساحات الكبيرة والغنية بما حباها الله، عن الحكومة المركزية وتشكيل حكومة فيدرالية ولا نستبعد الكونفدرالية؛ لوجود خلافات عميقة أججتها الإختلافات خلال السنوات الخمسة عشر العجاف الماضية.
فالحكم الشيعي بات في خطر؛ ولم يكن الزعماء الشيعة حكماء فيما بينهم، ولا السنة وحتى الأكراد وأبتعدوا عن مبدأ الوطنية وفضلوا البقاء داخل صومعة المذهبية والطائفية والتي ستطيح برؤوس عديدة خلال الفترة المقبلة.
بحكم التجارب المريرة، فالولايات المتحدة الأمريكية لن تستسلم بسهولة؛ وستنفذ خططها الإستراتيجية المرسومة في وقتها المحدد وما أحداث البصرة وجنوب العراق، إلا سيناريو مسلسل سيستمر وما حصل في البصرة ما هو إلا الحلقات الأولى من هذا المسلسل، فأين قيادات الشيعة مما يحصل وسيحصل؟!
أن الوضع في المنطقة لن يقترب من التهدئة؛ بل على العكس تماماً فجميع المؤشرات تدل على أن متغيرات خطيرة وجذرية ستحصل في أي لحظة، وأمريكا عزمت على تغيير جميع أبطال مسلسل تحرير العراق من صدام والبعث، وكرة النار ستتدحرج لتأكل من يقف بطريقها ويحاول إيقافها.
نعتقد أن شهر تشرين الثاني من هذا العام 2018 سيكون بداية رمي كرات النّارِ، لتبدأ حرب التغيير الحقيقية التي يهواها الغرب، ومن والاهم من العرب، فلا وجود للعرب في المرحلة المقبلة فأغلب الشعوب العربية ستمقت عروبيتها، وستسود وتشرّعْ النعم "yes" والكلا "no"! واللغة العربية تم تحويرها وتناسلت مع جميع اللغات.
نعود الى مابدئناه، ولسنا هنا بموقف الراغب أو الرافض للتغيير بل من واجبنا، أن نحذر فما تعلمناه في مسيرتنا أن نقول الحق ونكتب ما ستؤول إليه الأحداث، وتوقعاتنا هنا مبنية على وقائع وليس تكهنات، وما سيحصل لا يمكن الإستهانة به؛ وعلينا أن نتعلم مما سبق، وتيقنوا أيها الإخوة إذا لم تتوحدوا ستدهسكم كرات النار، نذكركم عسى أن تنفع الذكرى.