- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قتل السفير الروسي مؤامرة عربية
حجم النص
بقلم:عباس الكتبي هل المؤامرة حقيقة وواقع،أم هي ضرب من الوهم والخيال؟ انقسم الناس في"المؤامرة"،فبعض مؤمن بها ويقبلها ويصدقها،وبعض يرفضها ويعدّها هوس وهذيان وهلوسة،كهلوسة المرضى النفسيين. قسم آخر يفرّق بين المؤامرة ونظرية المؤامرة،فالمؤامرة أمر واقع وليس نظري،وأما نظرية المؤامرة فهي أمر افتراضي لا يرقى لليقين،وبسبب هذا الخلط حصل الأختلاف بين المؤيد والمعارض لها،بل قالوا:ان"نظرية المؤامرة"هي من المؤامرة الثقافية للتحكم بعقلية الإنسان العربي. تعرف المؤامرة:هي مخطط لعديد من الاحداث الهامة،كالسياسية، والاقتصادية،والاجتماعية،والثقافية، تديرها نخبة قليلة ذات سطوة قوية ومتخفية في أغلب الاحيان. في الحقيقة المؤامرة أو نظرية المؤامرة،صار القول فيها بين الإفراط والتفريط،فلا ينبغي ان ننكرها ونفيها من الواقع،فالتاريخ والدراسات والتقارير السياسية،تثبت صحة المؤامرة ووقوعها،كما ان القرآن أشار الى المؤامرة في كثير من آياته، كقوله تعالى:(ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إني لك من الناصحين)، وقوله تعالى:(إنهم يكيدون كيداً)، وغيرها من بقية الآيات الكريمة. أيضاً لا نجعل من الإيمان بالمؤامرة والتصديق بها،أمراً خرافياً وخيالياً، فنربط أي حدث بالمؤامرة، فنقول مثلاً: ان المتآمرين يستخدموا العلم المتطور عندهم ليخلقوا زلزالاً في منطقة ما، أو يرفعوا من درجات الحرارة في بلد، للتأثير على المحاصيل الزراعية! وأشباه هذه الأمور. فلا نجعل من المؤامرة شماعة،نلقي عليها اخفاقاتنا وفشلنا وتخلفنا وأخطاءنا،التي صنعناها بأيدينا وانفسنا،مستخدمين بذلك أسلوب الإسقاط كما يسميه علم النفس،أي نسقط كافة الأخطاء على الآخرين ونحملهم مسؤلية ذلك. نعم نؤمن بالمؤامرة لكن بحدودها الواقعية،ونقف منها بالوسط لا إفراط فيها ولا تفريط،فهي-المؤامرة- مرتبطة بالاحداث،والحدث مرة نحن نصنعه،ومرة الآخرون يصنعونه لنا لتحقيق أهدافهم،وأحياناً يكون مشترك بين الطرفين،ويتعلق به الزمان والمكان،والفعل،والإرادة،فيحتاج الى سبب ومسبب،وتفسير وتحليل. قتل السفير الروسي جاء في ظرف ووقت ومكان،يجري التحضير فيه لجلسة وحوار حول سوريا،من قبل وزراء روسيا وايران وتركيا،مما يدعوا هذا الحدث الى ان هناك اطراف خفية ورائه،ليس من مصلحتها التسوية والأستقرار في سوريا،فأرادت ان تثير الخلاف والتوتر بين تركيا وروسيا، لإفشال التسوية المزمع إجرائها في سوريا. ابحثوا من له المصلحة في ذلك، ستجدونه طرف عربي خليجي،ربما ستكشف المخابرات الروسية في الأيام القادمة عن اسم هذا الطرف.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- مؤتمرات القمم العربية .. الجدوى والنتائج