- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البعد السياسي لعملية تحرير الفلوجة
حجم النص
بقلم:عمار العكيلي لا شك أن الفلوجة، هي أقدم معقل للتطرف الديني في العراق، وحاضنة خصبة للمنظمات الإرهابية، بمختلف مسمياتها، فتحولت المساجد وهي بيوت الله، لمعاهد لتغذية التطرف والتعصب الطائفي. لم يستطع الأمريكان مع مايملكون، من قوات ومعدات متطورة على الأرض، من السيطرة على تلك المدينة، وعلى مدن الأنبار، إلا بعد الإتفاق مع العشائر الساخطة، لأفعال تلك العصابات الإرهابية، وتشكيل الصحوات في ذلك الوقت، مع ذلك لم يدخل الجيش العراقي إلى الفلوجة. أما اليوم مع ظهور داعش، التي تعد حسب التصنيفات العالمية، أغنى منظمة إرهابية في العالم، إلا أن قواتنا الأمنية البطلة، ومجاهدي الحشد الشعبي، كسروا شوكة الإرهاب الداعشي، في منازلات عديدة، وتحررت أراض شاسعة من العراق، ولم يتبق للدواعش، موطأ قدم في غرب العراق، سوى الفلوجة وبعض الجيوب، المنتشرة هنا وهناك. بتحرير الفلوجة سينكسر الإرهاب، في كل العراق، وسينعكس هذا النصر، على الوضعين الأمني والسياسي، فعلى الصعيد السياسي، سيعزز موقف الحكومة، وثقتها وبالقوى الأمنية، تلك الإنتصارات ستبعث رسائل قوية، لكل دول العالم، الصديقة والعدوة، القريبة والبعيدة، بأن العراقيين قادرين، على هزيمة الإرهاب العالمي، المتمثل بداعش، رغم المصاعب المالية والخلافات السياسية. أما على المستوى الداخلي، وقبل إنطلاق عملية تحرير الفلوجة، طغت الخلافات السياسية على المشهد العراقي، وأخرت إنطلاق تلك العمليات، فقد رفع بعض الفاسدين، مصحف الإصلاح فوق رؤوسهم، وفتنوا بعضا من الناس، ممن إغتروا بهذا الشعار البراق، فهوا كلمة حق أريد به باطل، وكادت تودي بنا تلك النزاعات السياسية، إلى صراعات وفتنة داخلية، أما اليوم فقد إنصرفت الأنظار عن أولئك، وتوجهت إلى معارك العزة والشرف والبطولة، فاليوم سييأس كل من تراوده نفسه، بإسقاط بغداد والعودة إلى المربع الأول، أيا كان ومهما رفع من شعار. إن التوجيهات المتكررة، من المرجعية العليا، عبر خطب الجمعة، إلى المجاهدين كافة، بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين، فإنقاذ برئ أولى من القضاء على عدوا، بل أوصت المرجعية العليا، بعدم التعرض بسوء لعوائل الأعداء، وأقربائهم من غير المقاتلين، وذلك تأسيا بسيرة علي وأهل البيت(عليهم السلام)إذ كان الحسين(عليه السلام) يبيكي على أعدائه؛ لأنهم سيدخلون النار بسببه، وقال عنه الشاعر: ورأيتك النفس الكبيرة لم تكن حتى على من قاتلوك حقودا إن تلك الروح الإنسانية الكبيرة، ستعيد الثقة والطمأنينة في النفوس، وستوحد العراقيين بمختلف مذاهبهم وقومياتهم، بعد أن إمتزجت دماء العراقيين، مع بعض في معارك تحرير الأرض، من دنس الأعداء، وكما قيل(دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة).
أقرأ ايضاً
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود