حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ ليس بجديد القول بان الجهات او الدول (وحتى الشخصيات) الداعمة للإرهاب المتمثل بالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وأشباههما إنها تدعم تلك التنظيمات دعما إعلاميا لامحدود، وباختصار شديد من الممكن ان نطلق على هذا الإعلام بأنه الإعلام المعادي للعراق ولشعبه وللتجربة الديمقراطية القائمة فيه والموقف السلبي تجاه الأحداث المؤسفة وسيناريوهات سقوط المناطق الساخنة بيد عصابات داعش وأخواتها ومشتقاتها وحواضنها ومن يتعاون او يتخندق معها، ويمكن ان نستعير من كلمة "داعش" الكثير من المصفوفات اللغوية والاستعارات المجازية التي تعطي مداليل حقيقية خاصة تصب في ذات المنحى الداعشي وتدور جميعها في فلك الإرهاب والوحشية والهمجية التي تتصف بها هذه المجاميع " العصابات" المنحدرة من أطياف بشرية ومناطقية شتى ألا أنها يجمعها نسق أيدلوجي واحد وهو التكفير لجميع من يخالفها الرأي العقائدي او الحكم بردة من يقترب منها بالتوجه المذهبي ألا إن داعش رغم تنوع نسيجها البشري توجه لايشبهه أي توجه أيدلوجي او عقائدي آخر فهي نسيج وحدها او طبخة مخابراتية متقنة أُعدت من دول ما فتئت تعادي العراق منذ التغيير النيساني حتى الآن ويدل على ذلك الدعم المادي واللوجستي والفتوائي اللامحود من قبل هذه الدول لهذه المجاميع وغيرها يضاف اليه الدعم الإعلامي بتسخير الأثير بما لا يُعد او يُحصى من الفضائيات المعادية فضلا عن الإعلام الالكتروني والورقي ومواقع التواصل الاجتماعي ما يشكل خندقا إعلاميا تعبويا معاديا مشتركا يضاف الى ما تقوم به هذه العصابات من أعمال ترهيبية وتدميرية، الهدف منه تدمير العراق وتقسيمه وتفتيت نسيجه الاجتماعي وتركيبته الديمغرافية وصولا الى ابتلاعه ومحوه من الوجود، ولا يقتصر الأمر على إعلام الدول المعادية للعراق ومنها بعض دول الجوار بل يتعداه الى بعض قنوات الإعلام المحلية "العراقية" والتي لم تتعامل معها الجهات المختصة تعاملا حازما كما تعاملت الحكومة المصرية مع القنوات التي أساءت الى الشعب المصري وذلك بطردها من التراب المصري مسجلة بذلك خارطة طريق لمن يريد ان يتعاطى مع الأحداث المصرية وقضايا الشعب المصري الحساسة. الوسائل الإعلامية المغرضة سواء أكانت أجنبية أم محلية استغلت الخاصرة الرخوة للدولة العراقية وحالة الإرباك المفاجئ التي أحدثها المشهد الأمني بحيثياته الدراماتيكية الخطيرة الأخيرة وعدم وجود قانون أو قوة تنفيذية تلزم بالتعامل مع أحداث العراق تعاملا مهنيا وموضوعيا ولايُسيء الى الشعب العراقي أو ينقل صورة مغايرة للواقع او تحريف ما يحدث على الأرض تحريفا كاملا او تزوير الحقائق لتصبح تلك الوسائل على كافة أنواعها بوقا مخابراتيا او ناطقا رسميا للجهات التي تعمل وراء "الكواليس" المظلمة لإسقاط العراق وتجربته إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار انه لا توجد دولة من دول العالم كالعراق محاطة بهكذا عدد من الدول المعادية لاسيما من بعض دول الجوار والمحيط الحيوي له واذرعها الداعشوية الاخطبوطية السيا/ طائفية التي باتت مكشوفة ولاتُخفى أهدافها على احد. ومن يتابع تلك الوسائل الإعلامية الداعشية يجد انها تُسوِّق جميع الحقائق بالمقلوب وتُسخِّر جميع إمكاناتها و"خبراتها" في الإساءة الى الشعب العراقي وحكومته وخاصة الى الجيش العراقي الذي يقارع أشرس هجمة إرهابية ـ تكفيرية ـ همجية في التاريخ الحديث ومن جملة الإساءات التي توجهها ان تلك الوسائل مازالت تصف الجيش العراقي العريق بكافة صنوفه بأنه جيش المالكي وتضفي عليه صفة مليشياوية وتصبغه بصبغة طائفية ـ مناطقية وتصف العمليات العسكرية والفعاليات التي يقوم بها هذا الجيش بأنها ضد مواطنين "أبرياء" من طائفة معينة من مثل طائرات المالكي تقصف أحياء الفلوجة وغيرها وتصف الهجمات التي تقوم بها داعش بالاستشهادية كما تصف المسالة برمتها بأنها ثورة العشائر في مناطق معينة وصفا طائفيا كيديا مبيتا وكأن ما يجري في العراق هو حرب أهلية بين السُنة والشيعة او حرب سياسية ـ قومانية بين العرب والأكراد وتعطي صورة قاتمة ومشوشة للرأي العام العالمي عن الوضع العراقي وليس هناك حرب ضروس مابين الجيش العراقي والمتطوعين والعشائر العراقية الأصيلة وبين عصابات داعش صنيعة مؤامرات تلك الدول "راعية" هذه الوسائل الإعلامية المغرضة والتي مازالت تتعامل مع الشأن العراقي بنفَس سيا/ طائفي مقيت ناهيك عن ذكر أرقام وحوادث وتفاصيل ليس لها حقيقة على ارض الواقع او ترويج رؤى مشوهة تخدم أجندات تلك الدول. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]