حجم النص
اعتدال موسى ذكرالله تتبلور معاني المصطلح اللُّـغوي لمفردة " العُرُوج "، في مصادر أفعال الرفعة، والعلو والصعود، والارتقاء، واختراق الفضاء الكوني بالوصول إلى السماء. واستنادا إلى مؤشرات أرباب اللُّغة، وأثباج علومها، فإن العروج يصحبه فعل الميل.. والانعطاف. ومن هذا المنطلق فلننطلق معا ً ؛في فضاءاتِ عروج الروح، وصعودها علوا. لترتقي سماوات الخلد. وتستقر عند قرار الحسين، وفي مكينه المَـكْنُون. حيث كونية كونه ومكانه مع امكانية ميلها إليه وتعاطفها في عروجها إليه. وتتشكل ظاهرة " العُروج " للمؤمنين العارفين بمقامات سيد شباب جنانهم، وللعاشقينَ التائقين الوالهين السائرين إليه ؛ عبر استشعار ذاتيَّـة اسمه، وخصوصيَّـة استنطاق أحرفه، مُـشَكَّـلة ً بالضَّـمِّ والرَّفع، وبالتَّحريكِ والتَّسكين، وانطلاق الروح في فضاءاتِ كونه، لتسبحَ آمنة ً مُطمئنَّـة، وفي أعذب صور الاستكانة ؛ لملكوتيَّـة أحرفه، وجبروت الروح في عنفوان ضجيجها، متعلِّـقـة ً بمعارجِ ذاته، حتى تزدان وهجا ً كلما نادى المُـنادى " حُـسَـين "، فتصطلم النفسُ اشتياقا ً وتذوبُ الروحُ التياعا ً، لتتصاعد في حالة ذوبانها. وانفعالاتِ تكوُّنِها لتأخذ معها كلَّ الكُـلِّ، وجميع الأجمع ِ، وأشياء الأشياء ِ، ووجودُ الوجود ِ تابــعٌ لانطلاقاتها نحو الأعلـى ٰ، وحيثُ مقاماتُ استقرارها عند سدرةِ مُـنتهاهُ، وما بين قابَ قوسيه أو أدنى من عرش الله. إنه ُ العُرُوُجُ إلى الحُـسينِ! إعجازُ الاسم وقداسة الأحرف التي قد خطَّـها مُـوْجِدُها بسُرَادِق العَرش، وعلى أجنحةِ ملائكتِه، وفي كلّ زوايا جَـنَّـتِـه، وبها تاب اللهُ على آدم َ من خطيئته. إنَّـه ُ السَّـيرُ إلى أعلى عليين، والصُعودُ إلى مُـرْقاةِ الكَـرُوبيين، والوصولُ إلى مُـستقرِّ كِـرَامِـهِ الحافظين. كيفَ للرُّوحِ أنْ تستوطنَ قاعَها وتُحبس َبين أدراجِ أترابِها وهي تتشظَّـى احتراقا ً لِـتُـعانِقَ سماواتِ اسمِـكَ يــا حُـسين! إأذَنْ والأذنُ لكَ ومنكَ وإليكْ.. إأذَنْ والإذنُ باسمِكَ ولأجلك وعليكْ إأذنْ للروحِ أنْ تتشبَّث في مفاصل حروفِ اسمك وما بين حركاته وسَـكناته، لتطيرَ مع رِضوانِ اللهِ وفي مَـلَـكُـوتِ ذاتِـه وجلالِ وعدِه. واستفِــقْ فِطرةَ الخَـلقِ التي قد بانها الصَّانعُ صِـدْقَــا ًوثباتا ً ويقيـن. دَعْـها ذاتَ النَّـفسِ تحيـا في اصطفافاتِ الرَّجاء.. تبتغي الطُّـهرَ ارتقاءً واعتلاءً واجتلاءْ ترتقب ساعاتِ وَصْـلٍ لِـتُـرتِّلَـهُ البَـقاء ْ! أنَّـىٰ للنُّـورِ استِفاقٌ! واسمُـكَ الأوَّلُ منهُ، وبهِ الخَـلْقُ استبانَ.. منهُ شـاءَ ما يشاء! يــا حُـِسينُ الإسمُ مِـعْـرَاجُ الفُـؤادْ! وارْتِقاءاتٌ لـهُ حيثُ السَّماواتُ العُـلى وذات ُ ابراجٍ شِـدادْ.. يــا حــُروفَ الإسمِ يا صَـيبَ السَّماء ْ. أنتِ يا نورَ الحقيقة يا كمالَ الكُـنْـهِ أنتِ يا ملاذَ الأصفياءْ. كـلُّ روحي، كـلُّ نفسي، كـلُّ ذاتي، كُـلُّ كُـلِّي، رانَ للوصلِ ابتهاجا ً آياتٌ لِلوالهِـين.. يـا عُـرُوُجَ العَـاشِـر الحُـرِّ انتقِـينـا واصطفينَـا واختَـرِ الطَّفِّ إلينـا واستكِنْ حيثُ الحُـسينْ! إنهُ المِعراجُ فينا وصِراطُ الحَـقِّ والعدلُ المُبينْ.انتهــــى..