لم يكن يعلم ان القدر الذي جاء به من لبنان الى العراق كان يخبئ له حادث سير سيصيب جسده بكسور عدة ليصبح طريح الفراش وهو الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، فعندما خرج من بلاده لبنان نتيجة القصف الوحشي الاجرامي الذي يشنه جيش الكيان الاسرائيلي على المدنيين في لبنان ومدنه وبيوتهم ومزارعهم وكنائسهم ومساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم الصحية، جاء الى مدينة سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) باحثا عن الامن والامان، وكان له ما اراد في بداية الامر، الا انه تعرض لحادث سير عنيف ادى الى اصابته بكسور عده في جسده، ليدخل في ردهات احد مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة التي سخرت جميع امكانيتها لعلاج الوافدين اللبنانيين، وكان له ما اراد من اجراء عمليات جراحية واخرى ينتظر ان تجرى له في القريب العاجل.
ومع ما رسم على وجهه من اثار لكدمات واورام وخدوش كثيرة نتيجة الحادث الا ان الوافد اللبناني "محمـد قاسم محمد شحاذة" من قضاء صور يشرح لوكالة نون الخبرية ما تعرض له وما لقيه من خدمات قائلا" جئت الى العراق وسكنت في حي الحسين قبل شهر تقريبا وتعرضت قبل ايام الى حادث سير بمدينة كربلاء المقدسة في العراق، ونتج عنه تعرض جسدي الى كسور ورضوض وجروح، وقام احد الاشخاص الخيرين العراقيين بالاتصال بالإسعاف الفوري وجلبتني السيارة الى مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي بعد ان علموا اني من لبنان، وادخلت على الفور الى ردهة الطوارئ واجريت فحوصات اشعاعية لتشخيص وتحديد اصابتي من قبل احد الاطباء السوريين المختصين، واجريت لي عملية جراحية ربط فيها كسر فخذي بالبلاتين، وانتظر ايضا قدوم اطباء مختصين بكسور الفك لاجراء عملية جراحية ثانية لي كوني اعاني ايضا من اصابة به بعد ان تم تشخيصه من قبل الطبيب المختص بعد اطلاعه على الصور الاشعاعية، وقد تحسنت صحتي بشكل كبير جدا بعد العناية الطبية والعلاجية المجاني التي تلقيتها على ايدي اطباء ماهرين وملاكات طبية تسهر على راحتي، وبصراحة تامة الفرق كبير بين ما كنا نسمعه عن المستشفيات في العراق وعن ما رأيته في هذا المستشفى المتطور من ترتيب وخدمات طبية وصحية ممتازة، والملاكات الطبية والتمريضية تعاملنا كأننا اهلهم واخوتهم، بل شعرنا فعلا اننا في بلدنا ولم نأتي وافدين الى العراق، ويشرفنا نحن اللبنانيين وقد اصبحت اعدادنا هنا بالالاف ان نعيش في دولة مثل العراق تقدم لنا فيه مختلف انواع المساعدات الانسانية مثل السكن والاطعام والعلاج المجاني وهو ما مثبت على المعصم الورقي الذي يربط على يد المريض مكتوب فيه "تأمين النازحين اللبنانيين خصم 100 %" اي مدفوعة التكاليف لعلاج الوافدين بشكل كامل".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير فوتوغرافي ــ عمار الخالدي
تصوير فيديو ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- في السيدة زينب بسوريا :العتبة الحسينية توزع ملابس وعربات ذوي الاحتياجات الخاصة على اللبنانيين
- وزارة الصحة اللبنانية: 3645 شهيدا و 15355 جريحا منذ بدء العدوان
- وزير المهجرين: 50 ألف لبناني دخلوا العراق عبر سوريا