حجم النص
يعتبر فلم (القربان) للمخرج الإيراني تقي علي قليزاده أول عمل سينمائي يجسد فاجعة الطف واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام، فضلاً عن أنه يعد أهم إبداعات السينما في مطلع هذا القرن لمعالجته التراث الإسلامي تكاملت فيه عناصر ناجحة من النص والتمثيل والتقنيات الإنتاجية والموسيقى. ويأتي هذا الجهد السينمائي بعد نصف قرن من الزمن على أعمال المخرج العربي مصطفى العقاد في منتصف السبعينات من القرن الماضي في تقديم التراث الإسلامي بأحلى صوره ومنها فيلم (الرسالة) و (المختار) بقدرات سينمائية عربية وسجلت حقا علامة فارقة حتى أمست حية في وجدان الإنسان المسلم وغير المسلم. أربع سنوات لتهيئة نص الفلم يقول الكاتب الإيراني احمد رضا درويش الذي اشرف على كتابة السيناريو القربان، “لقد استغرقت تهيئة النص حوالي 3-4 سنوات، وبإشراف كبار المؤرخين والعلماء في العراق وإيران وبلاد الشام”، مؤكداً أن “السيناريو تطلب مني قراءة مادة تاريخية تغطي ستة قرون، أربعة قرون منها قبل واقعة الطف وقرنان بعد الواقعة، وقد ثبت الكاتب المصادر التاريخية التي اعتمدها في كتابة النص في نهاية الفيلم”. ويضيف الكاتب أن “السيناريو خضع إلى تعديلات كثيرة لاعتبارات تتعلق بالواقعة وقدسية الإمام الحسين (ع) وكانت ولادة النص تشكل مخاضاً عسيراً وتمت صياغة أحداثه التاريخية ليصبح بطله (بوكير ابن الحر الرياحي)”، مشيراً إلى أن “المخرج استفاد من روايات تاريخ الإسلام لجرجي زيدان في خلق حالة الحب والعشق وتحريك العنصر النسائي في مجمل الأحداث”. ويؤكد الكاتب أن “قرابة 25 شخصية رئيسية من إيرانيين وعراقيين ولبنانيين وخليجين اشتركوا في التمثيل من ضمنهم الفنان جواد الشكرجي من العراق والفنان جمال سليمان والفنان طلعت حمدي من سوريا والفنان داوود حسين من الكويت”، مستدركاً بالقول “رغم أن ادوار الشخصيات المهمة أسندت إلى الإيرانيين إلا أن الفلم نجح في عرض الأدوار بكل حيادية دون تأثيرات جانبية”. ويشير الكاتب إلى أن الفلم “استغرق تصويره قرابة عامين من الزمن وتمت تصوير أحداثه في أكثر من عشرة أماكن متفرقة إلا أن صحراء بمب الإيرانية كان المكان المختار لمعركة الطف. عرض الفلم شهد حضور مختلف الشخصيات وشهد عرض الفلم الخاص للنسخة العربية المدبلجة، بحسب الكاتب، حضور شخصيات عراقية مختارة من أكاديميين ومن فضلاء الحوزة لإبداء ملاحظاتهم، مؤكداً “وجود عوامل متشابكة تحكم المشاهد في مواكبة الفلم الذي استغرق حوالي ثلاث ساعات”. وتابع الكاتب أن “العرض اعقبته جلسة حوار موسعة مع المخرج والمنتج لتسجيل الملاحظات التي تم رصدها من خلال متابعتنا الفلم واضعين نصب أعيننا حجم الصعوبات والتحديات التي واجهت هذا العمل الفني الرائع بسبب سعة هذه المدرسة البطولية الخالدة وقدسيتها وصعوبة الإلمام بجوانبها في فيلم كهذا”.
أقرأ ايضاً
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم
- كربلاء تعمل على تخصيص مواقع جديدة لمعامل الاسفلت
- زراعة كربلاء تواصل عمليات التحري عن سوسة النخيل الحمراء