مناجاة حزينة رائعة عن لسان الشباك القديم لقبر الإمام الحسين عليه السلام الذي أزيل واستبدل بشباك جديد .
يقول الشباك : سبعون عاما ونيف كنت في روضة الفردوس احيط بأضلاعي الستة قدس الأقداس، لست أدري أضممته أم أجارني فهذا من خفايا الحب والولاء ، وأسرار شهود الحضرة والخفاء !
تتمسح بي أكف تتلمس جيبا تخرج منه بيضاء من غير سوء، وأتلقى شفاها تطبع القبل وتلثمني عشقا ولهفة . ثم تتقلب علي الوجوه كأنها تعفر الجبين . لتجمع العلامات مع الجهر والبسملة والزيارة وصلاة إحدى وخمسين ......
تلوذ بي لأعيذها من صروف الدهر ونوائب الزمان ، وتطوف حولي ، تستلم الركن مني والمقام ، لترقى أعلى سنام ، وتبلغ قوائم العرش وتدرك غاية المرام .
وفد يتلو الزيارة وطائف من الجن يطوف وقبيل من سكان الملكوت يهبط وآخر يرقى ، ورعيل من الملائك يعقب رعيلا ...
في ليالي الجمعة كنت اشهد الأنوار تزهر ، والزهراء تزور
والأولياء نظار وقوام .
هل قصرت يارب . فأعقب التقصير حرمانا حتى نحيت وزويت ؟
أم أدركني العجز والهرم ونالني الضعف والوهن ؟
أم هي سنة الله في خلقه ،ان كتب الموت على كل شيء ، ليبقى وجه ربك ، يتلقى حلة بعد حلة ، وتخلع عليه كسوة ويجلله ضريح ، حذر ان يخر الكليم صعقا ، ويندك الوجود ويصرع الموجود . وتحين القيامة ليعرف كل مقامه ، وانا المقيم أبدا في هوى مولاي وان رحلت وأقصيت ، فمت وافنيت !
كم طهرت الأيدي المقصرة وكملت القاصرة .. وداويت الشفاه الذابلة ، وأصغيت لما بثتني من تباريح الهوى ولواعج الغرام وحكايات الآلام ، وعرائض الحاجات والاسترحام ، وزكيت النفوس المضنية وكسرت الجمود ، وبثثت في الأرواح عبر الابدان إكسير الخلود .
آن لي الرحيل
ولو كشف الغطاء لسمعتم لي ضجة وعويلا يضاهي ما تلقيت من آهات العاشقين وصرخات النادبين في هاتيك السنين السبعين .. وأنينا وحنينا يكوي أضلعي ويأبى لي عودة البناء والارتفاع والقيام صرحا كذكرى في المتاحف !
آه لفراقك يا حسين !
أقرأ ايضاً
- وفد أكاديميي وخريجي كلية الفقه في النجف يحطون رحالهم في المركز الحسيني للدراسات في كربلاء
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم