عقد مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، يوم السبت الموافق 18 تشرين الثاني 2023، الندوة العلمية الموسومة: (الآثار الكربلائية.. دراسة هامة)، والتي تضمنت مناقشة استثمار الآثار الكربلائية وإحياءها والمعوقات التي تواجه عمليات التنقيب.
أدار الندوة الدكتور أحمد المسعودي مسؤول شعبة الدراسات التخصصية في مركز كربلاء، فيما حاضر فيها منقبا الآثار الأستاذ عبد الهادي كريدي جبر والأستاذ زاهد محمد عليوي، وبحضور الأستاذة زهراء فاضل مديرة العلاقات الدولية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.
وقدم الأستاذ عبد الهادي كريدي شرحاً موجزاً عن أهم الآثار القديمة في محافظة كربلاء، والتي يبلغ عددها حوالي 213 موقع أثري يعود بعضها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، مشيراً إلى وجود العديد من التلول الأثرية المضمورة، والتي تحتاج إلى عمليات تنقيب كالزقورات والمعابد القديمة وغيرها، موضحاً أن من أهم المشاكل التي تواجه عمل دائرة الآثار هي حالات التجاوز على المحرمات الأثرية من قبل بعض الأهالي وكذلك الطرق والمشاريع النفطية ، كما استعرض صورياً عددا من الآثار الكربلائية المهمة مع بيان العقبات التي تواجهها هذه الآثار، داعياً إلى استثمار زيارات الشخصيات والوفود الأجنبية في التعريف بآثار المحافظة.
وفي سياق متصل، أكد الأستاذ زاهد محمد عليوي أن الآثار الكربلائية تعاني من التجاوزات المستمرة منذ زمن النظام البائد ولغاية الآن، وأن كربلاء بحاجة إلى تطوير النظر إليها كمحافظة تقتصر على السياحة الدينية إلى مساحة أوسع كمنطقة للسياحة الأثرية والحضارية دون المساس بهويتها الدينية والقدسية، كما وضح أن التخصيصات المالية المركزية غير كافية لقيام دائرة آثار المحافظة بواجباتها الوظيفية، وهي بحاجة إلى دعم وتعاون الحكومة المحلية، كما شدد على الحاجة الماسة لتثقيف المواطن الكربلائي وتعريفه بآثار المحافظة وأهميتها الحضارية والسياحية.
وفي كلمة له تخللت الندوة، تطرق الأستاذ الحاج عبد الأمير القريشي مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث إلى أهمية الآثار كدلالة على العمق الإنساني والحضاري في كل بلد، إلا أن آثار بلادنا لا زالت تعاني الإهمال وتجاهل أهميتها كمورد اقتصادي يضاهي النفط ويفك الاختناق عن أحادية الاقتصاد العراقي، مؤكداً أن العراق يمتلك عقولاً آثارية متميزة وفريدة على مستوى العالم وهي بحاجة إلى الدعم والإسناد، و أضاف أن كليات الآثار في العراق بحاجة ملحة إلى تطوير الجانب العملي في أداءها وعدم الاكتفاء بالجوانب النظرية، وأخيراً دعا الجهات المعنية إلى توفير الحماية الأمنية الكافية لآثار المحافظة لأنها تتعرض يومياً إلى العديد من الانتهاكات والتجاوزات.
وفي الختام، تداخل عدد من الأساتذة والباحثين الحاضرين، مشددين على أهمية الدعم الحكومي لعمليات التنقيب في المحافظة ورصد الأموال اللازمة لذلك، وضرورة تسليط الضوء إعلامياً على أهم المواقع الأثرية والتراثية في المحافظة، وكذلك تضمين الآثار الكربلائية في المناهج الدراسية أسوة بباقي آثار البلاد
أقرأ ايضاً
- مصرف حكومي في كربلاء يختلس مبالغ الأقساط المدفوعة من قبل عددٍ من المُقترضين
- كربلاء: فرق طبية ترافق المشاركين في التعداد العام للسكان
- حظر التجوال في مدينة كربلاء المقدسة