- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المدارس الأهلية والدروس الخصوصية سيان لهدف واحد
حجم النص
بقلم:صادق غانم الاسدي لايقبل الجدل والنقاش في اوساط المجتمع والعالم بمختلف مسمياته على اجمل واعظم مهنة عرفها التاريخ وارتقت بعقول وابصرت الفرد لنور وسبل المعرفة وانقذته من العبودية الى الحرية كمهنة التعليم , ويعتبر المعلم الأول هو الله سبحانه وتعالى الذي هذب سلوك الفرد بالحكمة والبصيرة وارشده لطريق الخير لتكون نهايته في اعلى مراتب الجنان وعن طريق الكتاب السماوي الاول في الوجود البشري القرآن الكريم ذلك الكتاب لاريب فيه وهو كتاب تشريعي شامل لجميع الحلول ويحمل في طياته كل القضايا ولم يغفل الله سبحانه وتعالى عن اي شاردة وواردة , لهذا اعتبرالتعليم مهنة انسانية بحته تتجلى فيها أسمى معاني الوفاء والامانة والاعتزاز والارتباط الفكري والروحي بمحتواها العملي , وقد كرمها رسول الله محمد صل الله عليه واله واحبها وما تناقلته كتب التاريخ عن معركة بدر واطلاق سراح المعلمين بها مقابل تعليم الصبيان القراءة والكتابة خير دليل للداني والقاصي , وما نسمعه ونراه اليوم عن وجود المدارس الأهلية وخصوصا اخذت تتزايد هذا العام بشكل سريع ينذر بخطر ويهدد المدارس الحكومية وخوفا من انحدار التعليم في المستقبل القريب الى الخصخصة والتي تفقد اهم مزايا الثقافة وتعطل حركة المعرفة في بلدنا وتحرم ذو العقول الذكية والمواهب ممن اصحاب الدخل المحدود والفقراء الى التواصل والبحث لتحقيق امانيهم , وقد تخلق فجوة تنعكس في بناء قاعدة علمية هشة يعتمد فيها على اصحاب الدخول العالية كمقياس للتقدم العلمي في العراق , في الحقيقة لا اريد ان اتكلم بلغة المجاملة على حساب حقيقة وانا جزء بسيط في الوسط التعليمي , لقد ركزت المدارس الأهلية في انشاء المشروع التربوي على الارباح بالأساس كهدف من انشاء ذلك المشروع والاعتماد على المدرسين الكفؤين الذين احيلو للتقاعد والاستفادة من خبراتهم مقابل اجرا قليلا لايتناسب قياسا بما يدفعه الطالب لادارة المدرسة من مبالغ باهضة, تبوب على اساس حجز المكان بالصف بمبلغ معين وبيع الكتب بسعر ثلاثة اضعاف ما تشتريه المدرسة من وزارة التربية مع دفع مبلغ لتسجيل الطالب واكثر الذين يرتادون تلك المدارس من العوائل ذات الدخول العالية ومع الاسف القسم الاكثر من الطلاب يمتازون بالكسل واللامبالاة لانشغالهم بالتسلية واللعب بالاجهزة الحديثة والاهتمام بأمور بعيدة عن الدراسة , واذكر هنا مسألة مهمة ان المدارس الاهلية انشأت بمواقع استراتيجية جذابه وفيها من القاعات الدراسية الحديثة مع كافة وسائل الراحة من اجهزة تكيف وانارة ومقاعد حديثة , ووسائل تعليم كاملة والصف الواحد لايتجاوز في معظم المدارس على 15 طالب , الا ان هذه العملية لاتخلو من جوانب سلبية تنعكس على المستوى العلمي للطالب منها ان معظم المدرسين في هذه المدارس يهتمون بالدروس الخصوصية فتتكون علاقة حميمة ويتغير سلوك الطالب اتجاه المدرسين حتى اثناء تدريسه المادة في الصف لاينتبه ولايهتم للتدريس ولايشعر ان هنالك فاصل تربوي بينه وبين المربي الذي يحفز الطالب للقراءة وفي بعض الاحيان يحمٌله مسؤولية الخوف من النتيجة والحث على الالتزام بالمذاكرة اليومية , اما من جانب المدرس فانه يتجاوزعن المحاسبة وطلب الواجب من الطلاب وينعدم نهائيا استخدام اسلوب الثواب والعقاب حتى لو كان العقاب شفوي خوفا من ذهاب الطالب الى استاذ اخر اوحرمان المدرس في نهاية السنة الدراسية من الهدية الكبرى كون النجاح مضمون في جميع المراحل للصفوف غير المنتهية , اما فيما يخص المتابعة من قبل الاشراف الاختصاصي والتربوي فالعلاقة هنا تلعب دورا كبيرا ولم اسمع يوما ان مشرفا احال مدرس بالمدارس الخصوصية للتحقيق او كلف نفسه لزيارته داخل الصف ,هنا المشرف يحل صديق لادارة المدرسة ويتغاضى على الكثير من المسائل التي ربما تضر ببعض الاحيان بسير العملية التربوية معظم طلاب المدارس الاهلية هم من أبناء التجار والمسؤولين في الدولة والذين تجدهم اكثر الناس ينتقدون الدروس الخصوصية وهم اول من يشجع ابنائهم لخوض غمار تلك التجربة التي وصل الدرس الواحد للصف السادس العلمي الى مليون دينار او اكثر , اضافة الى ان معظم ممولي مشروع المدارس الخصوصية هم ليس من سلك التعليم بل اصحاب روؤس اموال ولم يمتلكوا نظرة ثاقبة في تشخيص ومعالجة الخلل الذي يصيب المدارس ولم يقدموا حتى اقتراح في النهوض بالواقع التربوي , وتبين ذلك من خلال النتائج النهائية الضعيفة جدا المعلنة في مواقع الانترنيت وفي مديريات التربية والتي لم تحقق نسبة على الاقل النصف وتتكررالحالة سنويا ولم تضع ادارة المدارس الاهلية اي معالجات لرفع نسب النجاح فيما يخص محاسبة الطلاب على الغياب والحد من ظاهرة الاعتماد على التدريس الخصوصي الذي يضعف شخصية المدرس في تلك المدارس بل يكون التدريس هنا هو اشبه بالمقايضه على النجاح.
أقرأ ايضاً
- كربلاء وغزَّة في سؤالٍ واحد
- في العراق.. تتعدد الأزمات والمأزق واحد
- لدى بوتين زوج أحذية وللغرب رأس واحد