حجم النص
بقلم:احمد الجنديل أن تَغضّ طرفكَ عن الأزمات التي تتناسل داخل بيتك، وتدير نظركَ الى الخلف لتبحث عن أزمات الآخرين، فتلك لعبة أبسط ما يقال عنها أنها لعبة يراد منها تغطية العجز الذي وصله الساسة الذين فقدوا القدرة على السيطرة، مع غياب واضح للمنهج الذي من شأنه إدارة الأزمة بنجاح، ومعالجتها بما يخدم الشعب والوطن. وأن تلاحق سير الدخان المتصاعد الى الفضاء، دون أن تبحث عن أسباب ومصدر الحريق، فهذا عمل لا يليق الا بالحمقى والمغفلين، الذين لا يفرقون بين رأس العصفور ورأس الثور. منذ أكثر من عشر سنين، والعملية السياسية، وما أنجبت من أفعال لا تتسم بالشرعية، ولا تقترب الى نزاهة الأرحام وطهرها، تمارس لعبة ميكانيكية تقوم على دفن الرأس وظهور المؤخرة، ورغم أنّ هذه اللعبة قد استنفدت بطارياتها، وأصبحت تثير القرف والاشمئزاز عند الجميع، الا أنّ السياسيين ظلوا متمسكين بها، لأنها اللعبة الكفيلة بتحقيق مصالحهم الدنيا على حساب المصالح العليا للشعب والوطن. يخرج السياسي معقّماً لسانه بكل أنواع المطهرات المحلية والمستوردة، ليزّف لنا بشرى نجاح العراق في مسيرته العلمية والتربوية، ومع بداية تصريحاته تهرب كل المطهرات، ويبقى لسانه قبيحاً عندما يخرج له عشرات الآلاف من الخريجين دون عمل، وهم يعانون من الخيبة والاحباط. ويخرج المسؤول من صالونات التجميل والتزيين، فيتحدث بفخر عن منجزاته للشعب العظيم، شعب المعجزات التي علمت الدنيا كيف تنتصر، وقبل أن يتم حديثه، يتصدى له العراقي، وفي قلبه ونفسه من الجروح التي ألحقت به الذل والانكسار جرّاء الفساد الذي يلاحقه أينما يممّ وجهه. ويطلّ مسؤول جديد، وهو يعتلي منبر الخطابة ليعرض علينا صوراً من عظمته ونجاحاته في دفع البلاد لتتقدم دول المعمورة، ومعاشر الانس والجن تعرف أنه يكذب، وتتعاقب الوجوه والالسنة، وتظلّ الاسطوانة المشروخة تتحكم في مسيرة التبرير والتحايل، وتستمر الحياة تسير على سكة الاعوجاج. ان مسيرة الصلاح والفلاح تبدأ بتنظيف البيت الداخلي من مظاهر الفساد والتخلف والانحطاط، وأن يتمتع المواطن العراقي بكامل حريته على أرض آبائه وأجداده، بغض النظر عن كل الاعتبارات الأخرى ودون أن يمنّ عليه أحد بذلك، أمّا اذا ظلت الحياة تدور على هذا المنوال الذي أثبت فشله الذريع، وخلفّ كل المصائب والويلات التي يعاني منها الشعب، فانّ هذا يعد وقاحة متعمدة هدفها دفع البلاد والعباد الى المجهول