- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بكل وقاحة وانحطاط .. اللصوص يتهيأون للانتخابات القادمة
بقلم: أياد السماوي
بداية .. اتقدم بأجمل التهاني والتبريكات إلى كلّ المسيحيين في العراق والعالم بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة , سائلا الله العلي القدير أن يجنّب شعوب الأرض شرّ الوباء اللعين بنسختيه القديمة والجديدة .. إنّه سميع مجيب.
وقبل الحديث عن فحوى مقالنا لهذا اليوم , لا بدّ لي أن أوضح المقصود من كلمتي الفساد واللصوص .. فالفساد , هو النظام السياسي القائم بكافة مؤسساته .. واللصوص هم قادة الأحزاب السياسية الحاكمة بكلّ نسخها الشيعية والسنيّة والكردية ولا استثني منها حزبا أو تيارا أو تكتلا سياسيا .. قبل يومين نشر الباحث السنّي الدكتور يحيى الكبيسي تعليقا في مركز بغداد السياسي , أعيد لكم نصّه لما يتضمن من حقيقة لا أحد يستطيع أن يجهر بها إلا من نأى بنفسه بعيدا عن هذا الفساد .. حيث قال (للمرّة بعد الألف .. الفساد في العراق ليس فساد أفراد , بل هو جزء من بنية النظام السياسي !!! وجزء من بنية الدولة !!! , والفساد في العراق متواطأ عليه جماعيا , ومحصن , وغير قابل للانتهاك أو الاختراق !!! والكلّ شركاء فيه !!! الكل من دون استثناء !!! لهذا نحن أمام فساد وقح , ومتعجرف , لا يستحي , ولا يخجل , بل يتباهى بسطوته , لهذا يتوّهم من يعتقد أنّ اتهامات الفساد والإفساد يمكن أن تحرجه / تحرجهم !!! بل على العكس هم يضحكون على سذاجة , وغباء , من يتّهمه / يتّهمهم لأنه لم يفقه طبيعة وبنية الفساد في العراق) .. أنا شخصيا في عشرات اللقاءات التلفزيزنية ومئات المقالات التي كتبتها عن الفساد في العراق , كنت ولا زلت أكرر أن الفساد في العراق هو فساد بنيوي متأصل في طبيعة النظام السياسي القائم , وما دام هذا النظام السياسي قائم بدستوره ومؤسساته الدستورية وأحزابه الحاكمة وقادتها , وما دام الشعب مغيّب عن الوعي ويغوص في الجهل , فلا أمل أبدا بالخلاص من هذا الفساد .. الذي أثارني في حديث الدكتور يحيى الكبيسي هو أني قد اكتشفت أني أحد هؤلاء السذّج الذين كانوا يعتقدون أنّ الكتابة مثلا عن فساد تجديد عقود شركات الهاتف النّقال أو عن فساد إحالة ميناء الفاو إلى شركة دايو الكورية أو الكتابة عن جريمة تسليم أموال العراقيين إلى حكومة الإقليم الخارجة عن القانون أو الكتابة عن فساد هذا الوزير أو ذلك السياسي أو هذا المعمم الفاسد الذي يلبس ثوب الواعظ والمصلح , قد يمنع هؤلاء اللصوص من المضي في فسادهم ويمكن أن يشّكل رأي عام ضاغط على هؤلاء اللصوص .. لكنّ الحقيقة المرّة هي أنّنا ساذجون وأغبياء وهم يضحكون علينا , بل ويستخدمونا أحيانا لمصالحهم معتمدين على صدق مبادئنا وقيمنا الوطنية .. لأنّنا اعتمدنا على شعب مغلوب على أمره في قسم كبير منه , ومغيّب عن الوعي وغارق في الجهل في القسم الأكبر ..
المضحك المبكي .. أنّ اللصوص قد بدأوا يعدّون العدة ويتهيأون للانتخابات القادمة وبنفس وجوههم الكريهة والقبيحة من غير خجل أو وجل , وكأنّ الذين سرقوا ونهبوا أموال الشعب هم طبقة الفقراء والمسحوقين من هذا الشعب .. لصوص الشيعة بدأوا بإصدار البيانات التي تدعوا إلى إعادة انتخابهم من جديد , وسيلتحق بهم لصوص السنّة والكرد .. المشكلة أنّ هؤلاء اللصوص وبالرغم من كلّ جرائمهم التي اقترفوها بحق هذا البلد , سيعاد انتخابهم من قبل أوباشهم المغيبين عن الوعي , وكالعادة ستقاطع الطبقة الواعية من هذا الشعب الانتخابات ظنا منها أنها تفعل خيرا , دون أن تعلم أنّها بهذه المقاطعة قد عبدّت الطريق لهؤلاء اللصوص للعودة من جديد لسرقتهم وإذلالهم والمضي قدما في إفقارهم .. لا عزاء لمن يقدّم السّكين لقاتله كي يذبحه ..
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً