حجم النص
كربلاء ـ علي لفتة منذ تأسيس كربلاء وارتباط اسمها بواقعة الطف العام 61هـ وهي معروفة انها المدينة الوحيدة التي لا تقع على نهر، وان نهرا او جدولا هو العلقمي كان بعيدا عنها وهو ما جعل يوم عاشوراء يكون طويلا وفيه حكاية العطش ماثلة في تلك الواقعة التي يسمعها العالم كلما مرت الفاجعة الاليمة. المدينة التي يبعد عنها نهر الفرات ما يقرب من 50كم شمالا على طريق بغداد وتحديدا المسيب الى مسافة 20كم عندما يمر بقضاء الهندية شرقي المدينة..ولأنها كذلك فان لا نهر يمر بها إلا جداول صغيرة تم شقها قبل قرون حين كان الملوك والأمراء يبحثون عن مساحات للري لزيادة الانتاج الزراعي من جهة والبحث عن مقومات الحياة في المدن ومنها مدينة كربلاء التي تعد مدينة مقدسة منذ ان استشهد على ارضها الامام الحسين(عليه السلام). نهران من التاريخ في العهد العثماني كما يقول الخبير بشؤون الموارد المائية ومستشار محافظ كربلاء المهندس حسن الشريفي: شق اول نهر في كربلاء وأطلق عليه جدول الحسينية كان ذلك العام 1534م في عهد الخليفة سليمان القانوني، منوها لوجود نهر صغير فتح من قبل ابن العلقمي وزير المعتصم بالله وهو مقارب لجدول الحسينية حين كانت كربلاء قرية صغيرة، مشيرا الى ان الجدول يبدأ من سدة الهندية شمال بابل وينتهي في منطقة البوبيات ويصل طوله 27كم وهذا الجدول يتفرع الى فرعين هما جدول الرشيدية وينتهي في منطقة الشريعية بناحية الحر والهندية ويمر بمركز المدينة في عدة احياء وينتهي على طريق كربلاء النجف بالقرب من سايلو المدينة، والجدولان الفرعيان يعدان من اهم معالم المدينة المائية رغم ان اعرض منطقة لهما في المدينة لا تزيد على خمسة امتار إلا انهما يعدان من الجداول المهمة لأهالي المدينة من ناحية توفير المياه وكذلك التحسن البيئي والمناخي،خاصة في الزيارات الدينية العديدة التي تشهدها المدينة. ويؤكد كذلك ان جدولا ثانيا شق في زمن الاحتلال البريطاني العام 1913 ايضا ويطلق عليه جدول بني حسن وقد تم حفره بعد انشاء سدة الهندية بمحافظة بابل على نهر الفرات ورغم ان هذا النهر لا يمر بمدينة كربلاء إلا انه يزيد من المساحات الواسعة للزراعة، موضحا ان الجدول يبدأ أيضا من سدة الهندية ويمر بنواحي الخيرات والجدول الغربي ومنطقة الدعوم وينتهي بجنوب كربلاء على طريق النجف ويبلغ طوله 45 كم. احياء البحيرة كربلاء تحدها الصحراء وهو ما يشكل نسبة كبيرة من اراضيها رغم انها ارض زراعية في المناطق التي تقع الى الشرق والشمال منها في مناطق الحسينية والخيرات والهندية والجدول الغربي وعون والحر لكن الصحراء الممتدة الى عمق المدينة من جهتيها الغربية والجنوبية تبدو وكأنها آفة يمكن لها ان تأكل كل اخضر مع زيادة العواصف الرملية والترابية التي تشهدها المحافظة بين فترة وأخرى.. وفي عمق الصحراء هناك بحيرة الرزازة المعروفة التي تبدو كأنها مرآة كبيرة تعكس ضباب النهار وانت تنظر اليها من بعيد. ويشير احد الصيادين الى ان البحيرة تعد ثاني أكبر بحيرة في العراق وكانت تشكل فيما قبل مصدراً مهماً لصيد السمك ومكاناً محبباً للترفيه، بدأت تشهد انخفاضاً في منسوب مياهها وارتفاعاً في نسبة ملوحتها بسبب العوامل الكثيرة التي شهدها العراق بعد العام 2003. ويشير الصياد قاسم الاسدي الى ان قلة المياه في البحيرة حولتها من مصدر للمياه العذبة الى مصدر للمياه المالحة فتسببت الملوحة في قلة الاسماك ولم تعد بالتالي مصدرا مهما للصيد ورزق مئات العوائل منها،وبحيرة الرزازة التي تبعد 15 كم غرب كربلاء تبلغ مساحتها 1810 كم مربع وتقع على ارتفاع 40 متراً عن مستوى سطح البحر وتتسع لنحو 26 مليار متر مكعب من المياه. كما ان البحيرة جزء من سهل يضم بحيرة الثرثار والحبانية وبحر النجف. ويقول المهندس علي الطرفي عن البحيرة:ان المياه تأتيها من ثمانية مصادر من بينها نهر الفرات وبحيرة الحبانية شرق الرمادي وبحيرة الراشدية شمال كربلاء وينابيع المياه الجوفية بعين التمر ومياه الأمطار والتدفقات الموسمية. مشيرا الى ان الملوحة في البحيرة لها عدة اسباب، اولها عدم وجود تعويض لها وعدم وجود منفذ للمياه لكي تتحرك وانخفاض المياه الجوفية ايضا بسبب السياسات التي تتبعها دول المنطقة وخاصة تركيا في تقليل حصة العراق المائية والتي ادت بدورها الى تقليل منسوب المياه في نهري دجلة والفرات. النهر الثالث مستشار المحافظ المهندس حسين الشريفي يقول: ان فكرة النهر الثالث بدأت من احياء البحيرة التي تعتبر منغلقة ويعد خزينها المائي خزينا ميتا لان لا منفذ لها كي تتحرك فيها المياه وتكون اكثر فائدة من كونها بحيرة طبيعية،ويشير الى ان المياه التي تخزن في البحيرة لا يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات سواء منها المجال البيئي او السياحي او حتى الزراعي وبالتالي فان الكثيرين يعتقدون ان المياه مهدورة وإنها تزيد نسبة الملوحة فيها.موضحا ان المحافظة والمكتب الاستشاري فيها أخذا على عاتقهما احياء البحيرة وهي الخطوة الاولى من خلال شق نهر ثالث في المدينة لذلك قدمنا دراسة تتضمن ربط البحيرة بنهر الفرات في جنوب كربلاء عند منطقة الهندية وهو ما يعني ان النهر سيقع في المنطقة الغربية والجنوبية من المدينة وهي المنطقة الصحراوية ويبين انه تم اختيار مسار النهر بشكل لا يؤثر في الحركة العمرانية والنقل والتطورات بل اخذنا الفائدة المرجوة من شق النهر في المجالات العديدة لان اي نهر في المدينة يعني بيئة نظيفة ومنطقة خضراء وهواء نقيا ومناطق ترفيهية، وهذا ما يؤكد ان الدراسة اعطت وفق المخططات بأن النهر سيكون مجرى سياحيا وإحياء للزراعة في المنطقة الصحراوية التي تتحول من الارواء بالابار والتنقيط الى الارواء السيحي مثلما يؤثر ايجابيا على حركة النقل في المدينة. مسار النهر يشير الشريفي الى أن الدراسة التي تم تقديمها توضح مسار النهر الذي يبدأ من بحيرة الرزازة باتجاه منطقة الطار الاثارية المنخفضة التي تبعد عن كربلاء 30كم الى الغرب باتجاه طريق النجف مرورا بمدينة كربلاء خارج الطريق الذي يربطها بعين التمر من جهتها لاجنوبية لاشرقية والذي يمر خلف احياء سيف سعد والنصر والوفاء والإطارات والمخازن ليصل الى نهر الفرات في قضاء الهندية، مبينا ان عرض النهر سيكون ما بين 30 مترا في بعض المناطق الى 40 مترا في مناطق اخرى، مؤكدا ان النهر لن يكون مجرد شق مجرى للمياه الذي سينجز خلال سنة في حال موافقة الجهات المعنية في رئاسة الوزراء والوزارات المعنية والذي تم تأييده في الوزارة السابقة ولكنه قيد الدراسة لمعرفة التخصيصات المالية للمشروع. وتابع الشريفي انه ليس شقا للنهر بل فيه مشاريع أخرى كجسور وطرق موازية ومساحات خضراء ونقاط حراسة ومتنزهات وكازينوهات، انه نهر لإحياء المدينة من جهتها الصحراوية. وأيضا سيحيي الثروة الحيوانية ويقلل الملوحة كما ذكرنا ويحول البحيرة الى خزين للمياه للاستفادة منه كمشروع وطني من 10 مليارات متر مكعب الى 25 مليار متر مكعب، ومن خلاله يتم القضاء على الشحة المائية ويمكن له ايضا ان يغذي ويمول المحافظات التي تقع الى الجنوب من محافظة كربلاء كمحافظات بابل والنجف والديوانية وحتى السماوة خاصة إذا ما اخذنا حاجة كربلاء الى المياه التي تقدر بأكثر من 100 مليون متر مكعب في السنة من مياه الشرب وهو ما يعني وجود زيادة في الخزين، ويزيد الشريفي ان مياه البحيرة ستتدفق الى نهر الفرات وربما تغذي جداول اخرى في المنطقة لان المياه تتحرك طرديا مع التغذية لان البحيرة حينها لم تعد مغلقة.. ويوضح اكثر انه مشروع لإحياء وزيادة حتى مناسيب نهر الفرات اذا ما تعرض النهر الى اغلاق السدود مثلا او مع ارتفاع درجات الحرارة ويحافظ على المياه من الهدر من خلال الاستفادة منها.. ويشير الشريفي الى اجتماع تم عقده مع مركز التصاميم والدراسات الهندسية التابع لوزارة الموارد المائية في المحافظة بشأن الموضوع والجميع الان بانتظار الموافقات للبدء بشق النهر الثالث في المحافظة حينها ستتحول المنطقة الصحراوية الى مدينة خضراء
أقرأ ايضاً
- البرلمان يستأنف جلساته بعد التعداد ويوجه رسالة للنواب
- كربلاء تمنح امتيازات إلى الكوادر التي ستشارك في التعداد السكاني
- ترامب يوافق على خطة أمريكية لحل الأزمة في لبنان