- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العولمة الأمريكية في العراق بحصاد أدوات عراقية
حجم النص
العولمة: فصل الدين عن الإنسان في سلوكه وحياته وتعاملاته على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ولو أمكن حتى النفس. ومن هنا وفي ضوء التعريف يتبيّن للمتدبر خطورة العولمة في كل حقولها مع ملاحظة أنها استطاعت من خلال شعاراتها البرّاقة وحرياتها المطلقة خداع الكثير من المثقفين والمعرفيين بعد أن أضعفت تمسكها العقائدي بدينها وشعورها بالمسؤولية تجاه رسالة السماء.
ولكن أقول بعد تبين المسألة لدى القارئ: لو نظرنا وبالدقة والتحليل الى التعاليم السماوية وأقصد هنا الإسلامية حصرا لرأينا أنّ المشكلة الشخصية والنوعية على مستوى كانت العصبية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية حتى العالمية لم تخضع للأنظمة الإسلامية ولو فعلوا لوجدوا جوابا وحلا ناجعين مفيدين ولنفترض مثلا عندما نلقي نظرة وبكل موضوعية على التأريخ الإسلامي الأول الذي كان مسبوقا بمشاكل كثيرة جدا أشبه في جوهرها لمشاكل العصر استطاع الإسلام أن يتناول نفس الإنسان والمجتمع على الأصعدة كافة بحيث كانت النتيجة لمّ الشعب وتوحيد الكلمة وجعل الأمة المتدينة عربية كانت أو أعجمية دولة متماسكة قوية. ولكن عندما دخلت أفكار العولمة نرى تخلي الإنسان عن السماء جرفه الى أخطار لا تحمد عقباها فلو طلبنا الآن من الباحثين الاجتماعيين أن يقارنوا بين المجتمع المتدين ونفسه بعد تخليه لرأينا أن ثمة فرقا كبيرا شاسعا من كل الحيثيات، فمثلا على المستوى الإسلامي بل على المستوى المسيحي وحصرا في أمريكا حيث شتتت أفكار مجتمعنا بنظريات وأطروحات العولمة نرى أنّ نسبة الفساد والشذوذ ازداد عما كان عليه في السابق بقدر 35 بالمائة وما ذلك الا لأنهم قطعوا أواصر التماسك بينهم وبين القوانين الأخلاقية وهذا مانخشاه في الحالة المعاصرة فانّ هناك تثقيفا بشكل غير مباشر يتناول قدرات الاسلام محاولا تزييف وتمويه الكثير من شؤونه ولا سيما قدرته على احتواء المشكلة ، وبعبارة اخرى انهم يحاولون التاكيد على أن السماء لاتستطيع أن تحلل التركيبة الاجتماعية والسياسية فضلا عن ايجاد الحل وهذا الكلام غير صحيح، بأدنى تأمل وبالنتيجة وعلى ضوء الايجاز المتقدم ندرك الخطر المتوقع من ترجيح كفة العولمة التي أخذت تنسج خيوطها في المكان الملائم ولاسيما الأكاديميات وأوكار أخرى ولكن اعتقد وبفضل وجود المجددين للدين الإسلامي الذين تناولوا هذا الخطر لكافة الأساليب اللسانية والكتابية نستطيع أن نقول انه لايمكن البتة أن تجد العولمة بيتا يأويها في بلد الحضارة والاسلام فضلا عن توقع ذلك. نعم هناك جهود متظافرة وبكل امكانياتها فرض افكارها الشاذة والمنحرفة لمظهر يلتذ به السامع في بلدنا الحبيب العراق لكونه يمثل البؤرة والمركز المهيمن والمدّ الأعظم للاشعاع الحضاري والإسلامي الذي يمثل بقاؤه معوقا أساسيا وقويا أمام كل الهجمات الفكرية والحقيقة هناك مجموعة آليات وأدوات تحاول أحداث تغيير شامل وبصورة تدريجية لا دفعية للبنية الاجتماعية العراقية واقصد حلها التعاملي وكذلك وهو المهم البنية السياسية ولاسيما في أداة التعامل مع الناس من خلال خلق أسباب تساعد على ايجاد ظروف مناسبة لفكرها المراد ويمكن ان يكون ذلك عن طريق المناهج الأكاديمية والتثقيف العام الذي يتمثل بالكتاب سواء كانت مستقلة او عن طريق الصحف والمجلات والحال نفسه على ما التصور الذي استعملته الشيوعية في تشر أطروحاتها المادية الدياليكتيكية لنشر أطروحاتها بل هذه عناصر رابحة لاي فكر جديد خصوصا اذا كانت على ضوء قاعدة خالف تعرف وبالتالي فان المواجهة لمثل هذه الأمور لا يمكن أن تفلح الا بعد معرفة أداة الضدّ يعني المقابل ليمكن ردعه بنفس الأسلوب والإرادة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- فزعة عراقية مشرّفة