- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نعمل لإزعاجكم نأسف لخدمتكم !!!
صورة الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ إحدى الطرق السريعة في بغداد لا تفارق مخيلتي عندما كنت طالبا جامعيا ، اكسر فيه حاجز الانتظار المزعج للباص الذاهب الى باب المعظم ( الذي طالما كان يؤخرنا في الوصول إلى موعد المحاضرة الاولى) والتي كانت أشبه بخلية نحل لكل من هذه الكلمة من معنى ووصف ، عمل متواصل ودؤوب لأفراد تلك الشركة يبهجك حتى لباس أفرادها النظيف والموحد ،ويؤكد حرص الشركة على انجاز العمل بالوقت المحدد وضمن المواصفات المتفق عليها وهذا ما لمسناها جليا بعد مرور سنوات على انجاز تلك الطرق السريعة ، فضلا عن عبارات الاعتذار الجميلة المتكررة التي تملأ منطقة المشروع والإشارات الضوئية التي تشعر المواطن بمدى حرص وجدية الشركة على عدم إزعاج الناس والحيلولة دون تعكير راحتهم ..
هذه الصورة تعاودني دائما الآن حينما اذهب وآتي من بيتي الى عملي وبالعكس في مدينتي كربلاء وانا أشاهد الفوضى والعشوائية واللامبالاة بل لا أبالغ إن قلت الاستهتار بحياة الناس من خلال تنفيذ مشاريع معينة يغلب عليها طابع منة منفذيها على الأهالي تحت شماعة إن النظام السابق كان يصرف أموال الشعب العراقي على حروبه الشعواء وان التغيير الحالي يسعى الى تنفيذ مشاريع عمرانية إستراتيجية بقيادة بعض الشركات العراقية التي لا يمكن ان ندرج بعضها حتى من ضمن الشركات \"الهاوية\" من خلال عشوائية التنفيذ وعدم مراعاة ابسط حقوق الناس بل الاستهتار بها وتسببها بمشاكل صحية ونفسية ومادية للأهالي ، لتخسف وتصدع الشوارع كافة وعدم إيجاد أي طرق بديلة وحتى ان وجدت فغالبا ماتكون متهالكة مما يؤدي الى إثارة الأتربة والغبار على مدار الساعة لمرور السيارات الكبيرة والصغيرة وتسببها بعشرات حالات الربو والحساسية بحسب مصادر طبية وعدم وضع أية علامة دالة على أي حفرة مما أدى الى (تفليش) عدة سيارات لمواطنين ربما لا يستطيعون إعمارها أضف إلى ذلك قطع أرزاق أصحاب المحال التجارية بغلق هذا الطريق او ذاك دون مبالاة فضلا عن عدم التنسيق مع الدوائر ذات العلاقة كالماء والاتصالات وقطع أنابيب المياه وخطوط الهواتف الأرضية وخطوط المولدات التي يتحملها المواطن وحده دون تعويض الشركة المنفذة بل حتى دون اعتذار ..وغيرها من المشاكل التي تعجز الأنامل عن سردها .
لا أعتقد بوجود أي عراقي لا يود رؤية تنفيذ مشاريع هنا وهناك خاصة بعد تردي وسوء الخدمات لكن السؤال المطروح لماذا لايتم وضع خطة معينة لتنفيذ تلك المشاريع وإسنادها إلى شركات عملاقة مقارنة مع حجم وضخامة الأموال المصروفة ووضع ضوابط صارمة بحق الشركات المنفذة والتقيد بسرعة الانجاز ومراعاة حقوق المواطن وتعويضه عن أي مشاكل تسببها الشركات ، اعتقد إن الإجابة واضحة كالشمس في رابعة النهار ..ولكن الى الله المشتكى ..