من الظواهر الجديدة والتي شهدها عراقنا الجديد بعد سقوط الصنم في نيسان عام 2003 ,ارتفاع عدد الوزارات في الدولة العراقية ,ربما الحاجة هي استلزمت ذلك على اعتبار إن البلد يعيش حالة تغيير جذرية وشاملة ,لكننا للأسف لم نشعر يوماً إن هناك فعلاً حاجة لارتفاع عدد الوزارات في الدولة ,إن السبب الحقيقي وراء ارتفاع عدد الوزارات هي المحاصصة (السيئة الصيت) والتي للأسف اتبعتها الطبقة السياسية في البلد,فقد كانت المصالح الفئوية والحزبية والمذهبية والطائفية هي الفيصل في الأمر وكانت تمثل الهدف الأهم في نظر سياسيونا .
ولذلك حلّت علينا الكارثة تلو الكارثة وشهدنا جميعاً انتكاسا كبيراً في كل مفاصل العمل في الدولة جراء تلك المحاصصة (السيئة الصيت) .نحن لا نريد أن نخوض في موضوع سياسي (اللهم أبعدنا عن السياسة وأهلها)
لكننا أحببنا أن نجعل هناك توطئة لموضوع نعتقد بأنه جدير بالمناقشة والتناول .
فقد تعاملت الطبقة السياسية في البلد مع موضوع الوزارات وفق تصنيف غريب وعجيب فهناك وزارة سيادية وهناك وزارة مهمة وهناك وزارة دولة وأخرى وزارة درجة ثانية وهكذا ,وطبعاً جاء التصنيف وفق ما تقتضيه المحاصصة (السيئة الصيت) وعلى هذا الأساس لا نعرف ما هو تصنيف وزارة الشباب والرياضة نحن المعنيين
بالأمر ولا نعرف كيف ينظر السيد المسئول السياسي والذي بيده (الصاية والصرماية) إلى وزارة تمثل شريحة الشبا والتي تشكل نسبة 60% من مجموع سكان البلد وهذه النسبة العالية يفترض أن تجعل من الشباب اليوم قوة فاعلة ومؤثرة في حركة المجتمع وعلى كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية ومن هنا تبرز أهمية المؤسسة التي تحتضن هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع وهذه المؤسسة هي وزارة الشباب والرياضة .
إن تعامل الحكومات المتعاقبة على العراق بعد عام 2003 مع وزارة الشباب والرياضة على إنها وزارة تحصيل حاصل جعل هذه الوزارة تسير بأقدام عرجاء ,فقد ذاقت وزارة الشباب والرياضة المرارة تلو المرارة جراء سياسة المحاصصة (السيئة الصيت) ,فقد تكالبت على الوزارة شخصيات بعيدة كل البعد عن الرياضة والشباب ,شخصيات لم تعرف من الرياضة سوى كرة القدم والتي تسميها (الطوبة) ,إنها ثقافة الطوبة والتي غزت رياضتنا العراقية بعد عام 2003 ,ومن إفرازات المحاصصة (السيئة الصيت) كانت هناك مواقع مهمة في الوزارات العراقية ومن هذه المواقع القيادية هو موقع وكلاء الوزير .فللوزير في دولتنا الجديدة والحمد لله أكثر من وكيل إضافة إلى أعداد المستشارين ولمختلف الاختصاصات .
وكبقية الوزارات العراقية ,فقد كان هناك أكثر من وكيل وأكثر من مستشار للسيد وزير الشباب والرياضة ,حيث كان هناك وكيلاً لشؤون الشباب ووكيلاً لشؤون الرياضة ,وبالتالي يفترض أن يكون عمل وجهد الوزارة مميزاً في كلا الجانبين ,جانب الرياضة وجانب الشباب ,طالما نحن نمتلك هكذا اختصاصات ,لكننا لم نشاهد السادة الوكلاء إلا نادراً فأغلب النشاطات الشبابية والرياضية على حد سواء ,لم نرى فيها سوى السيد وزير الشباب والرياضة وهو يجوب محافظات العراق في افتتاح مشروع أو بطولة أو غير ذلك من أي نشاط من نشاطات الوزارة .
فقد كنا نسمع ونلاحظ ونلمس جهد السادة المدراء العامين في الوزارة أكثر مما نسمع أو نلاحظ أو نلمس جهد السادة الوكلاء .فكثيرا ًما أفرحنا نشاط الدكتور كامل بريهي وهو يدير الجهد الهندسي والاعماري في الوزارة فهو يتابع كل صغيرة وكبيرة في مشاريع البنى التحتية والتي تنفذها الوزارة ,وهناك جهد ونشاط الدكتور علي أبو الشون الرياضي ومتابعته الميدانية لأنشطة الوزارة الرياضية من خلال حضوره للبطولات والسباقات التي تقيمها الوزارة . ومن هنا يقفز أمامنا سؤال منطقي وواقعي يفرض نفسه علينا ومفاده ,أين هم وكلاء السيد الوزير ؟؟؟!
أين هو الجهد الشبابي للسيد وكيل الوزير لشؤون الشباب ؟
لم نعد نسمع أو نلاحظ أو نلمس سوى مشاريع عرجاء تسير بقدم واحدة ,قدمتها وزارة الشباب والرياضة للقطاع الشبابي في عراقنا الذي تبلغ نسبة الشباب فيه 60% من مجموع السكان ,لا نعرف ماذا جنى شبابنا من مشاريع المسح الشبابي .....والمرصد الشبابي .....وبرلمان الشباب ...سوى ندوات ومؤتمرات وجلسات للتنظير (والونسة) . ما هي الفائدة التي حصل عليها شبابنا من هذه المشاريع سوى هدرها للمال العام فقد استنزفت هذه المشاريع المليارات من ميزانية الوزارة ,حيث كانت هذه المشاريع مجرد
(جعجعة في طحين) .نحن لا نريد أن نصادر جهد احد ,لكننا نتعامل مع معطيات يفرزها الواقع الذي يعيشه شبابنا اليوم .ونعتقد إن المهزلة التي شهدتها قاعات فندق المنصور ميليا وهي تحتضن جلسات (برلمان الشباب) خير دليل على ما نقول .فقد مضى أكثر من عام ونصف العام على هذا البرلمان ولم نلمس أو نلاحظ أي شيء على ارض الواقع .وكذلك ينطبق القول على مشاريع المرصد الشبابي والمسح الشبابي وغيرها من المشاريع ,إن المشاريع تفتقر إلى الواقعية والعلمية فهي تفتقر إلى دراسة الطبيعة الاجتماعية للشباب العراقي خاصة ونحن نعيش مرحلة انتقالية مهمة في حياة المجتمع العراقي . ولذلك نسأل السيد وكيل الوزير لشؤون الشباب عن الهدف الذي كنتم تريدون تحقيقه من خلال تبنيكم لهذه المشاريع ؟؟؟ والتي اعتبرتموها فتحاً كبيراً وانجازا عظيماً للشباب العراقي !!! .
لقد فشلت هذه المشاريع فشلاً ذريعاً في الوقت الذي بقيتم أنتم في مكاتبكم المكيفة والمرفهة تنتقلون من بلد إلى بلد وشباب العراق يعيش شظف العيش في كل شيء ,فهو فقير ثقافياً واجتماعياً ورياضياً ,فلا نعرف ماهو دور وكيل السيد الوزير لشؤون الشباب ؟؟؟! .
وهناك في الجانب الرياضي حيث كان نشاط الوزارة مميزاً وهذا التميز جاء لطبيعة العمل الرياضي والذي يستقطب الأضواء والأعلام ,فقد كانت قمة نشاطات الوزارة هي (بطولة الجائزة الكبرى) والتي مثلت اولمبياد عراقي مصغر ,ونحن نعرف إن هذه البطولة هي من وحي أفكار الدكتور باسل عبد المهدي حينما كان يعمل مستشاراً لوزير الشباب والرياضة ,ولذلك بعد أن خرج الدكتور باسل من الوزارة تم إلغاء البطولة لأسباب نجهلها
والتي كانت تمثل فرصة طيبة لاكتشاف المواهب والخامات الرياضية خاصة وإنها لفرق الفئات العمرية .
لا نعرف هل إن السيد وكيل الوزير لشؤون الرياضة يعرف مسألة الأندية الوهمية والنشاطات الرياضية الوهمية والتي كانت تقيمها الوزارة ؟؟؟!
إنها طامة كبرى حينما نعلم إن السيد وكيل الوزير لشؤون الرياضة هو جزء من المشكلة الرياضية والتي تعانيها الوزارة وليس هو جزء من الحل !!! ,فلم نلاحظ أو نلمس أي دور للسيد وكيل الوزير لشؤون الرياضة في كل ذلك !!! فقد تفاقم وضع الأندية الرياضية فقد تقاطرت الأندية على أبواب الوزارة وهي تستجدي المنح المخصصة لها .فقد كان السيد وزير الشباب والرياضة هو بالصورة دائماً فهو يتابع ويناقش ويدير العمل بكل جد وإخلاص
ولم نلحظ أي حضور للسيد الوكيل في بطولة أو مسابقة أو مؤتمر رياضي عدا المؤتمرات الانتخابية والسفرات الرياضية خارج البلد ومؤتمرات الأضواء والأعلام حيث إننا نجهل سبب ذلك .
هذا هو حال السادة الوكلاء في وزارة الشباب والرياضة ,ونحن نقترب هذه الأيام من تشكيل حكومة عراقية جديدة فإننا نطالب بأن لا تتكرر التجربة ثانيةً ,فقد سئمنا استنساخ تجاربنا ,فلن نجني من المحاصصة (السيئة الصيت) سوى الخيبة والفشل ولذلك فإننا نطالب وبقوة بان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن المحاصصة الطائفية والسياسية والحزبية وغير ذلك من أنواع المحاصصات التي لم نكن نعرفها يوماً في عراقنا الحبيب ...... وكان الله من وراء القصد