اكد زائرون عرب واجانب ان اداء العبادات في الحرم الحسيني وسط حشود المؤمنين وفي ليلة القدر وذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فيه روحانية كبيرة وشعور بالغبطة والتقرب الى الله، لان كربلاء المقدسة هي قطب العالم.
لبنان حاضرة
وقال الكاتب والمؤلف اللبناني السيد حسين نجيب محمـد لوكالة نون الخبرية " من الطبيعي ان الحضور عند ضريح الامام الحسين (عليه السلام) في ليلة القدر بشهر رمضان المبارك، وفي هذه الازمنة المتميزة باعتبار ان شهر رمضان هو شهر الضيافة الالهية حسب قول الرسول الاكرم محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) "هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله"، وفي هذه الضيافة هناك مأدبة هو القرآن الكريم، وفي نهاية هذه الضيافة والمأدبة جوائز وهي تكون عند الافطار واقصد به عيد الفطر المبارك، كما ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) " للصائم فرحتان فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه"، وذروة هذه الضيافة في ليلة القدر، كما انه في عيد الاضحى بعد اداء شعائر الحج هناك ضيافة مكانية عند بيت الله الحرام وفيها خاتمة ايضا هي عيد الاضحى المبارك، وذروة الضيافة في الحج هو يوم عرفة، واذا كان ذروة الضيافة عند سيد الشهداء وهي ليلة القدر التي هي معراج اعمال المؤمنين عند الامام الحسين (عليه السلام)، فأذن اجتمع الزمان المميز والمكان المقدس مع القرآن الكريم، ويقول العلماء " من اراد الوصول الى الله فعليه بأمرين بالقرآن الكريم والامام الحسين (عليه السلام)، فكيف اذا اجتمع الامران في هذه الليلة المباركة".
واضاف محمـد " لذلك ترى المؤمنون يحرصوا ان لم يحضروا في هذا المكان ان يتوجهوا بقلوبهم الى الحسين (عليه السلام)، وانا في هذه الزيارة نويت ان ازور نيابة عن كل من يعشق ان يكون عند الحسين في هذه الليلة، لان قلوب المؤمنين في جميع اصقاع العالم الآن ملهوفة الى هذه الحضرة وهذا المكان المقدس، وليس العبرة بالحضور الجسدي لانه قد يكون حاضر هنا والقلب في مكان آخر وقد يكون العكس الجسد في اقصى العالم ولكن القلب هنا، ومن لم يحضر فنحن معه هنا في بركة هذه الليلة، استنادا على بعض الروايات التي تؤكد ان ارواح الانبياء والصديقين والاولياء تحضر هنا في هذه الليلة لزيارة الامام الحسين (عليه السلام)، ورغم ان في هذه الليلة حزن وغبطة لكن الحزن هو نعمة وليست حالة انكسار فقط، وكل شيء اذا انكسر لا قيمة له الا القلب كلما انكسر اقترب من الله، لذلك يقول الباري عز وجل "أنا عند المنكسرة قلوبهم"، وكما يوصي الله الانبياء "اقرأوا التورات بقلب حزين"، ولذلك نرى قراءة القرآن والادعية بحزن تقربنا الى الله، والامام علي (عليه السلام) هو من يكسر قلوبنا باستشهاده، والامام الحسين(عليه السلام) ايضا يكسر قلوبنا بمصيبته، واجتماع هذه القلوب المنكسرة بفقد الوصي عند الحسين يشعرها بالغبطة الروحية وهي غير الفرح الدنيوي، لذلك ترى الجميع في منافسة شريفة لنيل أجر وثواب تلك الليلة".
من اليمن
اما الزائر "ابو حرب" الذي قدم من اليمن الشقيق فيقول لوكالة نون الخبرية ان" هذه هي زيارتي الاولى للعراق وانا هنا في مدينة كربلاء المقدسة ازور الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) في شهر رمضان الكريم وفي ثاني ليلة من ليالي القدر المباركة وفي ليلة استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ونسأل الله ان يتقبل زيارتنا واعمالنا ونحن في هذه الاجواء الدينية والروحانية العظيمة بجوار هؤلاء القادة العظماء، واقولها حقيقة انه شعور لا يمكن وصفه باللسان او بمجموعة كلمات وجمل من الكلام، وانما نشعر بجميع جوارحنا بهذا الشعور الروحاني العظيم، وحضورنا هنا هو توفيق الهي، ونسأل الله ان يعظم اجر المسلمين والمؤمنين بفقد وصي رسول الله وخليفته وباب مدينة عمله الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في هذه الليلة في جريمة دبرها اللعين معاوية ونفذها من وصفه الرسول الكريم محمـد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأشقى الاشقياء، وهي ذكرى مؤلمة جدا على الشعوب العربية والاسلامية".
جلس يقرأ الزيارة واجتهد في العبادات انه الشيخ رحيم صديقي من مدينة قم المقدسة الايرانية الذ قال لوكالة نون الخبرية اني" جئت من ايران لأُحيي شعائر ليلة القدر وذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، في هذا المكان المقدس، وهي ليلة يقدر الله فيها لعباده اعمال سنتهم، ويستجاب بها الدعاء للدنيا والآخرة، وجميع الناس اصحاب حاجات يأتون الى هنا لاستجابة الدعاء في جوف تلك الليلة ورفع الاعمال الصالحة، في هذا المكان الذي زارته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) والانبياء والصالحين، وفيه يرفع الجميع اكفهم للدعاء للامام المهدي المنتظر (عليه السلام) بتعجيل الفرج والظهور وانصاف المظلومين والأخذ بثأر جده الحسين (عليه السلام)، لان مدينة كربلاء المقدسة هي قطب العالم، ولان الدعاء هو مخ العبادة فانت ترى حشود المؤمنين يجتهدون هنا بالصلاة والدعاء والسجود والركوع والتهجد".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العراق يوجه رسائل "متطابقة" الى جهات دولية وعربية بشأن تهديدات إسرائيل
- مصرف حكومي في كربلاء يختلس مبالغ الأقساط المدفوعة من قبل عددٍ من المُقترضين
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة