لونان طغى انعكاسهما على الشوارع والناس والحرمين الشريفين في مدينة كربلاء المقدسة في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة استشهاد أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) والليلة الثانية من ليالي القدر عظيمة الشأن عند المسلمين، فاين ما تتوجه تجد السواد واللون الاحمر يغطي اجواء هذه الليلة.
ورصدت كاميرا وكالة نون الخبرية تلك الاجواء ووثقت هذه الساعات العظيمة التي احياها المؤمنون من اغلب المحافظات العراقية ومن دول عدة عربية واجنبية، ففي العتبتين المقدستين تجد الزائرون من جميع الاعمار بينهم الشيوخ والشباب والصبيان والاطفال، والنساء والرجال السود والبيض الاغنياء والفقراء طلبة العلوم الدينية والاكاديميين وعامة الناس، هذا ممسكا بمسبحته ليكمل الدعاء ويقول "استغفر الله ربي واتوب اليه"، وآخرون يعلنون قتلة امير المؤمنين ويبكون بحرقة، وغيرهم يقرأون الادعية المخصوصة في هذه الليلة مثل دعاء "اللهم جعل فيما تقضي وتقدر من الامر المحتوم في الامر الحكيم في ليلة القدر"، وجمهرة من الزائرين يصلون ويسجدون ويركعون ويتضرعون ويدعون لان افضل الاعمال في هذه الليلة هو "الاستغفار والدعاء لمطالب الدنيا والآخرة".
ومن بين تلك الحشود المؤمنة تميز لون ابيض لمن رفعوا المصاحف على رؤوسهم وهم يقرأون "اللهم اني اسالك بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك الاكبر"، وفي جانب من الحرم الحسيني الشريف اعتلى احد الخطباء منبر رسول الله ليلقى محاضرة تركزت عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وساعة ذهابه الى مسجد الكوفة وصلاته وقتله غدرا، وصاحبه النعي والعويل والصراخ حزنا على فقد سيط الاوصياء، ففي هذه الليل اختلطت شعائر تأبينية لاعلان العزاء والجزع والحزن على فقد خليفة رسول الله، وجد واجتهاد في اداء العبادات من الادعية والصلوات وقراءة القرآن لنيل الاجر والثواب العظيم في ليلة وصفها الباري عز وجل في كتابه الكريم " ليلة القدر خير من الف شهر".
العتبة الحسينية من جانبها سخرت كل جهودها لتأمين افضل الاجواء للمؤمنين الذين يستمرون في احياء تلك الليلة حتى مطلع الفجر، ووفرت الطعام والشراب والخدمات الصحية والتنظيمية والتنقل بانسيابية داخل الحرم الحسيني وخارجه، كما انتشر رجال الدين من قسم الشؤون الدينية في العتبة المقدسة من المتخصصين بالرد على استفسارات واسئلة الزائرين حول مختلف الامور الدينية وخاصة ما يتعلق بالصيام والعبادات في هذا الشهر الفضيل، ليجد الزائر ضالته في تلك الليلة العظيمة، ووقفت هيئة الصحة والتعليم الطبي بملاكاتها ومستشفياتها على اهبة الاستعداد لاسعاف اي حالة مرضية، ودخل ملاك مستشفى سفير الامام الحسين (عليه السلام) كعادته في جميع المناسبات في حالة انذار كونه يتحول في مثل تلك المناسبات الى خط الاسعاف الاول لجميع الحالات المرضية، حتى وان تطلب اجراء عمليات جراحية، كما فتح اهالي كربلاء المقدسة من سكنة المدينة القديمة ابواب بيوتهم لاستقبال الزائرين وقدموا لهم مختلف انواع الخدمات في اوقات الافطار والسحور، وهي التزامات درجوا عليها متوارثيها من الاجداد والآباء".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- ترعاه العتبة الحسينية :الطائرات الاس..رائي..لية تستهدف محيط احد مراكز الرعاية الصحية في بيروت(فيديو)
- في كربلاء المقدسة.. العتبة الحسينية توزع (3000) قطعة ملابس شتوية على العائلات اللبنانية
- بالصور- استشهاد 4 من عائلة السيد حسن نصرالله في غارة على الجنوب!