للمرة الاولى في العراق اعتمدت العتبة الحسينية المقدسة عبر هيئة الصحة والتعليم الطبي، تدريب وتأهيل الملاكات التمريضية وتخريجهم بشهادة دبلوم بعد البكالوريوس، وفق برامج معتمدة عالميا لتوفير ملاكات تمريضية في جراحة القلب مدربة ومؤهلة على اعلى المستويات، سواء الملاكات العربية والاجنبية العاملة الآن او تحضير الملاكات العراقية التي ستدخل ميدان العمل لاحقا في المؤسسات الطبية التي تعمل حاليا او ستفتتح مستقبلا.
خدمة طبية آمنة
وقال مدير برنامج تطوير التمريض في الهيئة الدكتور عامر الطائي في حديث مع وكالة نون الخبرية ان" خطة الهيئة التي وضعت وفق توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والخاصة بتوفير ملاكات مدربة ومؤهلة على التمريض في جراحتي القلب للاطفال وللكبار، والتروية القلبية على أعلى المستويات، سواء الملاكات العربية والاجنبية العاملة الآن او تحضير الملاكات العراقية التي ستدخل ميدان العمل لاحقا وتأهيلهم وتدريبهم تدريبا عالي المستوى وفق المعايير الطبية لتقديم خدمة طبية آمنة، لان التمريض يمثل العمود الفقري للرعاية الصحية الاولية، والثانية، والثالثة، حيث تعتمد الرعاية الطبية والصحية العالمية بنسبة (70) بالمئة على الرعاية التمريضية، لذلك نعمل على خلق تمريض مؤهل ذو معارف ومهارات عالية امر ضروري جدا".
دراسات عليا
واضاف الطائي ان" الخطة وتزامنا مع افتتاح مستشفى خاتم الانبياء لامراض القلب في المستقبل القريب الذي سيكون المستشفى الاكبر والاحدث في العراق والمنطقة، وبناء على رؤية رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في تهيئة الملاكات المتخصصة بامراض القلب مثل جراحة القلب للاطفال، وجراحة القلب للكبار، وفي تخصص التروية القلبية، ترتكز على تنفيذ ثلاث مشاريع الاول الدراسة على دبلومة عالية، مع دراسات عليا لمدة سنة واحدة تتضمن تدريب سريري مكثف في مؤسسات الهيئة الطبية وجامعة السبطين للعلوم الطبية، التي سترى المشاريع الثلاث النور فيها بعد استحصال جميع الموافقات الاصولية لغرض افتتاح تخصصات القلب بالتمريض في كلية التمريض بالجامعة وفق متطلباتنا المتعلقة بمركز تمريض القلب، على مستوى الدبلوم، و نخطط مستقبلا لدراسة الماجستير والدكتوراه في التخصصات السريرية للقلب، للحاجة الماسة لمستشفى خاتم الانبياء لتلك الملاكات الطبية والتمريضية، وعدم الاضطرار الى استقدام ملاكات متخصصة بتمريض القلب تكون اجورها عالية جدا بسبب الشحة والطلب المتزايد عالميا على ممرضي القلب، لذلك نخطط لتخريج ممرض عراقي بمواصفات عالمية في التمريض لسد الحاجة في مستشفياتنا، و من المرجح ان يصل عددها الوجبة الاولى التي ستلتحق بهذا المشروع الى (100) مشارك يحصلون على شهادة الدبلوم بعد البكالوريوس مع خبرة تصل الى ثلاث سنوات في الرعاية الحرجة، ثم يحصل على التخصص السريري بامراض القلب للاطفال او الكبار او التروية القلبية ابتداء".
امتحانات الترخيص
واوضح ان" الهيئة اعتمدت تمريض القلب كخطوة اخرى وماضية في العمل على تخريج تمريضيين في تخصصات اخرى، مثل امراض الاورام او زراعة نخاع العظم او حسب حاجة مؤسساتها لتلك التخصصات، كونه يضمن لها كفاءة عالية جدا، وسهولة الحصول على الرعاية، وتقليل الكلف المادية، واستثمار طاقات البلد بالتعشيق والاستفادة من الخبرات الاجنبية المستقطبة للعمل في مؤسساتنا، وهو ما يعني ان الممرض العراقي يصبح مؤهل بشكل عالي لتقديم العناية الطبية قبل واثناء وبعد اجراء العمليات الجراحية، ما يزيد من حجم الرعاية المقدمة ويقلل من المخاطر على المرضى وفق المواصفات العالمية، خصوصا وان الهيئة ماضية بخطوات متسارعة للحصول على الاعتمادية العالمية لعمل مؤسساتها الطبية التي تتطلب توفير تمريض متقدم ومتخصص، لذلك ركزنا في عملنا على التدريب والتطوير المستمر، وقد اصدرت هيئة الصحة والتعليم الطبي قرارا يوجب حصول جميع العاملين في حقل التمريض على ترخيص عالمي، وقد خضع العاملين التمريضيين في جميع مؤسسات الهيئة حاليا لامتحانات تخصصية لاختبارات اولية تعتبر تدريب له وكيفية استخدام التكنولوجيا والتعرف على مستواه في العمل، لكي نضع برامج تدريبية تمكنه من التأهل بعد عام من الآن لاجتياز امتحان الترخيص، وسيكون شرطا موضوعا في تجديد عقد عمله معنا، وهو امر يعطي الثقة للمرضى وذويهم بما موجود من خدمات تمريضية متقدمة تضاهي ما موجود في دول العالم المتقدمة في المجال الطبي".
نموذج تمريضي
واشار الطائي الى ان" هذا التدريب والامتحان والحصول على الترخيص الذي اعتمدته العتبة الحسينية المقدسة لاول مرة في العراق سيخلق إنموذجا تمريضيا يمكن لوزارة الصحة او اي جهة تعمل في المجال الطبي الاعتماد عليه لضمان كفاءة عالية وتطوير الموارد البشرية، لان التمريض واحد من تحديات العمل الطبي في الوزارة او غيرها، وهذه الشهادة التي تسمى"التمريض المتقدم" في تمريض جراحة القلب التي يحصل عليها التمريضي في هيئة الصحة التي اعتمدت ارقى البرامج التطويرية في العالم، ينفق عليها عشرات الالاف من الدولارات او قد تصل الى مئة الف دولار اذا رغب بالحصول عليها من خارج العراق، لانها شهادة مطلوبة في جميع دول العالم ورواتبها مجزية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية: مركز التدريب المهني يخرج طالب منتج وحرفي وصانع بعقلية مهندس
- سيدة لبنانية: لو ان امي وابي احياهم الله مرة اخرى لن يهتموا بي مثلما اهتموا بي في كربلاء
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)