بقلم: عمـار سـاطع
لا أريد الغوص في أعماق قضيّة دوري المُحترفين التي شغلت الوسط الكروي منذ ثلاث سنوات تقريباً، بقدر محاولتي التعبير عن سعادتي التي بقيت حبيسة بين القلم والورق من دون أن اتمكّن من اطلاق العنان، أو إفراغ ما في جعبتي بهذا الشأن.
إن دوري المحترفين سيرى النور في الموسم المقبل، وفقاً لِما ذكره رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال، وما هي إلا ساعات قلائل حتى يتم إبرام العقد بين اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين الاسباني (لاليغا) والذي انتظره كلُّ مَن سعى وحاول الاسهام بارتقاء واقع دورينا ونقله من حالته الراهنة الى فضاء أوسع وأكثر تطوّراً.
كنتُ قد كتبت خلال أشهر مضت عن بوادر الانتقال من دوري الهواة الى دوري المحترفين، والجدوى من تلك الانتقالة التاريخيّة التي يفترض أن تتحقّق، بيد أن التخوّف والافتقار الى الرؤى، وصعوبة تنفيذ أجندات وضوابط دوري المحترفين من قبل الأندية أوّلاً والجهات الراعية والداعمة حالت دون أن تكتمل أضلاع افتتاح النسخة الأولى لدوري المحترفين، وكان التريّث هو العنوان الأهم في مثل هكذا انتقالة، فيما اكتفى الجميع بموضوع الشروط الإضافية للحصول على التراخيص الممنوحة للأندية والتي تجيز لها اللعب في الموسم الحالي.
اُقدّرُ طبعاً المساعي الحثيثة والجهود المبذولة من أولئك الباحثين عن فرصة للوصول الى اطلاق نسخة دوري المحترفين، بعد 75 عاماً من عُمر تأسيس اتحاد كرة القدم العراقي، هذه النسخة التي ستكون بمثابة الولادة الفعليّة لكرة القدم المتطوّرة والتي ستكون الداعم الأكبر لفتح الأفق الأوسع باتجاه احتراف فعلي سواء كان ذلك في الأندية أم اللاعبين أم يصيب بشكل واضح مسيرة المنتخبات الوطنية في الفترة القادمة.
قد يمنح دوري المحترفين أيضاً، الفرصة في خلق مستويات مختلفة من دوري الفئات العمريّة بالتزامن مع إقامة دوري المحترفين إضافة الى الدرجات الأخرى مثل الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى والثانية والتصنيفيّة في المحافظات أو المناطق وحتى دوري الرديف، لأن التنظيم سيكون شاملاً وعاماً!
الأهم الآن متى نُنهي جدل التخوّف من إقامة دوري المحترفين، لأن العبرة الفعليّة هي أن نُجازف ونمضي في مشروع دوري سيأتي بنتائج إيجابيّة مهمّة للكرة العراقيّة، حالنا في ذلك حال دول سبقتنا في التجربة، لكنّها لم تكن تملك لا العقول التي تعمل معنا أو حتى الامكانيات وربّما المتابعة الجماهيريّة أيضاً، بينما علينا جميعاً أن نكون عازمون على إنجاح هذا المشروع الذي سيكون بمثابة حجر أساس سيعود بالنفع على الجميع والأهم من كلّ ذلك جيل كرة القدم الجديد الذي سيكون عماد مستقبل اللعبة في السنوات المقبلة.
وفي تقديري الشخصي أن التصويب باتجاه الأهداف المعقودة عليها الآمال، يجب أن تكون متساوية في الوصول اليها، بدلاً من تفضيل بند معيّن أو فقرة معروفة، على حساب الآخرى.. يجب أن يكون الاهتمام في جميع النقاط المتعلّقة بدوري المحترفين أعمق، انطلاقاً من الأندية وفرقها والملاعب والحُكّام والإعلام والجمهور، مع وضع استراتيجيّة في التصنيف والتنقيط والاحتكام الى مشورة مَنْ سبقنا في كلّ خطوة، وتنفيذ كافة الشروط المتعلّقة برابطة دوري المحترفين التي تتولّى الإشراف على عمل المسابقة بحذافيرها!
أعتقد أن هذا المقال هو ثالث مقال أكتبه في هذه الزاوية ويتعلّق بموضوع دوري المحترفين، ففي اليوم الأخير من شهر حزيران عام 2020 كتبتُ مقالاً تحت عنوان "تحدّيات رابطة الدوري" تطرّقتُ فيه الى إيجابيّات وسلبيّات تأسيس رابطة دوري المحترفين، قبل أن أكتب في مقال آخر بعد عامين تحت عنوان "دوري المحترفين.. ما المطلوب منه؟" شرحتُ فيه أهميّة اطلاق دوري المحترفين لأنه يصبُّ في صالح الكرة العراقية في النهاية برغم المصاعب والعراقيل!
أما الآن فليس لديّ أي خيار آخر سوى الكتابة عن الانتقالة التاريخيّة التي يجب أن تحدث وتنقل اللعبة عندنا الى أفضل مستوياتها وأعلى درجاتها.
أقرأ ايضاً
- مسؤولية كرتنا خليجيّاً
- ما بين سطور لقاء المرجع الديني الأعلى بممثلة الامم المتحدة.
- إلى سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني