بقلم:سامي جواد كاظم
السجن هو الحبس والحبس هو ابعاد شخص متهم بجريمة عن الاختلاط بالناس ، وهذا الشخص يبدا متهما ومن ثم ان ثبتت الجريمة يصبح مجرما ، بعيدا عن نوع الجريمة وماهي عقوبتها فالحديث عن السجن والبعض يسميه الزنزانة ، وهذا السجن الغاية منه ابعاد المجرم عن المجتمع كي لا يعبث بارواح وممتلكات الناس ، ولكن بعد انقضاء مدة الحبس هل اصبح انسانا صالحا ؟ وهذا له مباحثه ، ولكن حديثنا عن نموذجية السجن . عند الاطلاع على طبيعة التعامل مع المجرم الذي يجرد عن انسانيته مهما تكن جريمته فاني اقرا واسمع عن سجون غاية في البشاعة ، من حيث مساحتها وما يتوفر بها من خدمات وطبيعة الاجواء الملوثة فيها فحقيقة انها من ابشع ما ولدته السياسية في كل العالم ، سجن بمساحة متر مربع وبارتفاع متر ياكل وينام ويتغوط فيه السجين . لماذا ؟ اليس هو انسان ؟ اقدم على جريمة ، نعم يستحق العقاب وليس انتزاع الكرامة ، وبتصرفاتهم هذه اصبح المجرم مظلوم ليس لعدم اثبات جرمه بل للتعامل معه . واما الحديث عن السجناء السياسيين فانهم لا يستحقون السجن مهما كانت افكارهم ولكن طالما بخلاف افكار الحاكم وحزبه يصبح متامر او جاسوس او عميل او يثير الغوغاء في البلد وكلها تهم يعدها الحاكم لمن يخالفه ، والامام علي عليه السلام يوصي ولده الحسن بالرفق بقاتله عند سجنه وهو الحاكم . سجن لا يتسع لاربعة اشخاص يزجون فيه اضعاف الاربعة مضاعفة بحيث يتبادلون فيما بينهم عند النوم لعدم توفر المكان . لماذا ؟ واخر يستبدل مكان تغوطه ليجعله مكان تناول طعامه ، ويا لله على نوعية الطعام . واما وسائل التعذيب التي تستخدم عند التحقيق فان صانعها ومستخدمها سيزاحمون الشياطين في نار جهنم ، فقد صنعت اجهزة والعياذ بالله لا يمكن استخدامها ضد الحيوانات المتوحشة فكيف اذا كان انسان ، طبعا لا اتحدث عن الابرياء الذين سجنوا ظلما او اعدموا وهناك بعد ان عاش فترة من حياته في السجن اتضح انه بريء ولم يعاقب القاضي او الشرطي الذي زجه في السجن . واما الدعاوى العجيبة في مراكز الشرطة والمحاكم التي بسببها يعتقل الانسان فانها قمة في الاضطهاد . لماذا هذه الاهانة بحق الانسان قبل ان يكون مجرم ، فمن يقترف جريمة وبعد اثبات الجرم يعاقب طبقا للقانون ، ولو اطلعتم على القوانين فانها تخلو من فقرات التعذيب والقتل اثناء التعذيب لانها قوانين داخلية تخص وحشية السجان في تعامله مع السجنى او السجائن هكذا موجودة في قاموس اللغة . ولا تعتقدون انه تمثيل ما تشاهدونه في افلام الاكشن الغربية التي تتضمن الاعتقال والتعذيب وطبيعة السجن انها واقع حال في مجتمعاتهم ، استمع الى شخص يقول كل شهرين يسمح لنا رؤية الشمس ربع ساعة ، لماذا ؟ لانه متهم سياسيا او بجريمة ، وليكن فلماذا هذا التعسف في التعامل معه ؟ لا اعلم هل هناك من يتهمني بانني اتعاطف مع المجرم ؟ كلا انا اتعاطف مع الانسان وبشرط ان ياخذ جزاءه العادل على جريمته ، ويجب التفكير بعد انقضاء مدة محكوميته هل اصلح حاله ام تحول الى وحش كاسر؟ ، فهذا ينتجه نوع التعامل معه في سجنه ، وانا لا انكر هنالك سجون نظامية تتعامل بطرق سليمة من اجل تنفيذ العقوبة واصلاح الاخلاق . اما في بلدي فالارهابي يعيش في سجن خمس نجوم واغلبهم غير عراقيين بينما العراقي المتهم بابسط جريمة يرى شتى انواع التعذيب والاهانات وفاتني ان اذكر مزاج بعض القضاة الذين يؤجلون الجلسات ويتركون المتهمين الذين لم تثبت عليهم الجريمة معتقلين قيد التوقيف في السجون ويذهب القاضي لينام قرير العين مع زوجته وبين اطفاله ولا يفكر بمن اودعه السجن له عائلة تنتظره ويا ويله من عذاب الله عندما يكون السجين هو المعيل الوحيد لعائلته
أقرأ ايضاً
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الاول
- أكثر من تبييض السجون في البلاد