- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هكذا قرات خطبة المرجعية ليوم 6/12
سامي جواد كاظم
من المؤكد ان خطاب المرجعية له غاية عليا اسمها العراق والعراقيين ولكن ليس من الغريب اذا ما حاول البعض تفسير او حتى تاويل بعض الفقرات وفق اهدافه عمدا او سهوا.
ومن الطبيعي تكون لمن يقلد السيد ايضا قراءته الخاصة بالخطبة، وعليه السؤال ماهو الجديد في خطبة اليوم ؟
بداية هنالك طرفان في وضعية العراق اليوم وهم اصحاب المظاهرات السلمية ـ قوة الخير ـ واصحاب العنف ـ قوة الشرـ وهذه القوة تتمثل بالفاسدين ويدعمهم المندسين واصحاب السوابق في الحكم وقوى خارجية بينما قوة الخير التي يقوم بها العراقيون الشرفاء شيبا وشبابا مدعومة من المرجعية فقط، أي ان المرجعية تنظر الى الطرف الاخر هذه القوى الظلامية وما تخطط له من اجل ايقاع البلد في الفتنة.
اول عبارة في خطبة اليوم ونصها " لا شك في أنّ الحراك الشعبي اذا اتسع مداه وشمل مختلف الفئات " عبارة تدل على الجديد من التصعيد الذي ستمارسه المرجعية اذا ما فكرت قوى الظلام تصعيد اعمالها التخريبية في البلد وبالمعنى الواضح سيكون هنالك فتوى على غرار فتوى الجهاد الكفائي ضد هذه القوى وستكون الاستجابة اقوى وهذا التصعيد سيكون " وسيلة فاعلة للضغط على من بيدهم السلطة لإفساح المجال لإجراء اصلاحات حقيقية في إدارة البلد".
ولكن هل ترغب المرجعية بالتصعيد ؟ كلا لا ترغب لانها ذكرتهم بالنتائج التي ستتمخض عن التصعيد اذا ما فكر الطرف الفاسد بذلك لان هذه الاعمال غير مسوغة شرعا وقانونا وتكون لها ارتدادات سلبية على الجميع لذا الحذر من النتائج يا فاسدين.
المرجعية تدعم بقوة المظاهرات السلمية وجاء التاكيد على ذلك بقولها " إنّ المحافظة على سلمية المظاهرات وخلوها من أعمال العنف والتخريب تحظى بأهمية بالغة"، وتتحقق سلمية المظاهرات وفق مسؤولية تضامنية وهذه النقطة سبق وان اكدت عليها المرجعية مرارا، التضامنية أي يضمن المتظاهرون السلميون سلمية تظاهرهم وتضمن القوات الامنية سلامة المتظاهرين السلميين ومنع المدسوسين وغيرهم من القيام باعمال اجرامية.
في الخطبة السابقة قالت المرجعية على المتظاهرين ان يميزوا في هذه الخطبة ذكرتهم بالعنوان الصريح ونبهت المتظاهرين مباشرة بقولها " بأن لا يسمحوا للمخربين بأن يتقمصوا هذا العنوان ويندسوا في صفوفهم ويقوموا بالاعتداء على قوى الأمن أو على الممتلكات العامة أو الخاصة ويتسببوا في الإضرار بمصالح المواطنين "، المخربون وهذا العنوان ينضوي تحته الفاسدون والتابعون لهم في الحكومة او البرلمان او القادمين من الخارج.
اشادت المرجعية بموقف الناصرية وعشائرها وحذر من سلبية التجاوز على القوات الامنية وشكرهم على دورهم المشهود في حماية السلم الاهلي.
هنا نقطة مهمة جدا اشارت لها المرجعية وهي " ولكن ينبغي العمل على أن ترجع الامور الى سياقها الطبيعي في جميع المناطق من تحمل القوى الأمنية الرسمية مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحكومية وممتلكات المواطنين من اعتداءات المخربين"، أي العودة الى الوضع الطبيعي أي ان السلاح بيد الدولة وليس بيد المدنيين وهذه ظاهرة خطيرة فعندما تتحمل القوات الامنية مسؤوليتها وتحافظ على الامن والسلم والممتلكات فان المبرر لبقاء السلاح بيد المواطنين سيزول واذا بقيت ضعيفة ستبقى هذه الاهنزازات
وهنا نقطة تدل على مطالبة المرجعية بالعدالة بمناشدتها جميع المتضررين "الى سلوك السبل القانونية في المطالبة بحقوقهم، ونطالب الأجهزة القضائية بمحاسبة ومعاقبة كل من اقترف عملاً اجرامياً ـ من أي طرف كان ـ وفق ما يحدده القانون"، أي الابتعاد عن التصفية المزاجية وفق اخذ الثار او باساليب عشائرية ترفضها العشائر الخيرة وكذلك الاغتيالات، بل الرجوع الى القضاء والذي يجب ان ياخذ دوره على الجميع وليس على طرف دون اخر
تاكيد المرجعية على وحدة البلد ونبذ الطائفية والتفرقة وتكون المصلحة العليا للعراق والعراقيين " أنها لجميع العراقيين بلا اختلاف بين انتماءاتهم وتوجهاتهم، وتعمل على تأمين مصالحهم العامة ما وسعها ذلك، ولا ينبغي أن يستخدم عنوانها من قبل أي من المجاميع المشاركة في التظاهرات المطالبة بالإصلاح لئلا تحسب على جمعٍ دون جمع".
واخر عبارة في الخطبة تكرار لما سبق ان اكدت عليه منذ الانتخابات الاولى الا وهو عدم اتهام المرجعية بان لها اليد في اختيار هذا المسؤول او ذلك الوزير بقولها " علماً أن المرجعية الدينية ليست طرفاً في أي حديث بهذا الشأن ولا دور لها فيه بأيّ شكل من الاشكال ". بكل الاشكال فلا تقولوا النجف هي من نصبت رئيس الوزراء او هي من كتبت الدستور او قالت انتخبوا القائمة الفلانية فاياكم ذلك لانها ليست طرفا في ذلك.
هذه قراءتي وما فيها مردود عليَ فقط
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- البعد السياسي ليوم الغدير