خالد الناهي
عندما نسمع كلمة محترفين، تذهب اذهاننا مباشرة الى الرياضة، وكرة القدم تحديداً، فأصبحت هذه الكلمة مرتبطة باللاعبين والرياضة.
لكن الحقيقة كل شيء في الحياة يوجد فيه احتراف، من اصغر الأمور الى اكبرها.
نستطيع ان نعرف المحترف هو ذلك الشخص الذي يستطيع ان يخرج لنا افضل النتائج بأقل التكاليف واقل وقت.
فأين نستطيع ان نجد هذا المثلث (الجودة، الكلفة، الوقت) مجتمعة في اي شيء، يعني ان القائم عليها شخص محترف.
اليوم نحن مقبلون على انتخابات برلمانية مفصلية، وتكاد تكون هي الأصعب منذ تغير النظام
توجد فيها عدة امور متداخله وغير مفهومة.
الشعب منزعج من مخرجات الطبقة الحاكمة، ويعتقد جميع من في السلطة فاسدون وسراق
السياسيون قسم منهم اصبحوا يجارون الشارع من اجل كسب وده، فيقولون نعم نحن جميعنا فاسدون، لكن سوف نصلح الوضع، نحارب الفساد، ونبني العراق
والقسم الأخر منهم ما زال يراهن على ما كان يقوم به قبل سنوات، وهو استدرار عواطف الناس، من خلال اللعب على جراحهم، باستخدام اسماء الشهداء والانتصارات القديمة، التي يعتقد انه حققها.
وهذا القسم مغامر جداً، والويل والثبور ان مسك سلطة مرة اخرى.
القسم الثالث هو قسم مراهقي السياسة، الذين يحاولون استغلال حالة التذمر التي يعيشها الشعب من جميع السياسين، والغرور الذي يعيشه البعض من السياسين، فيحركون الشعب من خلال شعارات موجهة ضد جميع الأحزاب.
وهذه الفئة حتى وان افترضنا سلامة نواياها، فهي تبقى مراهقة، ولا يصح تسليم البلد الى مراهقين، لا نعرف كيف يفكرون.
الفئة الرابعة والأخيرة، هي فئة المحترفين، وفي الغالب تكون هذه الفئة نادرة وقليلة جداً، لكن لا يمكن لأي حزب، او دولة ان ينجح من دونها، لكن ما يقلق ان هذه الفئة ضاعت وسط صيحات الشعب ضد الفساد، واختفت بين العجاجة التي اثارها مراهقي السياسة.
واصبح لا يستطيع تشخيصها بسهولة، فهي تحتاج لجهد وتدقيق كبير.
والسؤال هنا
عند الأنتخابات هل يستطيع الشعب، ان يصم اذانه عن الصيحات المتعالية من هنا وهناك، ويختار بعد تدقيق وتمحيص مسبق، فيكون خياره صحيح؟.
نأمل ذلك