- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بيئة قداسة .أم بيئة صراخ وضجيج ؟
بقلم:حسن كاظم الفتال
قبل أن ابدأ بالحديث وقبل أن يبرز أي شخص ليقول ليقدم لي سيلا من التهم أو الإنتقادات. أو على أقل تقدير يقدم لي النصائح بأن ألتزم الصمت إحتراما للإخوة الحسينيين أود أن أعلم الجميع بأني: أولا: منذ أن أبصرت النور وجدتني وأنا محمولا على عاتق والدي يسير بيَّ وهو يشارك في قيادة موكب عزاء طرف البلوش مع المرحوم السيد حسين بلوشي وأولاده حفظ الله الموجودين منهم. وثم موكب العباسية وموكب الجمهور المقام على كل يوم أربعاء على مدار السنة. وتعرفت على بعض الرواديد خصوصا المرحوم حمزة الزغير الذي كنت ألازمه في معظم مجالسه كما هم أقراني وكذلك المرحوم الخطيب البارع الذي لا يتكرر تواجده الشيخ عبد الزهراء الكعبي الذي كنت أتبعه اتباع الفصيل لأمه فضلا عن الكثير ممن عاصرتهم بالمشاهدة أو المصاحبة. وهكذا كنت أتنقل من مجلس إلى آخر ومن موكب إلى آخر.
ومنذ الصغر كنت ألمس في مشاركاتي هذه استمتاعاً وراحة ضمير وانشراح قلب. ونشأت وترعرعت بهذه البيئة النقية المشرفة.
وحين اشتد ساعدي الجسدي والثقافي بسبب متابعاتي واستقصاءاتي وما أحرزته من مشاركاتي بالمجالس الحسينية والمواكب كان علي أن أوثق هذه المشاركات أو أترجمها على أقل تقدير وفعلا فعلت ذلك فكانت الحصيلة نظم كتابة الكثير من القصائد التي ألقاها بعض الإخوة الرواديد وفي مقدمتهم المرحوم محمد الرادود والمرحوم عبد الأمير عبد الجليل البرام (أبو سمير) وثم إصدار بعض المؤلفات التي طبعت ولاقت نشورا واستحسانا من قبل بعض المعنيين والحمد لله.
بعد هذا التمهيد الذي لابد من إتيانه أقول:
إننا ندرك تمام الإدراك ماذا تعني لنا الشعائر الحسينية التي نقيمها ونحييها وندرك بأننا نتشرف غاية التشرف بمشاركتنا بها وبإقامتها وإحيائها. لكن ما لا ندركه ويصعب علينا استيعابه هو ما يقوم به بعض الرواديد خصوصا الأحداث الدخلاء على الساحة من صراخ وضجيج مستمر لا ينقطع ابتداءً من صعوده المنبر حتى نزوله.. من إطلاق مفردات أصبحت قاسما مشتركا بينهم.. هاااااا.. ويـــــــــــنـــــــــــك.. فدوه...أعلـــــــــــــــــــــــى..وغير هذه المفردات والعبارات مما يخرم الآذان داخل الصحن الحسيني المقدس الذي تحيط به أفواج من الملائكة.
حتى صيغة الدعاء التي ينبغي أن تكون مناجاة مع الله سبحانه وتعالى فهي تؤدى بصراخ سمج ليس له أي مبرر.
لكن نحن نتساءل: لو كان هذا المنادي الذي يردد هذه العبارت يتحدث مع أي مسؤول معين هل يمكنه أن يتحدث بهكذا طريقة ؟ برفيع صوته وضجيجه وصرخه ؟
أم يقف متأدبا مكتوفا الأيدي احتراما للاستاذ أو الشيخ أو السيد الذي يخاطبه ؟
ثم لو أنه أساء لشخص معين يشغل أي منصب مهم هل سينجو من العقاب أو الحساب والمسائلة على أقل تقدير ؟
من المسؤول عن هذه الظاهرة التي تنبئ بما لا يحمد عقباها ؟
الصحن الحسيني ليس ملكا لأحد لا للرادود ولا لمن يسمح له باعتلاء المنبر وليست ملكا لأي مسؤول مهما كان منصبه ومكانته ومقامه.
الصحن الحسيني الشريف مهبط الملائكة ملك الجميع ومن حق الجميع أن يؤدي زيارته ومراسيمه العاشورائية بكامل آداب الزيارة والدعاء بمناجاة روحانية قلبية.
والمنبر مدرسة مقدسة خرجت أجيالا فاضلة فلا يحق لنا أن نخربش منهجيته. ونعبث بتراثه
كفانا مجاملات ومساومات ومحابات ومناصرة للمحسوبية والمنسوبية.
الحسين صلوات الله عليه قطب دوران الكون.
وهو الوسيلة التي نبتغي بها إلى الله فهل بهذه الطريقة نتعامل مع وسيلتنا إلى الله ؟
سؤال ينتظر إجابة..!!!!!!!!!
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!