شكر الشيخ عبد المهدي الكربلائي السادة العلماء ورجال الدين والقادة السياسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة الكتل السياسية وشيوخ العشائر ورؤساء الجامعات والمؤسسات ومسؤولي الدوائر الحكومية والمواطنين على تفقدهم اياه بعد حادث الاغتيال الفاشل الذي تعرض له مساء الخميس الماضي كما شكر مسؤولي عتبات كربلاء المقدسة و منتسبيها على (مشاعرهم وجهودهم في إنقاذ من نجا من الحادث الأثيم) مضيفا (أعزي عائلتي الشهيدين حسين هاشم سرهيد وقحطان عدنان أحمد الذين ضحيا بروحيهما من أجل المبادئ) كان ذلك في خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف لصلاة الجمعة 23 محرم الحرام 1429هـ الموافق 1/2/2008م.
وحول ذكرى تهديم مرقد العسكريين عليهما السلام دعا معتمد المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الحكومة العراقية وكل الجهات المسؤلة التشريعية والتنفيذية إلى (الإسراع في عملية بناء المرقد المطهر في سامراء المقدسة ليكون منطلقا لتعزيز وتثبيت الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب العراقي عربا وكرداً وتركماناً وأشوريين وكلدانا، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين، وليس بين السنة والشيعة فقط) مبينا أن (هذه الخطوة ستأتي بالضد من أهداف الأعداء ممن خططوا ونفذوا عملية تهديم المرقد الطاهر والتي كانت تنصب على أن تكون منطلقاً لتفتيت الوحدة الوطنية العراقية بعد ما فشلوا في تفتيتها من خلال تفجيرات الزائرين والمواطنين والمواقع الدينية والأسواق وتجمعات السكان في مدن كربلاء المقدسة والنجف الأشرف والكاظمية المقدسة والكثير من مدن الوسط والجنوب حيث كانوا يرومون بتفجير المرقد الطاهر للإمامين العسكريين عليهما السلام إحداث شرخ في الوحدة الوطنية ولكنهم فشلوا أيضا رغم ما مرت به البلاد عقب التفجير من عمليات انتقامية وتصفيات جسدية لكنها لم تصل إلى حد تحقيق أهداف الأعداء المذكورة وذلك بفضل انصياع الشعب عموما لحكمة المرجعية الدينية العليا التي دعت هي والمرجعيات الأخرى ورجال الدين والحكماء من بقية الطوائف والأديان إلى تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء دعاوى الأعداء وخططهم الشريرة ضد العراق).
وطالب إمام جمعة كربلاء المقدسة (جميع العراقيين بكل مكوناتهم القومية والدينية والطائفية للاشتراك في عملية أعمار مرقد العسكريين عليهما السلام ليكون هذا العمل جامعا لكل أبناء العراق وسببا لزيادة وحدتهم الوطنية).
كما دعا الحكومة العراقية وأبناء الشعب العراقي إلى (البدء بخطوات عملية لإرجاع كافة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية) مضيفا (فليقم المسلمون بدعوة الإخوة المسيحيين الذين هجروا من مناطقهم للعودة إليها بل وعليهم أن يتكفلوا أمور عودتهم المادية وغيرها ويساعدوهم معيشيا من أجل الاستقرار في مواطنهم الأصلية مرة أخرى وهكذا فليفعل الإخوة السنة للشيعة المهجرين والشيعة للسنة المهجرين مثل ذلك).
وأعتبر الشيخ الكربلائي (تلك الخطوات مراحل يجب العمل بها من أجل إعادة انطلاق الشعب العراقي نحو غد مشرق سعيد بعيدا عن الأحقاد والضغائن لبناء وطنهم).
ودعا إلى (أن يتم إحياء ذكرى فاجعة سامراء المقدسة من قبل جميع العراقيين لكن أن يكون بأسلوب حضاري بعيدا عن كل ما يثير كوامن الحقد الطائفي).
وحول أحداث البصرة والناصرية فقد اعتبر الشيخ الكربلائي أنها (فتنة أريد لها أن تطال الدين والوطن) داعيا الله تعالى (أن يقي هاتين المدينتين والعراق وكل بلدان المسلمين مخاطر هذه الفتن).
وطالب معتمد المرجعية الدينية العليا (كافة المبلغين ووسائل الإعلام وخاصة الفضائيات والجهات الحكومية المعنية بالتصدي فكريا وتوعويا ودينينا لمخاطر دعاوى هؤلاء الدجالين من مدعي الإتصال بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف دون سند أو دليل) معتبرا أن (ذلك ليس من مسؤولية رجال الدين فقط) كما دعا (الخطباء الحسينيين بعدم التخوف من الوقوف أمام تلك الدعاوي الباطلة بالنصح والإرشاد وتبيان حقيقة هذه الدعوى حتى لو كلفهم ذلك حياتهم لأن ذلك أبسط تجسيد لحقيقة (أن الدم انتصر على السيف) والتي عرفناها من ملحمة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام حيث كان الحق قوياً لدرجة أنه أعطى الدم تضحية لينتصر على الباطل بكل جبروته واسلحته وبطشه).
كما توجه الكربلائي لجميع (المواكب والهيئات الحسينية بأن يحثوا الأخوة المشتركين في الشعائر الحسينية على تجنب هذه الدعاوى وأن يقوموا بمحاربتها لأنها تشكل خطرا عقائديا وسياسيا وثقافيا وفكريا يهاجم الإسلام والمسلمين ويحاول تقويض دينهم الحق) كما حذر (جميع المؤمنين من الإنسياق وراء هذه الدعاوى وأن لا ينخدعوا بظاهرها وأن يتوعوا بمخاطرها فكم من مؤد للشعائر الحسينية قد انحرف فيما بعد وصار مع الباطل ضد الحق!!!).
وطالب (المسؤولين في الحكومة بتوفير فرص العمل للعاطلين وتوفير الخدمات للمواطنين عموما والقضاء على الفسادين الإداري و المالي في دوائر الدولة) معتبر أن (تلك العوامل مسببة لفقدان الثقة للمواطنين بالحكومة واذا أضفنا لذلك الفراغ الفكري للبعض فسيحصل لدينا اناس مهيئين للإستجابة لدعوات الدجالين من مدعي المهدوية أو العلاقة بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف).
واختتم خطبته بمطالبة (الكتل السياسية بالتنازل كل منها عن بعض مطالبه للآخر من أجل مصلحة الجميع والشعب العراقي ككل) معتبرا أن (هذا التنازل ليس حقيقيا ما دام سيصب في مصلحة الشعب) كما طالب (كل مسؤول ان يخصص جزءا من وقته للقاء المواطنين ومعرفة مشاكلهم والعمل على حلها - ولو جزءا من تلك المشاكل - بحسب وقت المسؤول لأن هذه العملية ستخلق ثقة بين المواطن والمسؤول وستتعزز العملية السياسية في البلاد).
موقع نون الخبري
أقرأ ايضاً
- الحكيم يدعو لإطلاق حملة وطنية للتوعية بإجراءات السلامة المرورية
- الى العراقيين كافة.. تعليمات التعداد السًكاني
- من لا يتواجد في بيته "لن يحسب ضمن العراقيين".. ما مصير المقيمين في الخارج؟