حجم النص
الكاتب:- محمد الشذر نظام صدام حسين الجمهوري الدكتاتوري، والذي قاد العراق بحزبه، حزب البعث العربي الاشتراكي- وهو حزب قومي الفكر- نشأ في جوف ميشيل عفلق، مرسي ايديولوجية الفكر البعثي وواضع مبادئه، ليتجسد اول الامر في حافظ اسد الذي حكم سوريا، قوميا. انتقل حزب البعث الى العراق، عن طريق فؤاد الركابي، الشخص الجنوبي - من محافظة ذي قار- ليقوده احمد حسن البكر، بعد ان قاموا بأنقلاب عسكري، اسقطوا فيه عبد الكريم قاسم، بعد ان حول الاخير نظام الحكم من ملكي الى جمهوري، بعد ان قام هو -اي عبد الكريم قاسم- بأنقلاب على الحكم الملكي، معلنا حكما جمهوريا. وصل صدام حسين الى السلطة؛ بعد ان آلت اليه من بعد احمد حسن البكر، وقبله عبد الرحمن عارف، وقبله شقيقه عبد السلام عارف، ليحكم العراق مدة 31 سنة. 31 سنة حكم فيها صدام، ادخل فيها العراق في حرب دموية احرقت الاخضر واليابس، وانهكت قوى الترسانة العسكرية، بعد ان كان يملك جيشا يعد من اقوى قوى المنطقة، ازهقت فيها مئات الالاف من الارواح، في حرب ايران، لمدة ثمان سنوات، كان ضحيتها ابناء الجنوب، ليضرب شيعة ايران بشيعة العراق؛ تحقيقا لرغبة القتل التي في نفسه. 1991 غزى الجيش العراقي الكويت، وهو لم يتعافى من جراحه بعد، من حرب ايران، والسبب روح التمرد والقتل، والرغبة في شم روائح الدماء، التي يعيشها صدام في دواخل نفسه، ليحول حزب البعث من حزب ينادي بالقومية في ظاهره، الى حزب دموي، يهوى القتل والاقصاء. الفرد العراقي كان في الجنوب مهمشا، يطلق عليهم صدام اسم المعدان، اذ مارس بحقهم شتى الانواع حتى راح يتفنن في تطبيق جرائمه، فلم يسلم منها لا استاذ جامعي، ولا شخص لديه نبوغ علمي، ولا طالب، ولا عجوز، بل راحت جلاوزة مخابراته، والتي يديرها اخيه، الاكثر دموية منه، برزان التكريتي، تكيل المكائد للمواطنين، لتملئ بهم المقابر الجماعية، وزنازين السجون، وراحت جلودهم تحترق بالتيزاب، والنار، وتقطع اعضاءهم، ويدفنون احياء، حتى تزاحمت، الامن العامة، ونگرة السلمان، وابي غريب -اماكن للسجن والتعذيب- بالابرياء والعزل. تحول النظام بعد 2003، رغم مساوءه بسبب الطبقة السياسية الفاسدة، والتي حكمت العراق في فترة انفجار ميزانيته، وضياع ابناءه وامواله، وارضه، لا يدعوا للترحم على نظام صدام المقبور، فالشعور الذي يعيشه الانسان بخوف مستمر، يترقب دخول رجال امن برزان عليه، لا يمكن ان يضاهيه شعور، بالطبع نحن ننقم على النظام الجديد ولكن لايمكن ان نقارنه بالسابق، فالحريات اطلقت بعد ان كانت ملجمة، والانفتاح الالكتروني، والانفتاح الدراسي، والحداثوية الجديدة، هي اغلى من "نگرة السلمان".
أقرأ ايضاً
- الشماتة بحزب الله أقسى من العدوان الصهيوني
- المصالحة بين حظر النازية وحظر حزب البعث في العراق
- محنة حزب البارزاني