- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ألخطط الجديدة للأمبراطوريّة الأمريكية
حجم النص
بقلم:عزيز الخزرجي حينما كانت إيران تدفع ثمناً باهضاً لنجاح ثورتها الأسلامية و تثبيت إستقلالها؛ كان العالم العربي و في مقدمتهم صدام و آل سعود و آل نهيان يعيرون على إيران إنزوائها و إنعزالها عن العالم, أو إنعزال العالم عنها و عدم رضا الغرب على سياساتهم, و كان العرب يطربون لهذا الوضع الذي بإعتقادهم سيكلف إيران ثمناً باهضاً و ربما زوالها من خريطة الشرق الأوسط خصوصا بعد هجومهم العسكري عليها, و كانوا بآلمقابل أيضا يفتخرون بعلاقاتهم مع أمريكا, لكن الأمام الخميني كان يؤكد لهم العكس بكون حكومات الدول العربية و الأسلامية و بسبب مواقفها المتخاذلة و فقدانها للسيادة و للشرعية بسبب القواعد العسكرية, ستكلفهم و الشعوب المغلوبة معها الكثير الكثير, و هكذا كان بآلضبط و كما توقع الأمام الراحل.. حيث تطالب أمريكا اليوم و لأجل بقاء قواعدها على أراضي ألدول العربية و الأسلامية فواتير ذلك, و لا أعتقد بأن تلك الدول و بسبب أزمة أسعار النفط و الوضع الأقتصادي بقادرة على الوفاء بذلك, مما سيسبب فقدان سيادة هذه الدول و بآلتالي إعتبارها مستعمرات تابعة للأمبراطورية الأمريكية الحديثة بقيادة أصحاب (عصر ما بعد العولمة), و كما أشرنا لذلك في سبعة مباحث بهذا الشأن سابقاً. في عالم يتغير بسرعة الا في بلدان ” الشرق القديم يبقى على قدمه” أعلن الرئيس المنتخب ترامب أن حماية الولايات المتحدة لن تكون بالمجان بالنسبة لدول الخليج و غيرها وعلى دول النفط دفع فاتورة كل القواعد العسكرية في اراضي الجزيرة العربية بشكل كامل من دول مجلس التعاون لو ارادت بقاء تلك القواعد في اراضيها. كما انه صرّح بكون ملكية النفط ليست لمن تقع مكامنه تحت اراضيها.. فقد وُجِدَت هناك بصدفة جيولوجية فالنفط لمن اكتشفه و بحاجة اليه و هي الولايات المتحدة – وجاهر ايضاً البدء بتنفيذ تلك السياسة بإستملاك نفط العراق. حيث أن صنعة الرئيس المنتخب هي القمار في كازينوهاته، فيبدو ان في ” لعبته البوكر ” مع دول النفط قد غالا في رهانه – ويمكن لدول النفط أن تُخسره رهانه بأن تقول له: و نحن أيضاً لا نريد حماية دولاركم و نريد بيع نفطنا بأنفسنا و ليس عن طريق مضاربي (الوول ستريت)! و عندها سينهار الدولار الورقي الذي تستعمله مصارف (الوول ستريت) في ادواتها المالية كالمشتقات و التي كانت أحد الاسباب الهامة في انهيار النظام المالي الامريكي و العالمي سنة 2008. كما و نريد بيعه بعملات متعددة منها اليورو، والين، و العملة الصينية, عندها سينهار دولاركم واقتصادكم. ليس هذا القول من باب المغالاة أو التطرف و لكنها حقيقة تمّ محاولة اخفاءها, و دعني هنا أُبين كيف اصبح النفط ركيزة حماية الدولار و النظام المالي و الاقتصادي الامريكي و سمح للدولار بأن يصبح عملة الاحتياط العالمية؟ و لكن اعلموا انها ستكون حرب طحن عظام أو حرب مصيرية؛(إما قاتل أو مقتول). و هناك العديد من الامكانيات لو كانت هناك الجرأة لاستعمالها و لكن من يعلق الجرس ؟ في المقابل ما الذي تخشونه يا عرب و يا مسلمين ؟ كراسيكم و عروشكم؟ ألا يكفيكم ما قاله قادة الغرب من تصاريح و تلاميح من ضجر الغرب من سياستكم التي قالوا أنها سبب إنتشار الارهاب في العالم؟ فهذا وزير الخارجية البريطاني يُظهر ما تخفيه رئيسة وزرائه من ضجره من الحروب بالوكالة التي تديرها دول النفط، أم قول اوباما أن مشكلة دول الخليج ليست إيران و انما سياسات تلك الأنظمة؟ أ لَم يصرح كبار إدارة ترامب بضرورة تغيير أنظمة دول النفط التي هي سبب الارهاب العالمي حسب قولهم؟ فماذا تنتظرون؟ و هل لديكم حقيقة ما تخشونه؟ لقد حان الوقت لتغيير سياساتكم و إيقاف تخريبكم لدول المنطقة بدعمكم للأرهاب ضد الشعوب الآمنة في العراق و بلاد الشام و غيرها! و كذلك الأنسحاب الفوري من البحرين و إيقاف قصف المدنيين العزل في اليمن و غيرها من وسائل التخريب التي أصبحت حجة بيد ألغرب لأستنزافكم! و آلبدء فوراً بمدّ يد العون لأيران و إيجاد تحالف إسلامي – إسلامي و إستخدام النفط كسلاح ضد كل من يريد إستغلال سيادة دولكم و الدول العربية و الأسلامية, و لكن هذا يتطلب مصالحة شاملة مع شعوبكم قبل كل شيئ, و رفع الحيف و الضيم و الأرهاب و القمع عنهم! و بغير ذلك فأن مصيركم سيكون الفناء لا محال, لأن الغرب قد غيّر من سياساته بعد الدخول في (عصر ما بعد المعلومات) بقيادة حزب الرئيس الجديد ترامب, الذي أعلن عن عدم إمكانية دفع المزيد من الرواتب و الدعم المالي و اللوجستي لقواعدها العسكرية الأربعمائة حول العالم, و لا بد من تسخيركم لدفع تلك الفواتير المكلفة التي لا تستطيعون دفعها بآلتاكيد لانها تتعدى المليارات إلى ترليونات من الدولارات! و أخيراً و ليس آخراً.. و بعد أن تمّ فرض الدولار على العالم باعتباره العملة الوحيدة المستعملة لتجارة النفط و هكذا يتم خلق أوضاع تملي إقبالاً عظيماً على شراء الدولار و بشكل إجباري، بما يسمح لمطابع العملة الورقية الأمريكية بمواصلة العمل على طبع ما تشاء من الأوراق النقدية بدون رصيد طالما بقي النفط المصدر الرئيسي للطاقة في العالم. على سبيل المثال عندما يكون الاستهلاك العالمي 90 مليون برميل في اليوم و كما كان بسعر 100 دولار للبرميل و ذلك يعني أن مطابع الدولارات الامريكية تستطيع ان تطبع 9 مليارات دولار في اليوم يُجبر العالم على شراءها لسداد فاتورة النفط. مع أن كلفة المئة دولار على الخزينة الامريكية لا تزيد عن عشر سنتات. وحيث أن هذه النقود سيتم تقييدها في البنوك الامريكية أو شراء سندات خزانة امريكية ففي ما عدا ما تصرفه الدول المنتجة على منتوجاتها الاستهلاكية و شراء الاسلحة فستبقى بقية تلك الاموال داخل الاقتصاد الامريكي و الغربي و بذلك تتحول مادة النفط الى اوراق وهمية في خزائن الدول الغربية. المشكلة الكبرى لزيادة الاسعار كانت على الدول النامية التي اضطرت الى الاستدانة من البنوك الغربية لسداد فواتير نفطها مما أوقعها في براثن صندوق النقد الدولي و شروطه التي تؤدي الى تسليم سيادة الدول مقابل تلك الشروط. • في مقابلة لفلم وثائقي في قناة الجزيرة عن كتاب الدكتور عبد الله زلوم؛ (امريكا بعيون عربية / حروب البترول الصليبية), قال الكاتب الامريكي ويليم اينغدال؛ أن احمد زكي اليماني وزير النفط السعودي الأسبق قد أخبره في مقابلة معه في لندن انه عندما ذهب الى شاه ايران و طلب منه الشاه رفع سعر البترول اربعة اضعاف سأله اليماني لماذا؟ فأجابه الشاه: "أسال مليكك أن يسأل هنيري كسينجر". لقد خلقت الامبراطورية الأمريكية أعداء افتراضين وهميين لدول النفط, مرّة كان صدام حسين، و مرة أصبحت إيران، و بناءاً على هذه الأكاذيب جاءوا بأساطيلهم و بنوا قواعدهم العسكرية و مطاراتهم فوق كل حقول النفط لحماية مصالحهم لا لحماية الدول المنتجة, و اليوم جاء من أصبح رئيساً يتكلم بمنطق المافيا يريد اتاوه لسماح دول النفط لقواته ببناء قواعد على اراضيها! أيها العرب: لديكم سلاح النفط و تنقصكم الارادة فقط مع مخافة الله لا أمريكا.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- الضربات الأمريكية والسيادة العراقية.. الغلبة لمن؟
- معركة طوفان الأقصى.. التداعيات المتسارعة والمواقف الأمريكية الواضحة !