بما أن شهر المحرم قد دخل علينا وبعده شهر صفر الخير أعتقد أنه من المناسب جداً أن أطرح هذا الموضوع لعلنا نساهم في المساعدة على تأدية الواجب من خلال الإسهام في بناء أو إصلاح الأسس التي تقوم عليها الخطابة النسائية بحيث يمكننا من خلالها الإستفادة من عطاء المنبر الحسيني و الشعائر الحسينية بشكل أفضل وتحقيق الهدف من إقامة مراسم ذكرى عاشوراء و تثبيت المبادئ و القيم التي إرتكزت عليها و على أسس صحيحة ....
سأتحدث هنا عن المنبر الحسيني النسائي الذي يشهد في الوقت الراهن قصوراً في جوانب عديدة مما جعل الخطابة النسائية في مجتمعنا ليس بالمستوى المطلوب .
ليس المراد هنا أن يكون لدينا خطيبات اقتصرن على دراسة فن الخطابة و إلقاء الشعر الحسيني و بعدها توجهن إلى المنبر الحسيني ليسد فراغاً في حياتهن فقط أو وجدن في ذلك منافسة ممتعة أو طريق لتحقيق أغراض شخصية أحياناً ...لا يلام هؤلاء إذا واصلن السير في هذا المجال بجد و مثابرة و إخلاص ليكونوا مؤهلين لحمل رسالة الحسين عليه السلام و إيصالها للآخرين ...
الجانب العاطفي في عاشوراء له أهميته و لكن القضية الحسينية هي فكر و منهج قبل أن تكون عاطفة . فليس مطلوباً خطيبات يحفظن و يرددن أشعاراً بصوت حزين لا يملكن من الثقافة الدينية إلا قشوراً لا تؤهلهن للعطاء.
لا أقول أنه ينبغي على كل من تساهم في القراءة الحسينية أن تكون بلغت درجة الإجتهاد أو تكون في مرتبة فقهية عالية ولكن هناك أسس دينية و ثقافية و تاريخية بلا شك لا بد أن تكون ملمة بها ومالا يدرك كله لا يترك كله.
يؤسفنا كثيراً أن نجد العديد من النساء اللواتي توجهن لتوصيل هذه الرسالة العظيمة ليس لديهن أي خلفية ثقافية دينية متناسين ( ان فاقد الشيء لا يعطيه) وللأسف أن بعض هؤلاء ليسوا بفتيات صغيرات بل وممن قطعن شوطاً طويلاً في مجال القراءة الحسينية . فاجأتني ذات مرة إحداهن عندما ذكرت أن أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه و آله كانت زوجة الرسول و عندما أبدت إحدى الحاضرات إستغرابها من المعلومة التي ذكرتها قالت أنها سمعت الشيخ الوائلي رحمة الله عليه يذكر ذلك ... ناهيك عن المدونات التي هي بحاجة إلى التنقيح و التدقيق في سنداتها التي لا زال يعتمد عليها في القراءة في كثير من المآتم النسائية ...
بصراحة ... أجد أن وجود هؤلاء على المنبر الحسيني كارثة حقيقية عندما توصل هذه المرأة هذه المعلومات المتناقضة أحيانا لغيرها سوف تسبب في تشويه النظرة المشرقة لمنبر الحسين عليه السلام ومن ثم نفور الآخرين من الحضور للإستفادة منه وهذا للأسف هو ما يحصل !!! أصبح في بعض الأماكن ارتقاء المنبر الحسيني و ظيفة لا تتطلب إلا دراسة فن الخطابة لبضعة شهور !!!
ربما يجدني البعض أبالغ فيما ذكرت ولكنني أؤكد أنني أعني كل حرف كتبته ولم أكتب إلا بعد أن سمعت و رأيت بنفسي ما يضحك العاقل ...
نعم .. ينبغي أن نسعى نحن جميعاً يداً بيد ليكون لدينا منبراً حراً و خطيبات على مستوى عالي من الثقافة و الوعي وتكون مجالسنا الحسينية أصواتاً تخلد صوت السيدة الزهراء عليها السلام و ابنتها عقيلة الطالبيين زينب عليها السلام ولنتعلم منهن الأخلاق العالية وننهل من منبع علومهم العذبة و أسأل الله التوفيق لي ولكم بحق آله الكرام الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي