- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أمير المؤمنين(عليه السلام) ... وبيعة الغدير/ الجزء الثاني
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي والآن لنأتي إلى ما يقوله علماء وفقهاء أهل السنة ومن صحاحهم وكتبهم وهذه الصحاح عندهم هي تعتبر عندهم كتب موثقة ولا يرقى إليها الشك وهي تأت بعد القرآن المنزل من الله سبحانه وتعالى ولو إن علماؤنا وكتابنا يعتبرونها مصادر فيها الكثير من الشبهة والشك ويدور عليها الكثير من اللغط وهي مصادر يثير حولها الكثير من الجدل والشك حولها بل وحتى باعتراف الكثير من كتابهم وعلماؤهم يضعون هذه الشبهة عليها وإنها فيها الكثير من الأحاديث المدسوسة وخصوصاً من صحيح البخاري ومسلم وغيرها وقد كتبت مقالات حول هذا الأمر ومن كتابهم ومصادر في الشك في هذه المصادر ولكن نلاحظ أن من يشكك بهذه المصادر فيقوم كبار وعاظهم وفقهاؤهم بتكفير من يقوم بهذا الأمر وتكفيره واتهامه بالزندقة والحقيقة هي أن كل من يشكك بهذه المصادر السنية من الصحاح وغيرها هو على حق ولكن هم يتبعون الباطل ويكرهون الباطل وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}.(1) ومن هنا نشأت طبقة من شيوخ الدين وظهروا على سطح وواقع الأحداث وبالذات مع نشوء الحكم الأموي وحتى في ظل خلافة الراشدين كما يقال والذي كان في مقدمتهم من أمثال أبو هريرة وثمرة بن جندب وغيرهم والذين استمرت هذه الطبقة مع تغير كل الحكام والملوك وعبر التاريخ ليصلوا إلى حد وقتنا الحاضر والتي هي رموز للضلالة والتحريف ومداهنة الباطل والسير مع أهواء الحكام والطواغيت ووعاظ السلاطين هؤلاء هم عبارة عن شخوص خلقهم الحكام والملوك والأنظمة المستبدة وعلى مدى التاريخ ولحد الآن تستخدمهم لكي يحافظوا على مصالحها السياسية! بحيث وصلونا إلى استنتاج واحد! ألا وهو أطاعة الحاكم!!! لأنها من أطاعة الخالق وأصبح هؤلاء الوعاظ دمى تحركها الأنظمة كما تريد! وبسبب بساطة الشعوب العربية وجهلها وعبر التاريخ أصبحت أطاعة الحاكم ومن يسمي نفسه أمير المؤمنين أو الحاكم بأمر الله حقيقة واقعة ومن مسلمات الدين وأصوله ومن يشذ عن ذلك فهو كافر ومرتد وعن ذلك يقول الكاتب العلماني د.علي الوردي " إن الخليفة يشعر من جراء إيحاء المتزلفين بأنه ظل الله في الأرض حقاً له الأمر وعلى رعاياه الطاعة فإن عصوا فهم زنادقة ملحدون يلعنهم الله ويلعنهم الناس ".(2) ولتأتي مسخرة علماء السلاطين: لا يجوز الدعاء على المسؤول حتى وان كان ظالم ويرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين وهذا ما أشار إليه د. علي الوردي حيث يقول "يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين.وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة" ثم يقول " الواقع أن الوعاظ والطغاة من نوع واحد , هؤلاء يظلمون الناس بأعمالهم , وأولئك يظلمونهم بأقوالهم , فلو كرسوا مواعظهم في مكافحة الطغاة لصار البشر غير ماهم عليه الآن".(3) والتي بدأت مع ما قام به عثمان من عطايا وهبات لأقربائه وعشيرته من بنو أمية ليصل إلى منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم وقد اعترض عليه خازن بيت المال زيد بن الأرقم ونتيجة اعتراضه تم عزل زيد من بيت المال ومن قبل عثمان. وهذا ما أشار إليه سيد قطب في جملة تعليقاته على عثمان وباقي الصحابة ليستنكرها ولا يقبل بها جملة وتفصيلاً.(4)والشواهد كثيرة في خلافة عمر إذ قام بتولية معاوية على الشام وكان يلقب معاوية بكسرى العرب حيث يروي ابن حجر: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال هذا كسرى العرب.. (5)أما مناسبة هذا الكلام فيرويها ابن عبد البر: قال عمر إذ دخل الشام ورأى معاوية: هذا كسرى العرب.(6) وهذا ما أشار الكاتب المصري صالح الورداني إذ يقول: "أن ما يعنينا قوله هو أن تولية معاوية على الشام لا يمكن اعتباره مجرد خطأ.. لقد أخذ الخط الأموي دفعته الأولى من عمر بتمكين معاوية على أرض الشام وبدأ يعد العدة لتحطيم العوائق التي تقف في طريقه وعلى رأسها دولة الخلافة.. ولا بد لنا من استقصاء الروايات التي تتعلق بموقف عمر من معاوية حتى يتبين لنا الأمر بصورة كثر وضوحا.."(7) وقد أعجبني ما ذكرة عن مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورأيت فيها إسقاط على واقع الثورات الذي نعيشه.. قال: " وصف علي بن أبي طالب أقرباء عثمان بن عفان رضي الله عنه والثائرين عليهم وصفاً حكيما, حيث قال ما معناه: { استأثر هؤلاء فأساءوا الأثرة , وجزع أولئك فأساءوا الجزع}(8). ومعنى ذلك أن تلك الثورة كان لها دافعان: التطرف في الاستئثار من جانب الحكام والتطرف في الجزع من جانب الرعية. والواقع أن كل ثورة تنشأ عن مثل هذين الدافعين , إذ يبدأ الاعتداء من جانب فينتقم منه الجانب الآخر انتقاما فظيعاً. حتى أنه قال الإمام (ع) في موضع آخر مخاطبا عثمان: {واللّه إني لأكثر الناس ذبا عنك , ولكن كلما جئت بشي ء أظنه لك رضا, جاء مروان بغيره , فسمعت قوله وتركت قولي}.(9) ونحن ننقل هذه الدلائل والأسانيد فهي لغرض لإلقاء الحجة عليهم ومن باب ما يقال(من فمك أدينك) ولكن نحن لدينا مصادرنا والتي هي أئمتنا المعصومين وأهل البيت والذين هم الحبل الممدود من الأرض إلى السماء وهم موضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين فهم وبإجماع كل الطوائف أن أحاديثهم(سلام الله عليهم أجمعين)مسندة ولا يرقى إليها الشك لأنها خرجت من بيت النبوة ومأخوذة من جدهم نبينا الأكرم محمد(ص). ولكن نحن نقرن الدليل بالقول حتى لا يتم التشكيك بما نقول ونشير إلى أن هؤلاء شيوخ الضلالة من وعاظ السلاطين قد أضروا الدين والإسلام والمسلمين ضرراً بالغاً والتي سوف نتعرض إلى ما قاموا من إعمال ألحقت بالأمة الإسلامية أضرار بالغة لا تعد ولا تحصى وعلى ديننا الحنيف بأن شوهت مفاهيمه وكل قيمه مفاهيمه الإنسانية السامية والتي سوف لنا وقفة في هذا الموضوع المهم والخطير إن شاء الله. ولكن لنرجع موضوعنا المهم: حديث وبيعة الغدير من مصادر اهل السنة والجماعة يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى: حديث الغدير{أما بعد ألا أَيّها الناس إنّي قد دعيت ويوشك أن اُجيب وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض}.(10) ثم قال: { إنّ الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن ومؤمنة. وأخذ بيد علي بن أبي طالب وقال: ألستُ أولَى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم وأزواجِي أمهاتُهُم فقلنَا: بلَى يا رسولَ اللهِ قال: فمَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ اللهمَّ والِ من والاُه وعادِ مَن عادَاهُ }.(11) 1- محمد بن جرير الطبري (توفي سنة 310ھ) قال الإمام الذهبي: جمع (يعني الطبري) طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء رأيت شطره فبهرني سعة رواياته وجزمت بوقوع ذلك.(12) وقال أيضًا: ولما بلغه (أي الطبري) أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم، حمل كتاب الفضائل فبدأ بفضل الخلفاء الراشدين، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه.(13) وهذا الذهبي هو أحد تلامذة أبن تيمية ونلاحظ أنه يجزم بصحة حديث الغدير وواقعته ومن الطبري وهؤلاء الاثنان يعتبرون من أئمة أهل السنة والجماعة ومن الرواة الثقاة والتي يستندون كتابهم ومؤرخيهم في كتاباتهم ونلاحظ نقطة مهمة أخرى أنه يحتج على تصحيح هذا الحديث ولا يقبل بذلك عندما تم تحوير كتاب الله وعترتي إلى كتاب الله وسنتي وهو لا يقبل بذلك هو والطبري. 2- أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (توفي سنة 321ھ) كما حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان يعني الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» ثم قال: «إن الله عز وجل مولاي، وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: «من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه، وسمعه بأذنيه. قال أبو جعفر (الطحاوي): فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته، فيه إن كان ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بغدير خم في رجوعه من حجه إلى المدينة لا في خروجه لحجه من المدينة.(14) وهنا نلاحظ ذكر الطحاوي في خطبة الغدير عن ترك نبينا الأكرم محمد(ص) في حديث الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي ,ان الغدير وقعت بعد رجوع الرسول الأعظم من مكة إلى المدينة والتي حورت فيما بعد كما حرفها أبي داود وغيرة من وعاظ السلاطين بقول كتاب الله وسنتي وقولهم أن حديث الثقلين حديث ضعيف وغير مسند كما قاله أحد علماء الأزهر في أحدى القنوات الفضائية وقد ضحكت من قول هذا الشيخ والذي ينتسب إليه والكثير من هؤلاء الشيوخ إلى وعاظ السلاطين وأئمة الظلال والكفر والذي أشار إليهم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه إذ يقول {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ}.(15) 3- محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (توفي سنة 748ھ) نقل ابن كثير عن شيخه الذهبي أنه قال: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، وأما: "اللهم وال من والاه" فزيادة قوية الإسناد.(16) 4- أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (توفي سنة 852ھ) وأما حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.(17) وقال في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام: لم يجاوز المؤلف (الحافظ المزي) ما ذكر ابن عبد البر وفيه مقنع ولكنه ذكر حديث الموالاة عن نفر سماهم فقط وقد جمعه ابن جرير الطبري في مؤلف فيه إضعاف من ذكر وصححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس ابن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر أما حديث الراية يوم فتح خيبر فروي أيضا عن علي والحسين والزبير بن العوام وأبي ليلى الأنصاري وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر وغيرهم وقد روي عن أحمد بن حنبل أنه قال لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل ما روي لعلي وكذا قال النسائي وغير واحد وفي هذا كفاية.(18) 5- محمد ناصر الدين الألباني (توفي سنة 1420ھ) قال: وللحديث طرق أخرى كثيرة جمع طائفة كبيرة(19) وقد ذكرت وخرجت ما تيسر لي منها مما يقطع الواقف عليها بعد تحقيق الكلام على أسانيدها بصحة الحديث يقينا، وإلا فهي كثيرة جدا، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، قال الحافظ ابن حجر: منها صحاح ومنها حسان. وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأول منه متواتر عنه صلى الله عليه وسلم كما ظهر لمن تتبع أسانيده وطرقه، وما ذكرت منها كفاية. وأما قوله في الطريق الخامسة من حديث علي رضي الله عنه: “وانصر من نصره واخذل من خذله“ ففي ثبوته عندي وقفة لعدم ورود ما يجبر ضعفه، وكأنه رواية بالمعنى للشطر الآخر من الحديث: “اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه“. ومثله قول عمر لعلي: “أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة“. لا يصح أيضا لتفرد علي بن زيد به كما تقدم. إذا عرفت هذا، فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعف الشطر الأول من الحديث، وأما الشطر الآخر، فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها ويدقق النظر فيها، والله المستعان.(20) وهنا لابد من الإشارة إلى النقطة الأولى وهي قول عمر للأمام علي(ع) في أنه أصبحت وأمسيت كل مؤمن وهو صادر من احد فقهاء وإعلام السنة ومن الموثقين وهذا اعتراف ضمني بحديث الغدير ووجود كل الصحابة والمسلمين في بيعة الغدير وسماعهم لخطبة نبينا الأكرم محمد(ص) وبيعته في الغدير له ومن قبل كل المسلمين والتي حضرها الآلاف من المسلمين ولكن لننظر إلى ما قاله صاحب السيرة الحلبيّة» هنا: وهذا أقوي ما تمسّكت به الشيعة والأمامية والرافضة علی أنّ علیاً كرّم الله وجهه أولي بالإمامة من كلّ أحد. وقالوا: هذا نصّ صريح علی خلافته سمعه ثلاثون صحابيّاً وشهدوا به، قالوا: فلعلی علیهم من الولاء ما كان له صلّي الله علیه وآله علیهم بدليل قوله صلّيالله علیه وآله: ألَسْتُ أوْلَي بِكُمْ. ثمّ قال الحلبيّ أيضاً: هذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحّته كأبي داود، وأبي حاتم الرازيّ. وقول بعضهم: إنّ زيادة: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ إلی آخره موضوعة، مردود، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبيّ كثيراً منها». وقد جاء أنّ علیاً كرّم الله وجهه قام خطيباً في خطبة المناشدة المعروفة فحمد الله وأثني علیه، ثمّ قال: أُنْشِدُكَ اللَهَ مَنْ يَنْشُدُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إلاَّ قَامَ، وَلاَيَقُومُ رَجُلٌ يَقُولُ: أُنْبِئْتُ أوْ بَلَغَنِي إلاَّ رَجُلٌ سَمِعَتْ أُدْنَاهُ وَوَعي قَلْبُهُ. فقام سبعة عشر صحابيّاً (و شهدوا). وفي رواية ثلاثون صحابيّاً. وفي» المعجم الكبير» ستّة عشر. وفي رواية اثنا عشر. فقال لَهُم أمير المؤمنين: هاتوا ما سمعتم! فذكروا حديث الغدير. ومن جملته: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علیٌّ مَوْلاَهُ. وفي رواية: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا مَوْلاَهُ. وعن زيد بن أرقم أنّه قال: وكنت ممّن كتم فذهب الله ببصري. وكان علیّ كرّم الله وجهه دعا علی من كتم..(21) وقد وصل عدد الصحابة الذين شهدوا بواقعة الغدير والمنصوصة من كتبهم ثلاثين شاهد أغلبهم من البدريين ويقول احمد بن حنبل " نري في هذه الرواية أنّ الراوي يقول: اثنا عشر شاهداً، كلّهم كانوا بدريّين، أي: أ نّهم كانوا من خاصّة الصحابة الذين لهم شرف المشاركة في غزوة بدر. وكأ نّي الآن أنظر ـوأنا أتحدّثـ إلی أحدهم. أي: أنّ الرؤية محدّدة أيضاً".(22) وهذا يثبت ان بيعة وواقعة الغدير هي واقعة صحيحة ومسندة ولكن الكثير كتموا شهادتهم خوفا من غضب الحاكم والسلطان ولم يقروا بذلك ولكي يتم تمرير واقعة السقيفة والتي هدد فيها عمر من لم يبايع فأنه سوف يبايع وبحد السيف وهؤلاء الذين كتموا شهادتهم قد وصفهم الله سبحانه في القرآن الكرم إذ يقول {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}.(22) والنقطة الأخرى والتي أمر بها على عجالة أن الالباني قد سفه أبن تيمية ووصفه بالمتسرع وعدم التدقيق في الأحاديث وهذا يؤكد على أن أبن تيمية من عدم تفقهه ومناصبته العداء للأمام علي وأهل البيت ويشاركه في ذلك الكثير من علماء أهل السنة والجماعة حتى يصفه تلميذه الذهبي بالمنافق وقد كتبت مقال عن ما يدعون عنه أنه شيح الإسلام والحقيقة هي غير ذلك ولايمت ابن تيمية لهذا اللقب بأي شكل من الأشكال ولا ينطبق عليه. والى هنا نقف في مقالنا البحثي لنعاود البحث في ماهية الإمامة والخلافة والفرق بينهما في جزئنا القادم إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ [الزخرف: 78]. 2 ـ كتاب وعاظ السلاطين. د.علي الوردي. صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 1954م. 3 ـ نفس المصدر. 4 ـ كتاب "العدالة الاجتماعية". سيد قطب. ص (186 - 187/ الطبعة الخامسة). 5 ـ أنظر الإستيعاب ومقدمة ابن خلدون. 6 ـ أنظر الإستيعاب. ويذكر أن راتب معاوية السنوي بلغ عشرة آلاف دينار. وفي رواية بلغ راتبه الشهري ألف دينار. 7 ـ السيف والسياسة في الإسلام الصراع بين الإسلام المحمدي والإسلام الامويز المستبصر: صالح الورداني المحطة الثالثة: عمر ص 80. 8 ـ الحياة السياسية للإمام الحسن (ع) ص 143 حيث يتعرض إلى موقف الإمام أمير المؤمنين (ع) من عثمان ومن الثائرين عليه. 9 ـ شرح نهج البلاغة ج 2 / ص 148. 10 ـ موقع الدرر السنية 11 ـ مسند ابن حنبل: ج1، ص254; تاريخ دمشق: ج42، ص207 و 208، 448; خصائص النسائي: ص181; المعجم الكبير: ج17، ص39; سنن الترمذي: ج5، ص633; المستدرك على الصحيحين: ج13، ص135; المعجم الأوسط: ج6، ص95; مسند أبي يعلي: ج1، ص280; المحاسن والمساوئ: ص41; مناقب الخوارزمي: ص104 ؛الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25، طبعة الميمنية بمصر ؛ كنز العمال للمتقي الهندي ج1/ص168/ح959، ط 2. 3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ج2/ص45/ح545، ترجمة الإمام علي. 12 ـ سير أعلام النبلاء ج 14 ص 277. 13 ـ تاريخ الإسلام ج 23 ص 283. 14 ـ مشكل الآثار ج 4 ص 310. 15 ـ [ القصص: 41]. 16 ـ السيرة النبوية ج 4 ص 426. 17 ـ فتح الباري ج 7 ص 61. 18 ـ تهذيب التهذيب ج 7 ص 297.. 19 ـ منها الهيثمي في “المجمع“ (9 / 103-108). 20 ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ج 4 ص 330 الحديث 1750. 21 ـ سيرة علیّ بن بُرهان الدين الحلبيّ الشافعيّ، المعروفة بالسيرة الحلبيّة ج 3، ص 308، طبعة مصر، سنة 1352 ه. راجع كذلك «فرائد السمطين» ج 1، الباب 58 من السِّمط الاوّل، ص 312 إلی 318؛ و«كتاب سُلَيم» ص 111 إلی 124 مع تغيير بعض الالفاظ وإضافة بعض الموادّ؛ و«الغدير» ج 1، ص 162 إلی 166؛ وفي «غاية المرام»القسم الاوّل، في زمرة أحاديث المنزلة: أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، ص 136 و 137، الحديث الحادي والاربعين برواية سليمبن قيس الهلإلی؛ وذكره مفصّلاً في «غاية المرام» أيضاً، ص 137 و 138؛ في الحديث الثاني والاربعين، عقب مناشدة الإمام بعد كلام طلحة. 22 ـ «مسند أحمد» ج 1، ص 119؛ و «البداية والنهاية» ج 5، ص 211؛ و«مجمع الزوائد» ج 4، ص 105. وكذلك وروي المجلسيّ في «بحار الانوار» ج 9، ص 202 و 203 المناشدة في الرُحْبَة عَن «الامإلی» للشيخ الطوسيّ؛ و«بشارة المصطفي» عن عميرة بن سعد، عن أمير المؤمنين علیه السلام. 22 ـ [النساء: 42].
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة