حجم النص
بقلم:علاء احمد ضياء الدين مما لا شك فيه بان الدين الاسلامي هدم ما قبله من تقاليد وبدع باليه كان ابناء الجزيرة العربية يتعاطون بها كالغزو وقتل البنات وبيع الجواري وعبادة الاصنام والمتاجرة بالعبيد وغيرها التي رفضتها المبادئ الاسلامية السمحاء وهذا يعني بان الدين الاسلامي جاء من اجل احترام حقوق الانسان وبناء مجتمع تسوده المحبة والالفة والتعاون واقامة نظام عادل لا يسيئ لاحد بما فيه ابناء الاديان الاخرى سواء السماوية او غير السماوية حيث كان الدين الاسلامي يمد جسور المحبة بين ابناء هذه الاديان التي منحها حرية العبادة واداء طقوسها الدينية. كان ابناء هذه الاديان يعيشون جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين بل ان بعض من ابناء هذه الاديان وخاصة المسيحية والصابئة واليهودية كانوا قد تولوا مناصب عليا ومهمة في العهود الاسلامية كالعهد الاموي والعباسي والسلجوقي والعثماني وبقية العهود الاخرى. هذا من جانب ومن الجانب الاخر نرى المسلمين اهتموا بتعمير وتطوير العديد من المعابد والكنائس التي تعود لأبناء الاديان الغير مسلمة حيث تم الاهتمام بهذه المقدسات من قبل الحكام المسلمين الذين تولوا السلطة عبر التاريخ فقد تم تشييدها لمرات عديدة كالقدس الشريف الذي يقدسه ابناء الديانات الثلاث المسيحية واليهودية والاسلامية وكذلك اهتمام اركان الدول الاسلامية بالآثار التي يعود تاريخها سواء الى قبل الاسلام او بعده حيث يبذل مسؤولي الدول الاسلامية اهتماما واسعا في الاثار الموجودة في بلادنا الاسلامية كالأهرامات في مصر واثار تدمر في سوريا واثار بابل في العراق واثار الكرك في الاردن وبئر زمزم في السعودية واثار اليمن والاثار الموجودة في دول شمال افريقيا وغيرها في الاثار الموجودة في بقية الدول الاسلامية كإيران وتركيا والبانيا هذا وقد مهدت هذه الدول العربية والاسلامية الطريق لمئات البعثات الاثارية الاجنبية التي توجهت الى هذه الدول للتنقيب عن هذه الاثار اضافة الى قدوم المئات من الرحالة والمستشرقين الاجانب للاطلاع على هذه الاثار وقد اشاد هؤلاء الرحالة والمنقبين الى اهمية هذه الاثار وضرورة الحفاظ عليها ولا سيما الاماكن المقدسة لأبناء الديانات الاخرى التي يقدسها ابناء الديانة اليهودية والمسيحية لمرقد النبي ذو الكفل الذي يقدسه ابناء الديانة اليهودية ومدينة اور التي يقدسها ابناء الديانة المسيحية اضافة الى بقية الاماكن المقدسة لدى ابناء الديانة الصابئيةوالديانة اليزيدية التي ينتشر اتباعها في كردستان العراق ومدينة الموصل. هذا من جانب اما من الجانب الاخر فان الدين الاسلامي وابناءه يكنون كل الاحترام لقبور الاولياء والصالحين لجميع الاديان حيث يتم تعميرها والاهتمام بها وزيارتها في العديد من المناسبات حيث يتزاحم المسلمين على زيارة هذه المراقد والقبور للعديد من هؤلاء الصالحين كالنبي شعيب في الموصل والنبي ادريس في الموصل ايضا ومرقد عدي بن مسافر وهو احد الشخصيات والرموز للديانة اليزيدية وكذلك الاماكن المقدسة لدى ابناء الديانة المسيحية والصابئية واليهودية حيث انها تعتبر معالم اثرية في نفس الوقت اضافة الى تقديسهم واحترامهم الكبير للمراقد المقدسة الاسلامية ولمختلف المذاهب الاسلامية حيث يتوافد الملايين من المسلمين لزيارة مراقد ائمة ال البيت الاطهار وكذلك يتوافد الالاف من المسلمين من ابناء المذاهب الاسلامية لزيارة مراقد العديد من الاولياء الصالحين من رموز تلك المذاهب كالإمام الاعظم والشيخ عبد القادر الكيلاني والسيد الرفاعي والشيخ ابة يوسف وغيرهم من رموز المذاهب الاسلامية الاربعة اضافة الى زيارة لبقية الاولياء والعلماء الافاضل المنتشرة قبورهم في جميع انحاء العالم الاسلامي. هذا من ناحية ومن الناحية الاخرى فان الدين الاسلامي سعى ويسعى الى المحافظة على ضرورة توفر الامن والامان لجميع شرائح المجتمع بمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم حيث شرع العديد من القوانين للمحافظة على اعراضهم واموالهم ولعل اهم قانون ركز عليه الاسلام هو المحافظة على اموال الناس حيث اصدر تعليمات شديدة بهذا المجال من اجل عدم فسح المجال لضعفاء النفوس الذيم يحاولون سرقة اموال الناس حيث كانت القوانين الاسلامية شديدة في التعامل مع السارق او تخريب الممتلكات الانسانية التي تعتبر من الاثار. اما في المجالات الاخرى فكانت القوانين الاسلامية مرنة وسمحة ودقيقة في معظم القضايا التي تخص المجتمع وخاصة تكوين الاسرة السعيدة حيث سمحت للمسلم ان يقترن بالمرأة من غير المسلمين وهذا دليل واضح على سعي الدين الاسلامي في تقوية اواصر المحبة والالفة بين ابناء الاديان المختلفة. ان كل هذه الامور جعلت من المسلمين ان يكونوا ممن يحملون الافكار الصائبة والآراء السديدة للمساهمة في بناء مجتمعات متنورة تسعى الى التطور نحو المستقبل الافضل يكون مثالا للالتزام من اجل الحفاظ على القيم الفاضلة التي تجعل الانسان سواء كان مسلما او غير مسلم عنصر مهما لكي يساهم مع بقية اخوانه من الجنس البشري في زرع المبادئ السامية التي امرتنا به اديان العالم اجمع وفي مقدمتها الدين الاسلامي الخالد الذي مضى على بزوغه خمسه عشر قرن وهو يزهو يوما بعد يوم بالرغم من قيام العديد من المنظمات المتطرفة في الاساءة الى مبادئهالسمحاء من خلال الاعمال الاجرامية التي تقوم بها هذه المنظمات التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء حيث اوصانا قراننا المجيد ونبينا العظيم على المضي في العمل من اجل احترام حقوق الانسان وعدم التعدي على الناس الامنين ونبذ العنف وعلى العمل بمبدأ التسامح ونبذ الخلافات ومد الايادي من اجل اعلاء كلمة الحق التي نادت بها جميع الاديان علما بان القران الكريم ضمن عظمته الكبيرة ضم في شرحه بعض تفاصيل الاثار ومواقفها بشكل مباشر او غير مباشر وفاتنا ان نذكر بانه حتى ابناء الاديان التي تعتبرها الشريعة الاسلامية بانها اديان افكارها غير صحيحة كالعلي بلاهيه والبهائية منحها حرية التعبد واداء طقوسها دون المساس بها وهنا لا بد من الاشارة بان معتنقي الدين العلي بلاهي يعيشون في شمال العراق ويطلق عليهم بت (الكاكوية) اما ابناء الديانة البهائية فانهم يعيشون في ايران وبعض البلاد الاوربية ويوجد العشرات منهم في العراق وكان لهم معبد في بغداد في عهد الاحتلال البريطاني للعراق في مطلع القرن العشرين الا ان الاسر البغدادية قدموا طلبا للسلطات العراقية في عهد الملك فيصل الاول ادعوا بان هذا العقار يعود لهم وقد كسبوا الدعوة القضائية في المحاكم العراقية وبذلك عاد العقار الى اصحابه فقام ابناء هذا الدين بإقامة معابد عديدة لهم في الدول التي يتواجدون بها الان حيث لديهم عدة معابد في هذه الدول ومنها جمهورية نصر العربية حيث يزاول ابناء هذا الدين طقوسهم الدينية في مصر بحرية تامة ولزيادة المعلومات فان عدد من ينتمي الى هذا الين لا يتجاوز عدة ملايين اما ابناء الدين الكاكوي فيبلغ عددهم بحدود مائة الف وهم يقيمون طقوسهم الدينية بتمام الحرية كما انهم يتولون مناصب عديدة في اقليم كردستان العراق حيث يعمل العشرات منهم في دوائر اقليم كردستان.
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- حماية الاموال العراقية قبل الانهيار
- المستهلك العراقي وحقه في الحماية القانونية