شاعر سعودي يرثي الكرادة في نزفها +القصيدة

شاختْ قرونُكَ للشاعر السيد أحمد الماجد – القطيف 1- شاخَتْ قرونُكَ بين الحُزنِ والسّقَمِ أما لِعُمْرِكَ ميلادٌ بِلا ألَمِ 2- ذبيحُ دهْرِكَ والسّاعاتُ لابِسَةٌ نَسْجَ العقاربِ أكفاناً بِلا رَقَمِ 3- تعبْتَ تحملُ نعشَ الأرضِ كمْ نَكَأَتْ فيكَ الخرائطُ بُعْدَ الجُرْحِ قُطْرَ دَمِ 4- قوامُ تُربِكَ فوقَ الأرضِ مقبرةٌ لجِسمكَ الأحمرِ المَصْلوبِ بالعلمِ 5- مُؤَسَسٌ بسلامِ الحُزنِ ما انقطعَ المِذياعُ يعرفُ لَحْنَ والخوفِ والظُّلَمِ 6- حيثُ الدّماءُ كما الإسْفَلْتِ: أرصِفَةٌ، مدينةٌ، دولةٌ مَوْؤدَةُ الحُلُمِ 7- تعيشُ فوقَكَ أرواحٌ مُشرّدةٌ بِلا طريقٍ بِلا ظِلٍّ بِلا قَدَمِ 8- تقتاتُ من فسحةِ الأنفاسِ هامشها وتستفيقُ على كأسٍ من العَدَمِ 9- هويّتانِ لأسرابٍ مُمزّقةٍ جنسيةُ الحُزنِ في جنسيةِ السَّقَمِ 10- هويّتانِ لهذي الأرضِ مجزرةٌ ومأتمٌ يحرُسُ الأشجانَ مِنْ قِدَمِ 11- هذي الحضارةُ أمسَتْ جُرْحَ موطنها أمسَتْ بحاضرها مشلولة القِمَمِ 12- لا شيءَ يشبهُها إلاّ جنازتُها وضفةٌ بحُطامِ الشمسِ والنُّجُمِ 13- أرضُ العراقِ وجُرحٌ لا ابتداءَ لهُ ولا انتهاءَ وأحزانٌ بِلا هَرَمِ 14- لا فرقَ بين شهاداتِ الوفاةِ ولا الميلادِ في الخَطِّ والأختامِ والرَّقَمِ 15- حيثُ المآتِمُ والأفراحُ واحدةٌ والجُرحُ ما بينَ مفتوحٍ ومُلتئِمِ 16- والموتُ يُبْتاعُ في الأسواقِ مُنسدلاُ على الرّصيفِ ومجّاناً بِلا قِيَمِ 17- والانفجاراتُ كالأشياءِ كالسّلَعِ التي تُقاسُ والممحاةِ والقَلَمِ 18- كُلُّ الشوارعِ بالموتى مؤثّثةٌ والعابرونَ جنازاتٌ مِنَ النَّسَمِ 19- تطفو وتحبو على قبرٍ أجِنَّتُهُمْ ويكبرُ الطّفْلُ مفطوماً على لُغُمِ 20- وليسَ يولدُ طفلٌ في العراقِ سِوى بحُكمِ إعدامِهِ المَختومِ في الرَّحِمِ 21- هُنا يموتونَ بالإسفلتِ ليسَ سِوى لأنهم عَبَروا، مَرّوا بِلا تُهَمِ 22- لمْ يبقَ إلا خُطاهُمْ في الطريقِ وأشـ ـلاءٌ ومَنْ يكنسُ الأشلاءَ بالصَّمَمِ 23- هنا عراقُ الحضاراتِ التي ابتدأتْ حكاية الأرضِ والأوطانِ والأُممِ 24- إيهٍ بأيِّ خُيوطِ الحُزنِ أغتزِلُ الـ ـرثاءَ يا دمعَ قيثاري وآهَ فَمي 25- تَصَدَّعَ النّايُ في أرضِ العراقِ شَجىً كما ثَوى فوقَ نوتاتِ الأسى نَغَمي 26- احملْ عراقَكَ هاكَ الأرضَ صاريةً وهاكَ أشرعةً مشحوذةَ الهِمَمِ 27- هذا العذابُ سيغدو مَحْضَ ذاكِرَةٍ تفتضّها بالعذابِ الخَصْبِ والشِّيَمِ