- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كلام مسموع إقتحام المنطقة الحمراء
حجم النص
بقلم: حسن النوّاب عنوان مقالي يبدو إستفزازياً للذين ينعمون برغيد العيش في المنطقة الحمراء كما أطلق عليها السيد مقتدى الصدر، وهكذا عنوان ليس يستفزهم فحسب إنما يزعجهم بل يرعبهم، لكن الوقائع تشير ان هذا الإقتحام سيحدث على حين غرّة آجلا أم عاجلاً، فالأحرار الذين اقتحموا جسر الجمهورية في جمعة ماضية وأزاحوا الأسلاك الشائكة بأكفّهم العارية، بوسعهم إزاحة أية أسوار ومتاريس تقف أمام زئيرهم وثورة غضبهم عندما تصل الإشارة لإقتحام المنطقة الحمراء من زعيم التيار الصدري الذي برهن للجميع على شعبية ضاربة يتمتع بها بين أطياف الشعب العراقي وأن زعامته بعفويتها جذبت العلمانيين والمسحوقين والمعدمين والكادحين والمظلومين والفقراء وليس الصدريين فحسب وهذه حقيقة مائزة لا يمكن غض النظر عنها وفرضت نفسها بقوة على خريطة الواقع السياسي سواء إقتنعت بها أو رفضتها قادة الأحزاب الأخرى، غير ان هذا الإقتحام المرتقب سيكون دامياً وهذا مالا يرضاه كل عراقي غيور على أمن وطنه، كما ان خيام الإعتصام التي شيّدت والتي ستزداد يوما بعد يوم بحاجة الى امدادت لوجستية تتمثل بالطعام والفراش والشراب والإنارة ورعاية صحية وما يتبعها من مرافق صحية تعد ضرورية بمنطقة شبه معزولة تفتقد لمستلزمات السكن ومحاطة بطوق أمني، وهكذا إمدادات لوجستية بحاجة الى أموال طائلة لا أدري من أين سيحصل عليها المشرفون على الإعتصام ؟ ودون شك ان الإعتصام سيخلق إرتباكاً وفوضى بإنسيايبة المرور وتعطيل الخدمات بدوائر حكومية قريبة من منطقة الإعتصام، برغم ان المعتصمين لايعرفون حتى اللحظة ماهي أهدافهم من هذا الإعتصام ؟ وإذا كان الأمر يتعلق بإستبدال الكابينة الوزارية، فأن الأمر لا يتطلب كل هذا العناء والمشقة من قبل المعتصمين، لأن إستبدال الوزراء حتى لو تحقق، يبقى تغييرا شكلياً وليس حلاّ سحرياً سيقضي على فساد الحكومة، وأن قطرة دم واحدة من معتصم اذا ما هدرت فهي أثمن من هذه المطالب الترقيعية التي لا رجاء فيها، جلّ الذي أخشاه ان الدماء ستملأ الشوارع المؤدية الى المنطقة الحمراء ولكن من دون تحقيق لأحلام المعدمين والفقراء، ان خطوة الإعتصام الذي أصبح حقيقة واقعة لابد ان يقترن مع أهداف جوهرية وجذرية شجاعة وتكون حشود المعتصمين على دراية واضحة بجدوى تلك الأهداف وماتحمله من تطلعات حقيقية وملموسة قبل قرار اقتحام المنطقة الحمراء، وأوّل هذه الأهداف إعادة كتابة الدستور وإلغاء مجلس النواب ومنصب رئيس الوزراء ونائبيه وإعادة النظر بالمجالس المحلية وتشكيل حكومة طوارىء تشرف على تمشية أمور البلاد لحين الإستفتاء على دستور جديد، يتمثل بإنتخاب رئيس للبلاد وفق صلاحيات محدودة وإستحداث مجلس شعب يضم ممثلا واحدا من كل محافظة ويكون هذا المجلس رقيبا على القرارات الرئاسية حتى نكون بمنأى عن اي حكم ديكتاتوري، وبذلك تتحقق عدالة مائزة ورصينة طالما حلم بها العراقيون حين يشاهدون اللصوص وساسة الفساد خلف القضبان، فمن المؤلم ان تكون تضحيات المعتصمين كبيرة والأهداف المكتسبة فاترة ولا تعالج الخلل والفساد الحكومي جوهريا، كما ان العشوائية والإرتجالية بإتخاذ القرارات بعد إقتحام المنطقة الحمراء ستؤدي الى خلل أمني خطير يجعل العاصمة الحبيبة غابة نار يحترق فيها الأخضر بسعر اليابس ويمرح بها الخونة والحاقدين والدواعش لا سمح الله، ان إعتصام الأحرار امام المنطقة الحمراء وبعض الوزارات والمحافظات برغم سلميته لكن نتائجه ستكون وخيمة اذا لم تتوفر خطة مدروسة من قبل المسؤولين عنه ازاء التطورات الخطيرة التي ستبرز والمتوقع حدوثها وستجعل خيام الإعتصام حقول الغام يقع في فخها الجميع دون إستثناء وبلا رحمة، ولا نريد بعد التضحيات المنتظرة من هذا الإعتصام ان تكون التغييرات مخيبة للآمال ولا يجني منها العراقيون سوى الأوهام.. اجل لا نريد الجبل يتمخض فيلد لنا فأرا، إنما نريده ينجب لنا عراقا جديدا يزأ بالحق للمظلومين في بغداد قلعة الأسود، ربما ثمة قارىء يسألني موبّخاً.. يالك من جاحد وناكر للجميل فقبل أيام حصلت على جائزة رفيعة من إعلام امانة الوزراء وها أنت تهجوهم بقسوة ودون رحمة، فأرد عليه ان الكاتب الصادق لا يؤاخي الاّ الحقيقة وأن الكتابة شرف ولن أتخلى عن شرف الكلمة مهما كانت مغريات الجوائز ولولا وضوحي وصدقي وصراحتي وحرفيتي لما طرقت الجوائز بوابة عزلتي وغربتي بمهجري البعيد.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- كلام في رحاب السيدة الزهراء عليها السلام