- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نظرة على مقال المُصلح المُفسد للكاتب حيدر السلامي
حجم النص
بقلم:سمانا السامرائي يتناول الإعلامي العراقي الأستاذ حيدر السلامي في أحدث مقالاته التي صدرت في الرابع عشر من شهر شباط عن وكالة نون الخبرية بعنوان (المُصلح المُفسد) قضية "الوجهان لعملة واحدة" والتي تشكل أحد أهم أسباب تراجع عملية الإصلاح في مختلف المجالات وفئات المجتمع ولعل التركيز على إصلاح العملية السياسية جاء من كونها العمود الفقري لكيان الدولة وأعلى سيادة فيها فإن صَلُحت صَلُح ما دونها. تركز الجزء الأول من المقالة على تفسير عملية الإصلاح من منظور قرآني منطقي بأسلوب سلس وجذاب يدفعك لإكمال القراءة من السطور الأولى ويجعلك تتساءل من تراه يكون ذلك المصلح المفسد؟ وكيف يتفق أن يكون مصلحاً مفسداً في الآن ذاته؟ يقول الأستاذ " الصلاح حركة إرادية تبدأ داخلياً من أعماق النفس وتنتقل خارجيا إلى الآخرين. وما لم تغير نفسك لن تستطيع التأثير في غيرك." وهو ما لا يختلف عليه إثنان راجحان على وجه هذه المعمورة ولكن حين نتحدث عن نظام دولة كامل هل نعني بالإصلاح الداخلي الإصلاح للفرد العامل في مجال السياسة؟ أم إصلاحاً داخلياً في تكوين الحزب السياسي؟ أم إصلاح الأنظمة القانونية والدستور الذي يتحكم بالعملية السياسية؟ أليس الأولى أن يعي الفرد إننا حين نتكلم عن دولة فإن الفرد ذاته هو نواة الإصلاح وهو قلب الوطن؟ فلو نظرنا بعمق للمشهد السياسي الراهن سندرك إن تأثير العقود المنصرمة من التخلف والتراجع في شتى نواحي الحياة أنتجت شعباً اقتنع إن بعض المظاهر المتخلفة كالقبلية والأنانية والتسطح في التفكير وغيرها هي الطريق الأصلح والوحيد للنجاة، وهذه الفئات الكبيرة أنتجت وروجت لشماعات تحمل أفكارها وقد أُستُغلت من قبل فئات أخرى علمت بجهلهم وحماسهم لقضيتهم، فكانوا كما ذكر قائد سنغافورة "لي كوان يو" في كتابه "قصة سنغافورة" عن أحد القادة آنذاك ((أناس لا يريدون بوضوح للمظالم أن تنمحي، وإنما إستغلال مظالم العمال الأبرياء، من أجل مصالحهم الشريرة)). وهذا ما أنتج في الوقت الحالي جماعات مُرشحة ومُنتخبة على نمط "المصلح المفسد" وفيما عدا ذلك من المثقفين المُصلحين إما يفتقرون للدافع الكافي للخوض في العملية السياسية المعقدة والصعبة أو يخشون من وقوعهم في شرك الخوف من الموت فيقفزون في مستنقع الفساد. لربما هذه الصورة المشوهة بعض الشيء عن العمل السياسي كونها ترسخ صور نماذج سياسية سيئة تلاعبت في السلطة في عقود مضت. في الجزء الثاني يثير الكاتب قضية دسمة بطابع ساخر يصل للمتلقي بسلاسة وتشكل الآن معظم المشهد السياسي في الدولة إذا لم يكن كله، وهي ظاهرة السياسيين الذين كيفما مالت الريح مالوا دون خجل وكأنهم يعتقدون إن السياسة مسرح كبير يصفق المشاهدون فيه للشخص الذي يتقمص أدواراً مُختلفة بمهارة. يختتم الكاتب مقالته بتوجيه تحدي بلسان الشعب للذين يحترفون التمثيل في مقاعد اتخاذ القرار و يؤكد على إن الدول هي ملك لشعوبها وإن الشعب الواعي المؤمن بقيادة مرجعيته الرشيدة سينتج أشخاصاً إكفاء مناسبين ليضعهم في المكان المناسب. المقال بشكل عام جاء دون تكلف، خفيف وعميق في الوقت ذاته، يدفع القارئ للتفكير فيما بين السطور وفيما بعدها ومناسبة جداً للقارئ الإلكتروني,
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد