- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
داعش واقع مفروض ام ارهاب طارى ؟!
حجم النص
بقلم: محمد حسن الساعدي لا يمكن عد تنظيم داعش تنظيماً خارقاً او معجزة مثلما تصوره وتروج له وسائل الاعلام المضللة والدول والشخصيات الداعمة لثقافة القتل وقطع الرؤوس، بل هي مجموعة من العصابات التي نمت وترعرعت في ظل وضع سياسي هش وبائس، اعتمد على قانون المحاصصة وتقسيم الغنائم بين قوى سياسية كان سببا مباشراً او غير مباشر في ضياع البلاد، وحطمت العباد من اجل مصالح واهداف أحزابها والكتل السياسية التي باتت هس الاخرى تعتاش على الصراع الطائفي والقومي. الجماعات الارهابية لم تكن تملك قانونا او نظاما يحكم داخل التنظيم، بل كانت تُمارس حكماً ذاتياً في داخل كل مجموعة، وهي من تقرر ظروف وجودها وتمددها على الارض، وبمساعدة الحواضن التي ساهمت كثيراً في الانتشار العنكبوتي للتنظيم الطاوى سواء على الارض العراقية او السورية، والتي تورطت بقتال العدو البعيد والذي لا تحسن أساليب قتالهم سوى القاعدة، وهم الان بصدد مهادنة الفصائل السلفية للوقوف معهم في خندق واحد وإن اختلفت الوجهة. داعش التي تمكنت من اجتياز المنعطف التاريخي لتقود سفينة الإرهاب، ويبدو انها تسعى ان تتقاسم مع الفصائل المسلحة الاخرى والحواضن والصحوات الثروات والجغرافية والمهمات والقيادة على الارض. لا زلت داعش تراهن على الطائفية وهي بدون هذه الورقة سوف تكون كرت يحترق أو احترق بالفعل، كما ان الموجة الدولية القادمة والتحالف الدولي في العراق عنيف وخطير وأصبح لديه الذريعة بعد الأحداث في فرنسا وسقوط الطائرة الروسية في مصر لذلك فإن داعش مهددة بالسقوط في يد ابناء السنة ولو بعد حين. كما ان العقدة النفسية لداعش لا تصلح للحكم لأن داعش كانت تركز على جمع الثروات والسيطرة على منابع النفط وتهريبه بما يحقق السيطرة على موارد المال، كما انها رسخت في نفوسهم عقيدة التكفير مع الطاعة العمياء للبغدادي، كما ان قيادة الجهل والطغيان في داعش تحاول شد بعضها بعضاً، وسعي البغدادي لتثبيت مساعديه من أصول بعثية تمتلك العقلية المجرمة والتي تثقفت على قطع الرؤوس ودفن البشر احياء، لان داعش وُلدت من رحم التمرد والانشقاق وهي تحمل فايروس "الجهل"، فكيف وقد سلمت إدارتها وعسكرها وأمنها ومالها للدواعش من أصول بعثية،ادراكاً منها انهم يمتلكون العقلية الاجرامية ويكون غطاءً لتنظيم يحمل بين أذرعه مجرمين قتلة من كل الجنسيات والملل، ناهيك من ان داعش عبارة عن عصابات ليس لها هوية حقيقية لأنهم شتات من شتى الأيدلوجيات والبدع وما اسهل تفرقهم عند ذهاب المال والدعم. يبقى داعش ذلك الظرف الطارئ الذي يجب ان يكون هناك وقفة لقراءة واقعهم الاجرامي، وتحليل بنيتهم التحتية الارهابية، ووضع السبل والاساليب الكفيلة بالقضاء على هذا الاخطبوط الذي يسعى للتمدد وبناء خارطة طريق للمنطقة برمتها.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء