يصادف اليوم الثلاثاء ذكرى هزيمة بريطانيا من الولايات المتحدة في حرب حزيران/ يونيو عام 1812 التي وقعت في مدينة \"نيو اورليانز\" اكبر مدن ولاية \"لويزينا\" الاميركية المطلة على خليج المكسيك.
وأقدم البريطانيون في العام 1812 على احراق مبنى الكابيتول \"الكونغرس\" والبيت الأبيض في شهر آب/أغسطس فتدافع الاميركيون لصد الهجوم البريطاني، وخاضت الولايات المتحدة وبريطانيا حربا استمرت لمدة عامين حتى العام 1814 وجرى بعد 4 أعوام على وقف الحرب أن اتفقت بريطانيا والولايات المتحدة على قيام حدود غير محصّنة بين كندا والولايات المتحدة.
وفي خريف 1814 ظهر اكثر من 50 اسطولا بريطانيا مع اكثرمن 10 آلاف بحار بريطاني تحت قيادة الجنرال \"ادوارد باكينهام\"، يرافقه نائب القوات البحرية البريطانية ادميرال \"الكسندر كوتشران\"، في خليج المكسيك للهجوم على مدينة \"نيو اورليانز\" الاميركية و احتلالها تخفيفا للضغط العسكري الاميركي على كندا، ودفاعا عن موقف الامبريالية البريطانية في مفاوضات السلام الذي تجوهلت من قبل الولايات المتحدة.
ووصل الجنرال \"اندرو جاكسون\" الذي كان يقود الجيش الاميركي الى نيو اورليانز في 1 كانون الاول/ديسمبر 1814 استعدادا للدفاع عن المدينة.
والجيش الاميركي الذي يتألف اساسا من أفراد الميليشيات والمتطوعين، قاتل الجنود البريطانيين الذين اقتحموا موقعهم وانتصروا عليهم انتصارا حاسما و ارغموهم على الانسحاب بعد ما كبدوهم خسائر كثيرة.
في البداية، هزمت البحرية البريطانية الاسطول الاميركي في بحيرة \"برنغ\" (Borgne)، جنوب غرب نهر المسيسيبي، لكن مع هبوط القوات الاميركية على حدود المدينة وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش البريطاني و الاميركي والتي اسفرت عن فقد وجرح اكثر من 2400 جندي بريطاني، منهم 289 قتلوا بما فيهم الجنرال باكينهام ومعظم الضباط البريطانيين الآخرين من جهة، كما خلفت الاشتباكات 24 قتيلا و 115 جريحا اميركيا.
و بعد هذا الفشل والتقهقر رجع الجنود البريطانيون الى سفنهم الحربية وغادروا المنطقة.
وفي 24 كانون الاول/ ديسمبر 1814 تم توقيع معاهدة السلام باسم \"معاهدة غينت\"، وبما أن خبر توقيع معاهدة السلام وصل متأخرا، انتهت المعركة بعد اسبوعين من توقيع المعاهدة.
وكتب الرئيس الأميركي ، ماديسون المعروف بأبي الدستور الذي إلى الرئيس السابق آنذاك توماس جيفرسون طالباً رأيه في قرار بشن الحرب على كل من بريطانيا وفرنسا في نفس الوقت.
وجيفرسون رد بلباقة أن دونكيشوت محارب الطواحين فقط هو من يتخذ هذه القرارات.
وساهم انتصار الجنرال أندرو جاكسون في معركة نيو أورليانز (والتي جاءت بعد توقيع الولايات المتحدة وبريطانيا على معاهدة سلام دون إعلام جاكسون) في ادعاء الأميركيين الانتصار في حرب 1812.
لكن المحللين السياسيين يعتقدون أنه كان من الأفضل للولايات المتحدة أن تقف إلى جانب بريطانيا للحفاظ على توازن القوى في القارة الأوروبية بدلاً من الموقف الذي اتخذه ماديسون بنصرة فرنسا لتخرج الأخيرة في النهاية قوة عظمى مشكوك في قوتها وفي عظمتها. كان ماديسون مدفوعاً برغبته في تخليص فلوريدا من السيطرة الإسبانية وإخراج البريطانيين من كندا. نفس الموقف الذي اتخذه فرانكلين روزفلت في أعقاب الهجوم الياباني على بيرل هاربور بقراره الدخول إلى الحرب العالمية الثانية إلى جانب بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي السابق.
أقرأ ايضاً
- لبنانيون يناشدون العتبة الحسينية: استمروا في حملاتكم الإنسانية (فيديو)
- وزير لبناني يوجه رسالة إلى المرجعيات الدينية في العالم: اللبنانيون بحاجة اليكم (فيديو)
- شاهد.. كيف يعيش النازحون اللبنانيون في ضيافة العتبة الحسينية بكربلاء ؟